مدرسة ألمانية تدرج مادة "السعادة" على جدول حصصها
١٩ سبتمبر ٢٠٠٧إلى جانب علوم الحساب واللغات والمقررات الدراسية المتعارف عليها في كل المدارس، ينفرد تلاميذ مدرسة فيلي هيلباخ الالمانية بتلقي مادة رسمية عن كيفية تحقيق السعادة في الحياة. إذ يجلس طلاب الفصل في شكل دائري و وعيونهم مغلقة ويعدون من واحد إلى عشرة. يبدأ أحدهم بالعد ويأتي الصوت التالي من أقصى اليمين وثالث من الجانب الآخر. والهدف هو الإصغاء لاقتناص فرصة للصياح بالرقم دون تداخل مع صوت آخر أو حدوث توقف.
في المرحلة الأولي، حاول كل تلميذ أن يكون الأول، فيما خجلت قلة من المشاركة. ومع حلول الجولة الخامسة من التمرين، كان الصياح يتم بشكل إيقاعي. والرسالة هي: أعط الآخرين الفرصة، لكن تمسك أيضا وبثقة بفرصتك. هذا هو أحد متطلبات السعادة الاجتماعية. وبينما تقترح اللعبة النفسية وسيلة مهذبة للأقل ذكاء فإن المدرسة تقول إنها تحاول معالجة عدم الكفاءة التي تؤثر حتى على التلاميذ النبيهين في النظام التعليمي الألماني العام.
وفي مرحلة أخرى، من الدورة الدراسية لمادة "السعادة" ربما سيكون إعداد وجبة بشكل جماعي هو أحد التدريبات أو لعبة أخرى الهدف منها تعلم تقدير الذات. في هذا السياق يقول الطالب فاني ( 17 عاما) :" في الفترة الأولي سيتعين على كل واحد منا أن يقول شيئا إيجابيا عن زميل آخر في الفصل وعن نفسه. والرسالة هي: التقدير الذاتي يحسن السعادة أيضا."
" المساعدة على اكتشاف وسائل السعادة"
ومدرسة فيلي هيلباخ وهي نوع من الكليات الصغيرة بجامعة مدينة هايدل بيرج العريقة التي تشتهر بجامعاتها هي الأولي في البلاد التي تقوم بتطوير دورة دراسية للسعادة مخصصة للفئة العمرية بين 17 و 19 عاما، وهي الفئة العمرية التي تودع المدرسة وتستعد للالتحاق بالتعليم الجامعي. ويقول ارنست فريتز شوبيرت مدير المدرسة إن الفكرة تبادرت إلى ذهنه بعد اطلاعه على استطلاع نمساوي لتلاميذ بين سني 9و 13 سنة أظهر أن التلاميذ أكثر سعادة خلال العطلات أو في المنزل وأقل سعادة عند طبيب الأسنان أو في المدرسة. ووجد فريتز أن هذه الدراسة يمكن تطبيقها في ألمانيا ومن ثم قرر أن يعلم تلاميذه شيئا من المنافسة في تحقيق السعادة التي ينتظر كثيرون تعلمها طوال حياتهم.
وقام مدير المدرسة بتشكل لجنة من 18 مدرسا وخبيرا لتقديم المشورة له في هذا الجانب. لكن المسؤول التربوي حذر التلاميذ الذين يبالغون في توقعاتهم قائلا إن الهدف من هذه الدورة الدراسية ليس "جعلك سعيدا للدرجة التي تتصورها، بل مساعدتك على اكتشاف وسائل تجعلك سعيدا".
وينقسم الفصل التعليمي لمادة "السعادة" إلى ثلاث دورات أسبوعيا وسيمنح عليه درجات في إطار تقييم شامل وذلك بمباركة وزارة التعليم في ولاية بادن فورتمبرج. وبرغم كونها مادة للسعادة فإن التلاميذ يصرون على أن الأمر لا يتعلق بالضحك، مؤكدين على أنه أثناء الدرس لا يضحك أحد على الأخر أو يسخر منه. ويقول ماكس (18 عاما) إنه يشعر بالسعادة عندما يجد من يشاركه اهتماماته. أما جانيا ( 18 عاما) فتقول إنها بحاجة لأن تكون على ما يرام لكي تشعر بالسعادة.