1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

ما اهمية اعتراف دول أمريكية جنوبية بدولة فلسطينية"؟

٧ ديسمبر ٢٠١٠

فيما قلل خبير ألماني من أهمية اعتراف دول في امريكا اللاتينية بدولة فلسطينية، أعتبر محلل سياسي عربي هذه الخطوة "مهمة جداً". أما إسرائيل فقد انتقدت البرازيل والأرجنتين على هذه القرارات التي رحب بها الفلسطينيون من جانبهم.

https://p.dw.com/p/QSOz
أرسل كل من رئيس البرازيل ورئيسة الأرجنتين رسائل تؤكد اعترافهما بدولة فلسطينية مستقلة ضمن حدود عام 1967صورة من: picture alliance / Photoshot

بعد أن بادرت البرازيل بالاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة ضمن حدود الرابع من حزيران/ يونيو عام 1967، في رسالة وجهها الرئيس البرازيلي لنظيره الفلسطيني يوم الجمعة الماضي، لحقت الأرجنتين بالركب، فيما أعلنت الأوروغواي أنها ستعترف بدولة فلسطينية في مطلع عام 2011. فما سر إعتراف هذه الدول بال"الدولة الفلسطينية" في هذا الوقت وما مدى أهميته؟

دوافع اقتصادية أم سياسية؟

يقول الخبير في شؤون أمريكا اللاتينية في المعهد الألماني للدراسات الدولية والإقليمية، فولفغانغ هاين، في حديث مع دويتشه فيله، إن اعتراف دول أمريكا اللاتينية بدولة فلسطينية مستقلة لن يكون له "آثار كبيرة"، مشيرا إلى أن البرازيل مثلا قامت في السنوات الأخيرة ببذل جهود كبيرة لدفع عملية السلام في الشرق الأوسط، ولتحسين علاقاتها مع الدول العربية وإيران أيضاً. وأعرب الخبير الألماني عن اعتقاده بأن "الدافع هنا هو المصالح الاقتصادية وإبراز دور البرازيل على الساحة الدولية كدولة ناهضة أكثر من كونه خطوة ضد إسرائيل".

دور تركيا في حشد الإعتراف الدولي

أما أستاذ العلوم السياسية بجامعة الإمارات، الدكتور عبد الخالق عبد الله، فيرى ـ في حديث مع دويتشه فيله ـ أن مثل هذه الخطوة غير المتوقعة "مهمة جداً" لأنها ـ في رأيه ـ تأتي من خارج الإطار العربي، ومن منطقة بعيدة "وهذا الأمر سيعطي القضية الفلسطينية دفعة جديدة، وسيعطي الدولة الفلسطينية المتوقعة القدرة على التحرك في المحافل الدولية، وأعتقد أنه سيضع الدول العربية من جديد في إطار الدفع نحو النشاط الدبلوماسي لتحويل هذه البادرة إلى بادرة دولية".

وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس قد أكد في تصريحات لقناة إخبارية تركية مساء الاثنين أنه طلب من الحكومة التركية المساعدة لإقناع عدد من دول أوروبا الغربية وأمريكا اللاتينية بالاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة، مضيفاً أنه اتفق مع وزير الخارجية التركي على تزويده بقائمة بأسماء جميع الدول التي اعترفت وتلك التي لم تعترف بدولة فلسطينية ضمن حدود 1967.

Türkei Palästinenser Mahmud Abbas bei Abdullah Gül Flash-Galerie
يعول الرئيس الفلسطيني محمود عباس على علاقات تركيا المهمة بية لدعم مساعيه من أجل حثّ مزيد من الدول على الاعتراف بدولة فلسطينية مستقلةصورة من: AP

وفي هذا الصدد يشير الدكتور عبد الخالق عبد الله إلى أهمية الدور التركي في المنطقة، كونها "قوة مهمة في الوسط الأوروبي والشرق أوسطي، ولديها علاقات واسعة مع أطراف دولية كبرى"، معتبرا أن "العون التركي مهم في قيادة المرحلة القادمة".

انتقادات إسرائيلية وتفاؤل فلسطيني

وقد انتقدت الحكومة الإسرائيلية ومسؤولون أمريكيون كل من البرازيل والأرجنتين على خلفية هذا الإعتراف. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية فيليب كراولي "لا نؤيد هذا النهج"، مضيفا "نعتقد ان اي تحرك احادي الجانب يأتي بنتيجة عكسية". أما المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية يجال بالمور فقال إن بلاده تدين هذا القرار وتصفه بأنه "ضار .. لأنهم بذلك في الحقيقة إنما يحطمون أساس عملية السلام". وقلل نائب وزير الخارجية الإسرائيلي، داني أيالون، من أهمية مثل هذا الاعتراف "لأن الأمريكيين أيضاً لا يقبلون هذا".

من ناحيتهم يتوقع مسؤولون فلسطينيون أن تتوالى الاعترافات بـ"الدولة الفلسطينية المستقلة" على حدود 1967، وهو الحل البديل الذي تطرحه السلطة الفلسطينية بعد تعثر المفاوضات المباشرة مع إسرائيل. وتوقع وزير الشؤون الخارجية الفلسطيني رياض المالكي ان تتوالى اعترافات دول اميركا الجنوبية بالدولة الفلسطينية خلال الايام القليلة المقبلة. ويسعى مسؤولون رفيعو المستوى في السلطة الفلسطينية لحشد دعم دولي من أجل حثّ مزيد من الدول على الإعلان عن اعترافها بدولة فلسطينية مستقلة.

دور "هزيل" للعرب

أما بالنسبة للدول العربية، التي رحبت على لسان الأمين العام لجامعة الدول العربية، عمرو موسى، بالاعتراف البرازيلي والأرجنتيني، فيعتقد أستاذ العلوم السياسية في جامعة الإمارات بأن دورها "سيكون هزيلاً"، بالرغم من العلاقات القوية التي تربطها بالولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية الكبرى، لاسيما مصر والمملكة العربية السعودية. ويتابع عبد الخالق عبد الله بالقول: "استثمار هذه العلاقات في واشنطن اتضح أنه غير مثمر وغير مفيد، واتضح أن أمريكا لم تعد تسمع للعرب ولا لأصدقائها، خاصة في منطقة الخليج العربي". ويرى عبدالله "أن المطلوب خلال خلال المرحلة القادمة، هو ضغط دولي في صورة اعتراف بدولة فلسطينية".

ياسر أبو معيلق

مراجعة: عبده جميل المخلافي

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد