1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

محمد هاشم: سيناريو الفوضى هدفه إقامة حكم عسكري ديني في مصر

١٩ ديسمبر ٢٠١١

هل يدعم الناشر محمد هاشم أعمال التخريب التي حدثت مؤخراً في القاهرة؟ هذا الاتهام قُيل ضمناً في المؤتمر الصحفي الذي نظمه المجلس العسكري الحاكم، ما أثار ردود فعل ساخطة لدى المثقفين المصريين.

https://p.dw.com/p/13VmB
محمد هاشم، صاحب دار ميريتصورة من: DW / Nadine Wojcik

قبل أسابيع قليلة كرّم نادي القلم الألماني محمد هاشم، صاحب دار ميريت للنشر في القاهرة، بجائزة هيرمان كستن للكتاب الملاحقين، وذلك لدوره الكبير في انطلاق شرارة الثورة المصرية ودعمه للثوار خلال أيام الثورة الثمانية عشر. آنذاك تحولت دار ميريت إلى ما يشبه "مركز لقيادة الثورة" ومكاناً يتجمع فيه الثوار للنقاش وتبادل الرأي، وعنواناً يستقبل التبرعات الداعمة للثورة.

واليوم وجد محمد هاشم نفسه في مواجهة اتهامات ضمنيه له بأنه يدعم "البلطجة" وأعمال العنف والتخريب التي وقعت مؤخراً أمام مقر مجلس الوزراء بالقاهرة. وكان أحد القُصََّر - الذين عرض المجلس العسكري شرائط مصورة لهم الاثنين (19 كانون الأول/ ديسمبر 2011) وقال إنهم متورطون في الأحداث الأخيرة - قد اتهم الناشر محمد هاشم أنه يوزع خوذاً وكمامات وأموالاً على المتظاهرين.

"المجلس عديم الشرعية"

وفي حديث مع دويتشه فيله ردّ محمد هاشم على هذه الاتهامات قائلاً إن "هذا المجلس عديم الشرعية لأن الذي عينه هو محمد حسني مبارك". واتهم صاحب ميريت المجلس العسكري بأنه يعمل "بمثابة رأس حربة للثورة المضادة في مصر"، وبأنه "يحرض على الثوار ويضيق على الناس لجعلهم يكرهون الثورة". وبالنسبة إلى الصبي الذي عرض المجلس العسكري صورته يقول هاشم: "هذا الطفل المسكين أنا مشفق عليه. لقد أشبعوه ضرباً لكي يقول هذا الكلام". (للاستماع إلى الحديث كاملاً اضغط على الرابط أسفل المقالة!)

Mohammad Hashem
هاشم في مقر "ميريت"صورة من: DW

وتساءل هاشم: "ما هي اتهاماتي، أنني أوزع الكمامات على الناس؟" ويجيب مدير دار ميريت قائلاً: "هذا شرف على صدري أنني أدعم شباب الثورة بالبطاطين والأغذية والخوذ والكمامات التي تحميهم من الغازات السامة، أنا لا أنفي هذه التهم". ويؤكد هاشم في الوقت ذاته دعمه لحق التظاهر ولسلمية الثورة، متهماً المجلس العسكري بأنه ألقى "الغاز السام على الناس" في إشارة لما حدث في شارع محمد محمود عشية الجولة الأولى من الانتخابات البرلمانية. ويضيف الناشر المصري متسائلاً: "هل يريدون أن يقتلونا بالغاز ويمنعونا من شراء كمامات؟"

ويرى هاشم أن "الشعب الذي يهتف (تغيير، حرية، عدالة اجتماعية) لا يمكن أن يكون وراء التخريب والعنف"، متهماً المجلس العسكري بالوقوف خلف أحداث حرق المجمع العلمي في القاهرة. ويضيف قائلاً: "قبلها بأربع وعشرين ساعة كان هناك حديث عن حرق المجمع العلمي. وبدلاً من حماية المبنى أرسل المجلس جنوده ليقذف المتظاهرين بالطوب". ويقارن هاشم بين سلوك "المواطنين الشرفاء" الذين اقتحموا النيران لينقذوا ما يمكن إنقاذه من كتب المجمع العلمي، وبين "الجنود الذين كانوا يتفرجون على ما يحدث" دون أن يحركوا ساكناً، أو كانوا "يقذفون الحجارة على الشبان" المحتجين. ولهذا يطالب صاحب دار ميريت بـ"عزل المجلس"، داعياً إلى حركة عصيان مدني حتى يرحل "هذا المجلس الخائن للثورة".

