1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

لقاء ودي غير رسمي في مسقط رأس المستشار شرودر

جاك شيراك حل اليوم ضيفا على شرودر ليس في مزرعته الخاصة التي لا يملكها، وليس في منتجعه الشتوي الذي لا يوجد أصلا، وليس في مبنى المستشارية حيث التقيد بالبرتوكول، وانما في مسقط راسه في قرية متواضعة. زيارة لا تخلو من الرمزية.

https://p.dw.com/p/6Kzz
شرودر وشيراك يحييان أهل المدينةصورة من: AP

استقبل اليوم المستشار الألماني غيرهارد شرودر الرئيس الفرنسي جاك شيراك لعقد لقاء ودي يحضره وزيري خارجية الطرفين يوشكا فيشر وميشال بارنيه. يعقد اللقاء في مسقط رأس المستشار الألماني مدينة "بلومبرج" الصغيرة الواقعة في ولاية شمال الراين – وستفاليا غرب ألمانيا. ويكتسب اللقاء طابعاً ودياً حيث لا توجد أجندة محددة للقاء، بقدر ما سيتم تبادل الحديث والتشاور حول الموضوعات الراهنة. وقد عرض المستشارالألماني على الرئيس الفرنسي نتائج جولته الخليجية، كما تناقش الطرفان حول إصلاح معاهدة الاستقرار النقدي الأوروبية، تحضيرا لاجتماع زعماء دول الاتحاد الأوروبي بعد اسبوعين. وقد اظهر الزعيمان ايضا توافقا كاملا في مواقفهما إزاء الأزمة اللبنانية، فقد طالبا سوريا بسحب "كامل قواتها واجهزتها من لبنان في اسرع وقت ممكن". :ما أكد المستشار الألماني شرودر بان أوروبا تحظى بدعم الولايات المتحدة الكامل في مسألة التعامل مع إيران.

Schröder Chirac und Rafferin Gipfel in Berlin
صورة من الارشيف: شرودر وشيراك ورئيس الوزراء الفرنسيصورة من: AP

وتعكس دعوة المستشار الألماني الرئيس الفرنسي لزيارة مسقط رأسه مدى عمق العلاقات الألمانية الفرنسية ودفئها، فالدولتان تشكلان قاطرة الدفع في الإتحاد الأوروبي سياسياً واقتصادياً، وقد أظهرت الحرب على العراق مدى التناغم بين الموقفين الفرنسي الألماني على الصعيد الدولي. وتوجت العلاقات الجديدة بين البلدين باحتفال كبير عام 2003 بمناسبة مرور 40 عاماً على معاهدة الصداقة الفرنسية الألمانية التي تعرف باسم "معاهدة الإليزيه" والتي وقعها عام 1963 المستشار الألماني "كونراد أديناور" والرئيس الفرنسي "شارلز ديجول"، منهيةً بذلك تاريخاً طويلاً من العداء بين البلدين. وتم أثناء الاحتفال افتتاح المقر الجديد للسفارة الفرنسية في برلين.

تل الورود

Gerhard Schröder und Jacques Chirac in Blomberg
جولة في شوارع بلومبيرغصورة من: AP

في عام 2001 التقى المستشار الألماني والرئيس الفرنسي في مدينة بليزهايم في منطقة الألزاس الفرنسية، واتفقا على عقد لقاءات ودية على فترات متباعدة خارج نطاق اللقاءات الرسمية، ويحمل لقاء اليوم رقم 22 في هذا الإطار. تتم هذه اللقاءات عادةً في أماكن تبتعد عن البروتوكلات الرسمية، فزيارة شيراك الى مدينة بلومبرج التي لا يتجاوز عدد سكانها 18 ألف نسمة، ومنها سيعرج إلى قرية تقع علي ضواحيها تدعى "موسينبرج" وهي القرية التي ولد فيها شرودر دليل على متانة العلاقات الشخصية التي تربط بين الزعيمين. ولعل الشي المثير في علاقة الرجلين هو اختلاف الايدولوجية الحزبية التي ينتميان اليها، فشرودر هو ابن الحزب الاشتراكي الديمقراطي وشيراك من الحزب اليميني المحافظ، الا ان المصالح تتغلب في معظم الاحيان على الانتماءات السياسية والايدلوجية، ومصلحة البلدين تقتضي في الفترة الراهنة اتحادهما وتعاونهما لتشكيل نوع من التوازن في عالم القطب الواحد.

