1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

ما سر سلسلة الوفيات الغامضة بين الأوليغارش الروس؟

٩ مايو ٢٠٢٢

في الشهور الثلاثة الماضية لقي سبعة أثرياء كبار من الأوليغارش الروس حتفهم في ظروف غريبة غامضة، بعضهم مع عائلاتهم. وغالبيتهم تنحدر من أوساط صناعة النفط والغاز. وهو ما أثار التكهنات حول ملابسات تلك الوفيات ومن يقف خلفها!

https://p.dw.com/p/4B2As
شرطي يحرس مدخل بيت فلاديسلاف أفاييف، النائب السابق لبنك غاز بروم في موسكو
فلاديسلاف أفاييف، النائب السابق لبنك غاز بروم كان من بين الأوليغارش الذي تم ماتوا في ظروف غامضةصورة من: Fadeichev Sergei/Tass/dpa/picture alliance

في الـ 19 من أبريل/ نيسان تلقت الشرطة الاسبانية مكالمة هاتفية من فيدور ابن الأوليغارش الروسي سيرغي بروتوسينيا، الذي تملك عائلته فيلا في هناك. حاول فيدور كما يقول طوال ساعات الاتصال من فرنسا بوالدته التي لم ترفع سماعة الهاتف.

وعندما وصلت الشرطة إلى المكان وجدت فقط جثة والديه وأخته. انطلقت الشرطة أولا من فرضية أن والد فيدور الميليونير سيرغي بروتوسينيا قد طعن زوجته وابنته ثم شنق نفسه في حديقة الفيلا. لكن سرعان ما بدأت الشكوك تحوم حول الجريمة. وقبلها بيوم على بعد 3 آلاف كيلومتر وجدت الشرطة الروسية المليونير فلاديسلاف أفاييف، النائب السابق لبنك غاز بروم، وزوجته وابنته (13 عاما) ميتين في شقتهم الفخمة بموسكو. وأفادت وكالة الانباء الروسية تاس أنه كان بحوزته مسدسا. ويبدو أنه قتل أولا زوجته وابنته ثم نفسه، وسلاح الجريمة هنا مسدس.

وتفصل بين هاتين الحالتين فقط 24 ساعة وتكشفان عن تشابه كبير لأن كلا الأوليغارشين ينحدران من الأوساط العليا لصناعة النفط والغاز الروسية. فبروتوسينيا كان نائب رئيس شركة الغاز نوفاتيك وأفاييف نائب رئيس بنك غاز بروم. والحالتان تمثلان جزء من سلسلة وفيات غريبة بين الأوليغارش الروس لاسيما من قطاع الطاقة خلال هذا العام.

صورة لفيلا الأوليغارش الروسي سيرغي بروتوسينيا في إسبانيا
هذه هي الفيلا التي التي وجد فيها الأوليغارش الروسي سيرغي بروتوسينيا ميتا هو وزوجته وابنته في إسبانياصورة من: Fabien Cottereau/Maxppp/dpa/picture alliance

فمنذ نهاية يناير/ كانون الثاني قبل بدء الغزو الروسي لأوكراني، يبدو أن ليونيد شولمان، المدير في شركة غازبروم، قد انتحر. وكذلك ألكسندر تيولياكوف الذي وجد مشنوقا في بيته بسانت بطرسبورغ في الـ 25 من شباط/ فبراير، كان هو أيضا مديرا سابقا في غاز بروم. وبعدها بثلاثة أيام وجد ميخاييل فاتفورد، رجل أعمال نافد في شركة الغاز والنفط مشنوقا في منزله ببلدة سوراي البريطانية. وفي الـ 24 من مارس/ آذار عثر على الميلياردير فاسيلي ميلنيكوف الذي كان يرأس شركة الإمدادات الطبية العملاقة ميدستوم، ميتا مع زوجته غالينا وابنيه الصغيرين في شقتهم الفاخرة في نيشني نوفغرود الروسية. وحتى هذه الحالة تكشف عن تشابه مع حالتي الموت لبروتوسينيا وأفاييف. وفي الختام هناك أيضا حالة أندري كروكوفسكي (37 عاما) الذي كان مديرا لمنتجع سياحي للتزلج على الثلج بالقرب من سوتشي حيث يقضي بوتين إجازاته الشتوية ويدعو ضيوفه للتزلج هناك. وكتبت صحيفة "كوميرسانت" الروسية بأن كروكوفسكي توفي على إثر سقوط من على صخرة أثناء نزهة.

