1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

مساعي دبلوماسية حثيثة لوقف اطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله

دويتشه فيله /وكالات (ع.ج.م)٢٤ يوليو ٢٠٠٦

بينما يتواصل القتال بين إسرائيل وحزب الله، تُكثف دبلوماسية الأزمات من جهودها لإنهاء الصراع. واشنطن تخرج عن صمتها وتدعو لوقف إطلاق النار، في الوقت الذي أعلنت فيه إسرائيل استعدادها لقبول فكرة إرسال قوات سلام أوروبية.

https://p.dw.com/p/8qbr
كوندوليزا رايس تجتمع برئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت.صورة من: AP

في الوقت الذي تستمر فيه العمليات العسكرية على الأرض لليوم الثالث عشر على التوالي، تنشط في هذه الأثناء الجهود الدبلوماسية في اتجاه وقف إطلاق النار بين الأطراف المتصارعة كأرضية للحل الدبلوماسي المنتظر. التحرك الأهم في هذا السياق هو دعوة الولايات المتحدة الأمريكية ولأول مرة منذ نشوء الأزمة إلى وقف إطلاق النار، وذلك على لسان وزيرة خارجيتها التي تقوم حاليا بزيارة المنطقة. إلى جانب هذا التحرك يواصل الإتحاد الأوروبي بشكل عام وألمانيا بوجه خاص الجهود الدبلوماسية لوقف إطلاق النار. كما تتداول العواصم المعنية بالنزاع في الشرق الأوسط فكرة نشر قوة سلام تابعة لحلف شمال الأطلسي في جنوب لبنان، في ظل تصريحات أمريكية وإسرائيلية يوم أمس الأحد أيدت هذا الأمر. من جانبها تفكر الأمم المتحدة في إرسال مبعوثين إلى سوريا وإيران كجزء من تحرك دبلوماسي باعتبار أن هاتين العاصمتين هما مفتاح حل الأزمة القائمة، كما يُزعم.

تحول إيجابي أم مراوغة في الموقف الأمريكي؟

Condoleezza Rice greift im Nahen Osten ein
كوندوليزا رايس تصل إلى بيروت في زيارة مفاجأة تهدف إلى حل الأزمة الحالية.صورة من: AP

وأخيرا خرجت واشنطن من دائرة الصمت ودعت إلى وقف إطلاق النار باعتبار ذلك ضرورة "ملحة"، حسب تعبير وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس التي ركزت على أهمية توفر الظروف اللازمة لجعل وقف إطلاق النار دائما، وذلك أثناء زيارتها الحالية للمنطقة. تضمنت زيارة رايس إشارة إيجابية أخرى وهي وصولها إلى بيروت في زيارة مفاجئة لم يتم الإعلان عنها. والتقت في العاصمة اللبنانية برئيس الحكومة فؤاد السنيورة ووزير الخارجية فوزي صلوخ، كما التقت رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري القريب من حزب الله.

هذه التحركات الدبلوماسية الأمريكية فُسِرت على أنها بداية تحول إيجابي في الموقف الأمريكي. فواشنطن كانت قد قاومت منذ بداية نشوء الأزمة نداءات بوقف فوري لإطلاق النيران مبررة ذلك بأن أي وقف للقتال يجب أن يعالج الأسباب الجذرية للصراع الذي تنحي إدارة بوش باللائمة فيه على حزب الله وحليفيه سوريا وإيران. وكانت واشنطن، ولا زالت، حسب رأي بعض المحللين، تريد أن تطلق يد حليفتها إسرائيل لتحقيق أهدافها في لبنان وفي مقدمتها ضرب قوة حزب الله. ويعتقد المراقبون أنه رغم هذا التحول المعلن في الموقف الأمريكي، فإن إسرائيل لازالت تتمتع بدعم واشنطن في عملياتها العسكرية في لبنان. في هذا السياق يؤكد سفير إسرائيل لدى واشنطن بأن الولايات المتحدة ستسمح لإسرائيل بإنجاز عمليتها في لبنان حتى نهايتها، مضيفا بأن "هزيمة حزب الله تخدم بالتأكيد مصالح الاميركيين".

ويبدو أن واشنطن أدركت أنها بموقفها السلبي المتفرج ستخسر ما تبقى لها من ماء الوجه في المنطقة. في هذا السياق يعتقد المحلل السياسي الألماني بيتر فليب بأن زيارة رايس للمنطقة، التي تأخرت كثيرا، هي بالتأكيد ليست لفرض كلمة واشنطن على الأطراف المعنية، وإنما لكسب الوقت والظهور بمظهر المهتم بما يجري في المنطقة بينما المعارك العسكرية على الجبهة مستمرة وستظل كذلك إلى حين على أمل أن يقود هذا التكتيك إلى القضاء على قوة حزب الله. يشار هنا إلى أن وزيرة الخارجية الأمريكية ذكرت في تصريحات سبقت وصولها إلى المنطقة بأن الحديث عن وقف فوري للنار هو "وعد كاذب" من شأنه السماح لحزب الله بالعودة إلى مهاجمة إسرائيل بدلا من نزع سلاحه.

