1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

لمصلحة من إفراغ المنطقة العربية من مسيحييها؟

محمد خير العناسوة – عمّان٦ سبتمبر ٢٠١٣

سلط مؤتمر "التحديات التي تواجه المسيحيين العرب" الذي عقد مؤخرا في الأردن، الضوء على معاناتهم في ظل الاضطرابات التي تشهدها المنطقة العربية والمخاوف من انتشار ظاهرة التطرف. فهل المنطقة العربية مهددة بأن تفرغ من مسيحييها؟

https://p.dw.com/p/19cYg
image: 3 Main title : Christians in the Middle East Photo title: Participants at a conference about Arab Christians Place and date: Amman, 4 – 9 – 2013 Copy right/photographer: Mohamad AL Anasweh - DW
Christen im Mittleren Ostenصورة من: DW/Mohamad AL Anasweh

يقول الأب رفعت بدر، مدير المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن، في حوار مع DW عربية، إن المسيحيين العرب شأنهم شأن باقي شعوب الشرق الأوسط يتعرضون للتحدي "الأمني والسياسي" بشكل متفاوت بين بلد وآخر. ويشير إلى تحديات نمت في الفترة الأخيرة كـ "الهجوم على المسيحيين والكنائس في بعض البلدان العربية".

"تهجير المسيحيين أمر مخيف"

ويضيف الأب رفعت أن تهجير المسيحيين من بعض المدن والقرى تبعا لثورات عربية طرأت "أمر أصبح مخيفا" لأن هناك تنام لحركات التعصب والتطرف والانغلاق التي لا ترى في "التعددية غنى بل عداء وخلافات". ويؤكد الأب رفعت أنه في سوريا على سبيل المثال "لا يمكن حصر عدد الأشخاص الذين هجروا، ليس فقط لأنهم سوريون ويعانون ما يعانيه إخوتهم السوريين بل لأنه مسيحيون".

image: 2 Main title : Christians in the Middle East Photo title: Father Rifat Bader director of the Catholic Center for Studies and Media Place and date: Amman, 4 – 9 – 2013 Copy right/photographer: Mohamad AL Anasweh - DW
الأب رفعت بدر، مدير المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردنصورة من: DW/Mohamad AL Anasweh

وردا على سؤال حول أقباط مصر، يقول الأب رفعت بدر ، إن هناك وضعا جديدا طرأ على الأقباط كهدم الكنائس بحجة تبرير مآرب سياسية، ولكن "حاليا الأمور تبشر بالعودة إلى الهدوء والتكافل والعيش المشترك". ويخلص الأب رفعت بدر إلى القول بأن حل قضايا المسيحيين في منطقة الشرق الأوسط هو عن طريق "تعزيز قيم المواطنة" بغض النظر عن الاختلاف الديني.

إلى ذلك يرى المطران جان سليمان رئيس أساقفة بغداد للاتين في حوار مع DW عربية، أن من أهم أسباب اضطهاد المسيحيين في المنطقة العربية هو عجز مجتمعاتها عن "مواجهة الحداثة" التي تعني احترام الآخر والاعتراف بالإنسان الحر والمواطنة.

"الشعوب العربية تأذت وتألمت من حكامها"

ويقول إن العالم العربي الآن في "حالة عجز" والشعوب العربية ربما "تأذت وتألمت" من حكامها أكثر مما تألمت من الغرب. ويضيف المطران سليمان أن المجتمعات العربية بحاجة إلى إعادة اكتشاف الفرد الحر "فالديمقراطية مواطنة ومشاركة تتطلب أن يكون الإنسان حرا كما أن المسيحي يحتاج إلى الدولة العادلة، دولة القانون".

image: 1 Main title : Christians in the Middle East Photo title: Jean Sleiman – Latin Archbishop of Baghdad Place and date: Amman, 4 – 9 – 2013 Copy right/photographer: Mohamad AL Anasweh - DW
المطران جان سليمان رئيس أساقفة بغداد للاتينصورة من: DW/Mohamad AL Anasweh

وردا على سؤال حول أوضاع المسيحيين في العراق يؤكد رئيس أساقفة بغداد للاتين أن العراق عاد في السنوات الأخيرة إلى الوراء بـ "الفكر والتعصب" وجرى اضطهاد المسيحيين في مناطق معينة وبأوقات معينة. ويضيف أنه ليس فقط المسيحي "مهدد" في العراق بل معظم الأقليات كالإيزيدية و الصابئة والتركمان وغيرهم.

من جهته يقول الأب حنا كلداني الأمين العام للمؤسسات التربوية المسيحية في الأردن، في حوار مع DW عربية، إن المسيحيين في البلاد العربية هم جزء قديم ورئيس من النسيج الاجتماعي، والتحديات التي يواجهونها هي كبقية التحديات التي تواجه كافة المواطنين، من مختلف الأديان والعرقيات.

ويرى أن "الوجود المسيحي في خطر كوجود المنطقة كلها". ويشير الأب كلداني إلى أن "الخطر الأكبر هو إنسانية الإنسان التي غدت ترى في الآخر ذئبا لا حملا، والجار عدوا لا صديقا"؛ ويستدرك قائلا إن "الوجود المسيحي بخير ما دام الإنسان بخير في الوطن العربي الكبير".

image: 4 Main title : Christians in the Middle East Photo title: conference about Arab Christians Place and date: Amman, 4 – 9 – 2013 Copy right/photographer: Mohamad AL Anasweh - DW
عمان استضافت مؤتمرا حول مستقبل المسيحيين العربصورة من: DW/Mohamad AL Anasweh

"مسيحيو الشرق متمسكون بجذورهم التاريخية"

ويقول الإعلامي والمؤرخ الأردني، الدكتور جورج طريف، في حوار معDW عربية، إن جذور المسيحيين وعلاقتهم بالمنطقة العربية تعود إلى بداية الفترة التي بشر فيها السيد المسيح بالدين المسيحي. ويضيف أنه عندما أصبحت هذه المنطقة تحت الحكم العربي الإسلامي اعتنق الكثير من القبائل المسيحية الدين الإسلامي وانتهى العهد الذي كان يشكل فيه المسيحيون أكثرية إلا أنهم عاشوا بأمن وسلام مع إخوانهم المسلمين طيلة القرون الماضية.

ويرى طريف أن العقدين الماضيين شهدا تحديات كبيرة واجهها المسيحيون العرب، والأمثلة على ذلك كثيرة، "فمنذ الاحتلال الأميركي للعراق، والمسيحيون يتعرضون للقتل والإرهاب والاعتداء على بيوتهم وهدم كنائسهم والاعتداء على رجال الدين المسيحيين، الأمر دفع معظم مسيحيي العراق للهجرة وكذلك الأمر في مصر وسوريا هذا عدا عما يتعرض له المسيحيون في القدس من اضطهاد وهدم بيوت والاستيلاء على الأراضي والتهجير القسري".

وينهي الإعلامي والمؤرخ الأردني حديثه بالقول إن معظم مسيحيي الشرق متمسكون بجذورهم التاريخية ويفخرون بعلاقاتهم مع إخوانهم المسلمين ويعتبرون أنفسهم جزءا لا يتجزأ من النسيج الاجتماعي العربي لكن "علينا أن نعترف بالمقابل أن أعدادا لا بأس بها من المسيحيين يفكرون في الهجرة إذا استمرت الأوضاع على ما هي عليه".

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

المزيد من الموضوعات