عقارات أوليغارشية

حياة الأوليغارش الروس في خطر!

حالات وفيات غريبة في صفوف أثرياء روس خلال ثلاثة أشهرـ يفتح المجال لكل التكهنات. بعض وسائل الإعلام تحدثت عن إمكانية أن يكون الكرملين أو حتى فلاديمير بوتين نفسه وراء حالات الوفيات. ففي السنوات الماضية كانت هناك هجمات على منتقدين للكرملين. وعلى هذا النحو تم تسميم المعارض المعروف ألكسي نافالني في أغسطس 2020 في مطار تومسك بمادة سامة. وقبلها بسنتين حصل نفس الشيء مع الضابط السابق في جهاز الاستخبارات الروسية سيرغي سكريبال، قرب لندن. وكان رجل الاستخبارات الروسية ألكسندر ليتفينينكو قد قتل عام 2006 في لندن بمادة البلوتونيوم المشعة. وفي 2017 نشرت صحيفة (USA Today) الأمريكية أن 38 على الأقل من الأوليغارش الروس الأثرياء قد لقوا حتفهم أو اختفوا في غضون ثلاث سنوات.

صورة للمعارض الروسي ألكسي نفالني في برلين
المعارض الروسي المعروف ألكسي نفالني تم محاولة اغتياله بمادة سامة لكنه نجا منها بعد معالجته في ألمانياصورة من: Odd Andersen/AFP/Getty Images

والمثير للانتباه هو أنه لم يكن أحد من الاوليغارش المتوفين في هذا العام معروفا بتصريحات نقدية للحرب في أوكرانيا. كما أنه لم يدرج أي منهم على لائحة العقوبات الدوليةالمفروضة بعد غزو روسيا لأوكرانيا. وجاء في تقرير نشره مؤخرا معهد وارسو، وهو مؤسسة فكرية بولندية تعنى بسياسة روسيا والسياسة الأمنية، أنه في مواقع الحدث في روسيا ليس فقط الشرطة الروسية بل أيضا الجهاز الأمني لغازبروم شرع في تحقيقات. وأشار التقرير إلى أنه "ربما يحاول بعض المقربين من الكرملين إخفاء آثار اختلاسات في شركات حكومية".

ولا توجد دلائل على هذه الفرضية أو استخدام للعنف. ومن ثم فإن الشرطة الإسبانية تعتقد في حالة سيرغي بروتوسينيا أنها كارثة عائلية. لكن ابنه يرفض هذه الأطروحة وقال لعديد من وسائل الاعلام البريطانية إن "والده ليس قاتلا". ولا يعرف ما إذا كان سيتم التعرف على خلفيات ظروف وفاة أعضاء عائلته وكشف ملابسات القضية أم لا.

تنبيه: دويتشه فيله تغطي بتحفظ موضوع الانتحار لوجود إشارات توحي بأن التغطية الإعلامية قد تبعث على التقليد. وفي حال التفكير في الانتحار أو مواجهة حالة عاطفية صعبة لا تترددا في طلب المساعدة. ولمعرفة المكان الذي يمكن أن تجد فيه المساعدة في بلدك اذهب إلى الموقع الالكتروني 

https://www.befrienders.org/. وفي ألمانيا يمكن تلقي المساعدة بالاتصال بهذين الرقمين مجانا:

 0800111 0 111 /   0800111 0 222