1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

مسلمو برلين يشعرون بالانتماء إلى المدينة لا إلى ألمانيا

٢٤ فبراير ٢٠١٠

أظهرت دراسة أجريت مع مسلمين يعيشون في إحدى عشرة مدينة أوروبية أن 80 في المئة من مسلمي برلين يشعرون بالانتماء إلى مدينتهم، مقابل شعور كل رابع شخص منهم فقط بالانتماء إلى ألمانيا.

https://p.dw.com/p/MA2y
شباب مسلمون في مقهى في كرويتسبيرغ/برلين يتابعون بحماس مباراة بكرة القدمصورة من: DW

يعيش في برلين حسب بعض التقديرات نحو 300 ألف مسلم يشعر عدد كبير منهم بالارتياح فيها والانتماء إليها، لكن غالبيتهم لا تشعر في المقابل بوجود انتماء مماثل لألمانيا. ووصلت إلى هذه الخلاصة دراسة قام بها معهد لندن للمجتمع المفتوح (Londoner Open Society Institute) تحت عنوان "أوروبا بيتنا ـ المسلمون في أوروبا". وقام المعهد بإجراء مقابلات في أواخر شهر كانون الثاني / يناير الماضي مع أكثر من ألف مسلم في إحدى عشرة مدينة أوروبية كبيرة، وجرى طرح أسئلة على 100 مسلم ومسلمة في برلين.

عالمة الاثنيات موهه: استقطاب قوي بين المدينة والبلد

Kinder in Kreuzberg Kindergarten
مثل الفتى التركي ديمير سيشعر هؤلاء الأطفال المسلمون في كرويتسبيرغ بعد بضع سنوات أنهم ينتمون إلى المدينة، وربما إلى ألمانيا أيضاصورة من: picture-alliance/ZB

وتحدَّثت عن الدراسة عالمة الاثنيات نينا موهه Nina Mühe من جامعة فياديرنا في فرانكفورت / أودر التي كُلَّفت بإجراء المقابلات في حي كرويتسبيرغ البرليني الذي يعيش فيه عدد كبير من الأجانب المهاجرين فقالت إنها شعرت بوجود استقطاب قوي لدى مسلمي برلين بين انتمائهم إلى المحيط المباشر الذي يعيشون فيه، أي الحي أو الدائرة، والانتماء إلى البلد نفسه. وبالمقارنة في ما بين المدن الكبرى الاحدى عشرة، ومن بينها لندن وباريس وأمستردام وكوبنهاغن، حلَّت أجوبة مسلمي برلين عن الشق الثاني المتعلق بالبلد تحت الحد المتوسط لأجوبة المسلمين الآخرين.

وفصَّلت موهه ذلك بالقول إن 40 في المئة من المسلمين الذين شملهم الاستطلاع أوضحوا أنهم يشعرون بقدر ما بالانتماء إلى ألمانيا، مقابل شعور أعلى في المدن الأخرى لدى 60 في المئة منهم. أما ما يتعلق بمشاعر الانتماء إلى المدينة أو إلى الحي أو الدائرة المعنية فقد بلغت النسبة لدى مسلمي برلين 84 في المئة، وهي أعلى من متوسط ما تم تسجيله في المدن الأخرى. وقدَّم الفتى التركي ديمير في إجابته عن السؤال المذكور مثالاً نموذجياً عن مشاعره عند تأكيد انتمائه إلى كرويتسبيرغ: "نعم، فأنا ولدت هنا".

كل رابع مسلم برليني فقط يشعر أنه ألماني

وتناولت الدراسة أيضا مسألة ما إذا كان المرء يشعر بأنه ألماني حيث أجاب 25 في المئة فقط من المسلمين البرلينيين بـ "نعم" علما أن نصف المُستجوبين فقط يملكون هوية ألمانية. وقالت موهه إن 11 في المئة منهم قالوا إنهم يعتقدون بأن الألمان ينظرون إليهم على هذا الأساس. وتبيَّن أن المدينتين الألمانيتين المختارتين (برلين وهامبورغ) كانتا في أسفل لائحة المدن الأوروبية تقريبا في ما يخصّ مشاعر الانتماء. وأعلن 50 % من المستجوبين في برلين بأنهم يشعرون بممارسة التمييز ضدهم بسبب الديانة أو الأصل، ومع ذلك تمَّ تسجيل تقدم حيث أكد العديد من مسلمي المدينة أنهم ينشطون فيها سياسيا واجتماعيا.

مفوَّض الاندماج في برلين يشيد بالدراسة

وكان من المثير لاهتمام مفوَّض الاندماج في برلين غونتر بينينغ Günter Piening إجراء مقارنة أوروبية تُظهر التوافقات والفروقات. وفي بحثه عن أسباب اختلاف مشاعر مسلمي برلين إزاء المدينة وإزاء البلد أشار بينينغ إلى التعاون القائم، وإلى الثقافة والاعتراف بالآخر والقبول به على المستوى المحلي. أما على المستوى الأوسع المتعلق بالهوية العامة فيواجه المرء في رأيه رفضا أقوى تحت شعار: "لسنا منهم".

Islamische Grundschule in Berlin Kreuzberg staatlich anerkannte Privatschule, 08.11.2007
مدرسة إسلامية في كرويتسبيرغ معترف بها من الدولة تساهم في الاندماجصورة من: DW/ Al Habbal

ويعتقد بينينغ أن العديد من المسلمين يشعرون بأنهم معزولون، ولا يعترف بهم أحد رغم الجهود المبذولة للاندماج وممارسة النشاط الاجتماعي. وأعرف بينينغ معرباً عن قلقه بالقول: "بذلنا في السنوات الماضية في برلين الكثير للقيام بأشياء مشتركة مع المسلمين وجمعياتهم". وأضاف أنه في حال نجح الاندماج فلا بد عندئذ من تقديم تهنئة سياسية للمسلمين وللثقة المتزايدة بأنفسهم من خلال المطالبة بحقوقهم، ولا يوجد بديل عن ذلك.

وفي رأي بينينغ تكمن قوة الدراسة قبل كل شيء بعمقها الذي تجاوزت به دراسات أخرى من هذا النوع. وذكر أن أسباب مشاعر الانتماء القوية لمسلمي بريطانيا تعود إلى أن الحصول على الجنسية فيها منظَّم بصورة مختلفة، مشيراً إلى أن 50 في المئة من مسلمي برلين المستجوبين لا يحملون الجنسية الألمانية. وفي ظل المصاعب التي تعرقل الحصول على الجنسية الألمانية – أضاف بينينغ - لا يزال عدد كبير من الأجانب دون جنسية.

الكاتبة: سابينه ريببرغر/اسكندر الديك

مراجعة: سمير جريس

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

المزيد من الموضوعات