قوات سلام من حلف الناتو

Israel verstärkt seine Truppen im Libanon
هل تنهي قوة حفظ سلام دولية التوتر العسكري على الحدود بين لبنان واسرائيل؟.صورة من: AP

من الناحية النظرية حظيت فكرة إرسال قوات حفظ سلام دولية إلى لبنان بتأييد كل من تل أبيب وواشنطن. فبعد لقاءات مع عدد من دبلوماسيي الاتحاد الأوروبي بما فيهم وزير الخارجية الألماني فرانك شتاينماير، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود اولمرت تأييده لنشر قوة عسكرية أوروبية في لبنان" تتمتع بقدرات عسكرية وخبرة ميدانية في المعارك". كما أشترط اولمرت أن تكون مهمة هذه القوات أيضا مراقبة نقاط العبور بين سوريا ولبنان وتركز انتشارها في جنوب لبنان وتدعم الجيش اللبناني، كما يجب ان تشارك ايضا في تفكيك قدرات حزب الله بموجب القرار 1559. من ناحيتها اعتبرت الولايات المتحدة فكرة هذه القوات "جديدة سنأخذها على محمل الجد"، حسب تعبير السفير الاميركي في الأمم المتحدة جون بولتون الذي أضاف بان بلاده تدرس "امكان تشكيل قوة متعددة الجنسيات بناء على طلب مجلس الأمن، ولكن ليس قوة سلام دولية".

الا ان إسرائيل ما زالت ترفض وقفا غير مشروط لإطلاق النار والدخول في أي مفاوضات مع الحكومة اللبنانية او مع حزب الله. ويبدو انها غير مستعدة بعد لتلبية مطالب الأوروبيين والأمم المتحدة بوقف إطلاق النار معتبرة ما تقوم به استخدام لحقها في الدفاع عن نفسها "في مواجهة منظمة قاتلة تطلق صواريخ". وكان وزير الدفاع الإسرائيلي، عمير باريتس، واضحا في القول بأن بلاده ستواصل الهجمات في لبنان حتى "تحقق الأهداف المرسومة". وأضاف بأنه يتوجب أولا طرد حزب الله من الحدود الإسرائيلية وتدمير قدراته قبل الحديث عن تمركز لقوات دولية في لبنان.

تحركات دبلوماسية أوروبية وألمانية

Gernot Erler
وزير الدولة في وزارة الخارجية الألمانية، جيرنوت إرلرصورة من: picture-alliance/ ZB

وفي الوقت الذي تنشط فيه الدبلوماسية ألأوروبية لوقف الحرب الدائرة وإحلال السلام في المنطقة، تقوم برلين من جهتها بدور دبلوماسي يديره مهندس السياسة الخارجية الألمانية فرانك شتاينماير الذي يجري منذ بداية الأزمة مشاورات مكثفة مع المسئولين في المنطقة. ورغم تمتع برلين بصورة الوسيط المحايد لدى مختلف الأطراف، إلا ان موضوع المشاركة بجنود ألمان ضمن قوات حفظ السلام يتسم بحساسية خاصة تتحفظ برلين حتى الآن في الإفصاح عنه. ويرجع ذلك إلى عدة أسباب منها ماضي ألمانيا أثناء الحقبة النازية. يذكر هنا ان وزير الدولة في وزراة الخارجية الألمانية، جيرنوت إرلر، طالب بدور طويل الأمد لحلف الناتو في منطقة الشرق الأوسط، وقال "يتوجب أن تكون قوات السلام الدولية على الحدود الإسرائيلية اللبنانية دائمة." وأضاف المسئول الألماني في مقابلة مع راديو ألمانيا بأن قوات الحماية ستكون"فقط كجزء من خطة شاملة وبموافقة الأطراف المعنية بما فيها طبعا لبنان" معتبرا موافقة وزير الدفاع الإسرائيلي على قوات من حلف الأطلسي بأنها تشكل بصيص ضوء. وشدد الوزير الألماني على أن مهمة القوات الدولية لا يجب ان تكون فقط حماية إسرائيل، بل " يجب أن يشعر لبنان بانتهاء وضعية حزب الله كدولة داخل الدولة وكذلك ايضا انتهاء الإجراءات العسكرية الإسرائيلية". ولم يرغب السياسي الألماني بالحديث عن مدى إمكانية مشاركة جنود ألمان ضمن القوات الدولية معتبرا أنه لازال من السابق لأوانه الحديث عن هذا الموضوع. لكن السياسي الذي ينتمي إلى الحزب الاشتراكي الديمقراطي الألماني قال يجب أن يكون واضحا بأن كل من يجد مثل هذا الاقتراح جيدا أن يكون لديه الاستعداد من حيث المبدأ للمساهمة بشكل أول بأخر.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد