مدرسة باوهاوس الألمانية - قرنٌ من الإبداع الهندسي
يكشف معرض في مدينة بون أسرار استمرار مدرسة التصميم الهندسية الألمانية "باوهاوس". معماريون ومصممون جعلوا هذه المدرسة خالدة بأفكارٍ خلاقةٍ تقوم على مبدأ أن كل شيء يمكن أن يكون مادةً للتصميم. في ما يلي صورٌ ونماذج عن ذلك.
لم يكن مصطلح "المصممون" قيد الاستخدام عندما التقى مهندسون ورسامون وموسيقيون ومسرحيون في مدينة فايمار شرق ألمانيا. في عام 1919 نادى المهندس الألماني فالتر غروبيوس بتأسيس "مدرسة التصميم الهندسي الألمانية - باوهاوس". على ضوء ذلك، قام مصممون بإجراء تجارب تصميم لمواد جديدة. توضح هذه الصورة، مثلاً، تشكيل تصاميم جديدة بالاعتماد على أنابيب معدنية.
صَمَمَ الألماني فيلهلم فاغنفيلد مصباح الإضاءة الجانبي في عام 1924 وهو في سن الرابعة والعشرين. تتطابق مواصفات مصباح الإضاءة مع الشروط الصارمة التي تحددها مدرسة باوهاوس. ومن المفارقات أن الحرارة المنبعثة من المصباح كات تتسبب بكسر الزجاج المحيط بالمصباح. تُصَنِع شركة "تيكولومن" منذ عام 1980 مصابيح الإضاءة الجانبية الكلاسيكية التي قامت المدرسة بتصميمها.
صُمِمَتْ أحجار الشطرنج هذه من قبل الفنان يوزيف هارتفينغ في عام 1923. ويُمَثل تصميمه هذا أيقونة أخرى من بين الأيقونات التي اعتمدت في تصميمها على مدرسة باوهاوس. استبدل المصمم الرموز الدينية والملكية بأشكال ورموز تجريدية. كما عمل بحرص شديد على تصميم الصندوق الذي يحتوي بداخله أحجار الشطرنج فريدة التشكيل.
في البداية كانت تصاميم باوهاوس تُصَنَع يدوياً. صنع المصمم المجري مارسيل بروير في عام 1922 كرسياً مُضَلع الشكل. كان الكرسي الفريد من نوعه مصنوعاً من مواد وطبقاً لمقاييس موحدة يمكن تصنيعها على نطاق تجاري. تعتمد الكراسي في تصنيعها على الأنابيب الفولاذية كما يظهر في الصورة.
عَمِلَ المصممون في مدرسة باوهاوس على إحداث تغيير جذري في أسلوب الحياة اليومية للناس. وقد تم ذلك من خلال تصاميم تعتمد على مواد مرنة تُنتج بكميات كبيرة، ما يوفر السلع لشريحة أكبر من المستهلكين.
أعاد المصور الألماني أدريان زوير بالتعاون مع البروفسور فيلفريد كويهن تشكيل معرض ومركز الفنون اعتماداً على صورة يعود تاريخها إلى عام 1926. لم تكن الصورة الملونة معروفة آنذاك، لذا كان عليهما إجراء عملية بحث لمعرفة الألوان الأصلية التي استخدمت في الماضي، ليتمكنا بالتالي من إنتاج التصاميم الجديدة.
هذا البوفيه أو الخزانة الجانبية من تصميم باوهاوس وهي تتألف من 25 ألف قطعة من مكعبات الليغو، صممها الهولندي غيريت ريتفيلد وقد أنجزها في عام 1929. قامت المصممة كونيكو ميدا والمصمم ماريو مينالي بتصميم و صناعة عدد محدود من هذه الأعمال الفنية.
المعرض المقَام حالياً في مدينة بون يتناول إرث باوهاوس، ويحمل رسالة بعنوان "مدرسة التصميم الهندسي باوهاوس في خدمة الجميع". تستمر فعاليات المعرض للرابع عشر من أغسطس/ آب 2016، ويوضح تأثير مدرسة باوهاس على الأجيال الجديدة من المصممين. تظهر الصورة طاولة وكرسياً من تصميم الفنان كونستانتين غرغيش. وقد مزج المصمم بين مفاهيم الزمن الغابر والزمن الحاضر بشكلٍ عملي، ونرجو أن يكون مريحاً أيضاً.