بالطبع لم تشهد بلومبرج إجراءات أمنية مشددة كالتي شهدتها مدينة ماينز أثناء زيارة الرئيس الأمريكي لها قبل أسبوعين، فالرئيس شيراك زائر مرغوب ومرحب به في كل وقت وفي كل مكان. هذه الزيارة ستكتب بأحرف من ذهب في سجل المدينة، باعتبارها أول زيارة يقوم بها ضيوف بهذا السمو. فبلومبرج (أو تل الورود) هي أشبه بقرية كبيرة تقع في أحضان الطبيعة، يعيش سكانها على الزراعة وعلى صناعة الأحذية، ولا يكاد يعكر صفوها أي حدث. نظرة سريعة على تاريخ المدينة تعطينا الانطباع أنها كانت دائماً على هامش الأحداث السياسية الكبرى، شهدت طرفاً من المعارك الدينية التي دارت رحاها في القرون الوسطى عندما أرسل عراب متشدد من مدينة كولونيا آلاف المرتزقة فاستولوا على المدينة ونهبوها. في القرن الخامس عشر تأسس في بلومبرج دير للقديسة أوغوستينا واشتهر حتى أصبح مزارا للحجاج كل عام، إلى أن جاءت الإصلاحات الدينية في القرن السادس عشر، فتحول الدير الى إلى كنيسة افانجيلية. أما سكان قرية موسينبرج الذين لا يتجاوز عددهم 236 فرداً، فربما أتيحت لهم جميعاً فرصة مصافحة الزوار الكبار شخصياً.

على مائدة البحث

Wahlurne mit Wahlzettel
الانتخابات قادمة والمعارضه بالمرصادصورة من: Bilderbox

قدم المستشار شرودر باصطحاب الرئيس شيراك في جولة قصيرة في أحياء المدينة القديمة، رافقهم فيها وزيرا الخارجية، ثم عقد الطرفان جلسة مباحثات أعقبها مؤتمر صحفي، وانتهت الزيارة بتناول وجبة الغداء سوياً. من أهم الموضوعات التي طرحت للنقاش هي معاهدة الاستقرار النقدي الأوروبية، حيث ستعقد بعد أسبوعين القمة الأوروبية التي يُنتظر أن تقرر إجراء إصلاحات في المعاهدة، فمن المعروف أن ألمانيا لم تتمكن في الثلاثة أعوام الماضية من تحقيق شرط المعاهدة والقاضي بأن لا يزيد عجز ميزانية الدولة عن 3 بالمائة. وقد نادى المستشار الألماني إلى إجراء تعديلات على المعاهدة تأخذ في عين الاعتبار الظروف الداخلية لكل دولة على حدة. وقام الزعيمان ايضا بتقييم زيارة الرئيس الأمريكي بوش الأخيرة إلى أوروبا.

وتكتسب هذه الزيارة بالنسبة لشرودر، بالرغم من طابعها غير الرسمي وشبه الشخصي، اهمية خاصة كونها تأتي قبل الانتخابات المحلية المزمع عقدها في شهر مايو / أذار القادم في نفس الولاية التي تضم مدينة بلومبرج وهي ولاية شمال الراين – وستفاليا. ويخشى الحزب الاشتراكي الديموقراطي الذي ينتمي إليه شرودر من احتمال فقدانه الحكم في الولاية المهمة التي يبلغ عدد سكانها 20 مليون نسمة لصالح الحزب المسيحي الديموقراطي المعارض، مما سيلقي بتبعاته على الحكومة ويصعب مهمة التآلف الحاكم. وعلى الجهة الاخرى يأمل شيراك من خلال اظهار مدى التوافق والوئام الذي وصلت اليع علاقات اعداء الامس الى اقناع الفرنسيين بالتصويت لصالح الدستور الاوروبي الذي سيجرى بشأنه استفتاء عام في مايو/أيار القادم.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

المزيد من الموضوعات