ويرى هاشم أن الهدف من "سيناريو الفوضى هذا" إقامة حكم عسكري ديني، غير أن هذا "لن يحدث إلا على جثثنا". ويتهم هاشم المجلس العسكري بأنه يعمل على إجهاض الثورة، ويقول: "منذ البداية يتحدثون عن أجندات خارجية، واتهموا حركة 6 أبريل بأنها تتلقى تمويلاً أجنبياً، ثم اتضح أن الإخوان السلفيين هم الذين يتلقون أموالاً من السعودية وقطر لتحويل مسار الثورة. والمجلس العسكري يعمل في خدمة هؤلاء".

حملة تضامن مع هاشم

Meret außen
ملتقى المثقفين والثوار: دار ميريتصورة من: DW

وقد أصدر عدد كبير من المثقفين والسياسيين المصريين والعرب بياناً يدعمون فيه محمد هاشم ودوره في ثورة 25 يناير، ويرفضون الاتهامات التي وجهها عضو المجلس العسكري في مؤتمره الصحفي اليوم إلى دار ميريت وصاحبها، واصفين تلك الاتهامات بأنها "باطلة". ويرى الموقعون على البيان أن "التحريض ضد شخص محمد هاشم هو تحريض ضد القيم التي تمثلها دار ميريت التي رفعت منذ بدايتها راية التنوير وتبنت آمال الشعب المصري في مواجهة الاستبداد والقهر بكافة أنواعه وكانت دائما حصنا من حصون الحرية التي احتمت بها النخبة المصرية وطلائعها في مواجهة شتى صنوف القهر". ودعماً لهاشم نظم مجموعة من المثقفين المصريين في الخامسة من مساء الاثنين (19 كانون الأول/ ديسمبر 2011) وقفة احتجاجية في شارع قصر النيل بوسط البلد.

وأجمع عدد من المثقفين المصريين على قيمة الدور الذي قام به محمد هاشم منذ اندلاع ثورة 25 يناير، رافضين الاتهامات الموجهة إليه، ومعتبرين إياها "محاولة لإهالة التراب على من شاركوا في الثورة المصرية وإظهارهم كمجرمين"، واصفين ذلك، مثلما قالت الكاتبة سحر الموجي، بأنه "دليل على تخبط هستيري داخل المجلس" العسكري.

ورفض جابر عصفور، وزير الثقافة الأسبق، الاتهامات الموجهة لهاشم، وقال في تصريحات صحفية "إنه واحد من أكثر المواطنين الشرفاء المؤمنين بوطنهم، وأنا أصدقه وأصدق ما يفعله ولا أصدق الشرطة المدنية والعسكرية التي قتلت الشهداء". أما الروائي مكاوي سعيد: فقد اعتبر أن توزيع كمامات لا يدين هاشم، معتبراً ما قيل "محاولة لإهالة التراب على أبطال يناير" ومحاولة من "الفلول" لتشويه صورة "كل من شارك مشاركة إيجابية في الثورة. واعتبر الكاتب إبراهيم عبد المجيد أن المجلس العسكري بدأ "يدخل في خصومة مع المثقفين"، بل "مع الشعب كله"، في حين اعتبر الروائي حمدي أبو جليل أن "تلفيق التهم للشرفاء" أمر "لا يختلف عما كان يفعله النظام القديم".

سمير جريس

مراجعة: عماد غانم

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد