1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

لعبة الرياض المزدوجة: سلاح من أمريكا واستقطاب لحلفاء إيران

ش.ع٤ أغسطس ٢٠١٥

يبدو أن عرب الخليج قد اقتنعوا بالتطمينات الأمريكية إزاء إيران، خصوصا بعد تعهد واشنطن بتسريع تزويدهم بالأسلحة. لكن الواقع الملموس يظهر أن السعودية تنهج سياسة سحب البساط من تحت أقدام إيران في المنطقة، فهل تنجح في ذلك؟

https://p.dw.com/p/1G9bq
Saudi-Arabien USA Außenminister John Kerry & König Salman in Riad
صورة من: Reuters/A. Harnik

قد يعبر المشهد عن تصورات خيالية: فبعد فترة طويلة من الجمود والعداء في العلاقات بين القوتين الكبيرتين في الخليج، السعودية وإيران، هاهي طهران تعرب على لسان مساعد وزير خارجيتها حسين أمير اللهيان علنا عن رغبتها في إعادة العلاقات التي شابها الفتور واتسمت بالقطيعة مع السعودية. ويبدو أيضا أن المملكة العربية السعودية، التي كثيرا ما تلتزم الصمت في كل ما يتعلق بالجارة الخصم إيران، بدأت تتخلى عن موقفها المتصلب إزاء الاتفاق النووي مع إيران، في إشارة إلى اقتناعها – واقتناع جيرانها الخليجيين- بالتطيمنات الأمريكية، وهو الإتفاق الذي كان "أفضل خيار بين خيارات أخرى للتوصل إلى حل للملف النووي الايراني"، على حد تعبير وزير الخارجية القطري خالد العطية. فهل تمهد هذه التطورات لبداية حقبة جديدة في العلاقات العربية-الإيرانية؟

هل اطمأن عرب الخليج فعلا للتطمينات الأمريكية؟

الخبير في شؤون الشرق الأوسط الدكتور خطار أبو دياب لا يستبعد مثل هذه الفرضية. ويقول في حوار مع DW/عربية: "رغم الوضع الشائك والمعقد في الشرق الأوسط، يمكن مشاهدة نوع من الاختراق في العلاقات العربية-الإيرانية قد يفضي إلى إجراء حوار مباشر بين الرياض وطهران"، لكنه يؤكد في الوقت نفسه: " إلى حين ذلك، سيكون الحذر من كلا الطرفين هو المهيمن."

USA Kerry beim Außenministertreffen der Golfstaaten in Doha
وزير الخارجية الأمريكية في اجتماع استثنائي مع وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجيصورة من: Reuters/B. Smialowski

إذن، فهل تبخرت مخاوف دول الخليج العربية – وعلى رأسها السعودية – إزاء الطموحات الإيرانية أومساعيها في احتواء منطقة الشرق الأوسط؟، خصوصا مع تدفق الأموال عليها وسعيها في الحصول على السلاح النووي؟ فالاتفاق يقضي برفع العقوبات عن إيران والتي أثقلت كاهل اقتصادها. كما يبدو أن التطمينات الأمريكية أقنعت عرب الخليج لتغيير مواقفهم المتحفظة إزاء إيران، والتي يتهمونها علنا بالتدخل في شؤونهم الداخلية وبإذكاء الفتنة الطائفية بين السنة والشيعة.

وزير الخارجية الأمريكي جون كيري اعتبر أن طمأنة العرب وإسرائيل شكّلت شغله الشاغل خلال تحركاته الأخيرة. فهو لم يأت خالي الوفاض إلى شبه الجزيرة العربية –وبالتحديد إلى الدوحة التي اجتمع فيها مع وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي-، حيث أعلن أنه سيكون هناك تسريع في تزويد الخليجيين بالأسلحة وفي تبادل المعلومات الاستخبارتية بهدف "تعزيز أمن المنطقة"، على حد تعبيره.

"ما بين المعلن والواقع على الأرض"

ويستنتج أبو دياب أن "الولايات المتحدة هي المستفيد الأول من المخاوف الخليجية بالنظر إلى زيادة مبيعاتها من الأسلحة". ويشير إلى أن التصريحات المعلنة من قبل الإيرانيين والخليجيين حول إمكانية ربط علاقات ديبلوماسية والتعاون لحل ملفات شائكة في المنطقة، على غرار الأزمة في سوريا إنما هي "مجرد كلام". ويقول " هناك في الديبلوماسية عبارات تتسم بما يسمى بالغموض البناء، يعني أن التصريحات الديبلوماسية العلنية لا تعبر دائما عن المواقف الضمنية."

Iran Teheran Hassan Rowhani Militärparade
هل ستستمر إيران في توسيع نفوذها في المنطقة؟صورة من: picture-alliance/epa/A. Taherkenareh

ويوضح أبو دياب قائلا: "مما لا شك فيه هو أن الولايات المتحدة بذلت جهودا كبيرة لطمأنة دول الخليج العربية بداية من لقاء كامبد ديفد في شهر مايو/أيار الماضي مرورا بتطمينات الرئيس باراك أوباما ومساعي وزير الخارجية كيري وجولاته مع ووزير الدفاع الأمريكي في المنطقة. كما إن إيران نفسها بذلت جهودا بهذا الشأن، حيث زار وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف الإمارات وقطر والبحرين. لكن ذلك لا يعني تبدد مخاوف دول الخليج العربية، وخاصة السعودية من تمدد النفوذ الإيراني في المنطقة."

سياسة سحب البساط من تحت أقدام إيران

ويؤكد أبو دياب أن السعودية خاصة لم تستسلم لأي وعود أو تطمينات إزاء الاتفاق النووي مع إيران، وأنها تعمل على الأرض لتكون بدورها على استعداد لمواجهة أي محاولة إيرانية لتوسيع نفوذها في المنطقة. ويقول الدكتور خطار أبو دياب في حديث مع DW/عربية: " لم ولن تنتظر السعودية أي ضمانات أمريكية لحمايتها، بل هي تتحرك على الأرض والدليل على ذلك عملياتها العسكرية في اليمن وتقدم القوات الموالية للسعودية ميدانيا وسيطرتها على مناطق استراتيجية...ويعني ذلك أن هذه الدول تحاول الأخذ بزمام الأمور للدفاع عن أمنها ومصالحها."

Jemen Ende der Waffenruhe Huthi-Rebellen
تقدم القوات السعودية في اليمن من خلال دعمها للقوات الموالية لها هناكصورة من: Reuters/K. Abdullah

من جهة أخرى ذكر تقرير لصحيفة العربي الجديد نقلا عن مركز الأبحاث الأمريكي ستراتفور أن السعودية تعمل على إعادة ربط علاقات مع حركة حماس، التي تحكم في قطاع غزة، وذلك بهدف تقوية نفوذها في الشؤون الفلسطينية مقابل تراجع التأثير الإيراني عليها. ولعل استقبال العاهل السعودي الملك سلمان قبل ثلاثة أسابيع لخالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، يصب في هذا التوجه. يأتي ذلك بعد أن كانت السعودية تنظر إلى حركة حماس بارتياب شديد لأن هذه الأخيرة تعتبر بالدرجة الأولى حليفا تقليديا لإيران. فهل أصبحت السعودية تنهج سياسة سحب البساط من تحت أقدام الإيرانيين لمواجهة الطموحات الإيرانية في الشرق الأوسط؟ جمال خاشقجي، رئيس قناة العرب الإخبارية، ذكر في حديث لوكالة رويترز أن "السعودية في حالة مواجهة مع ايران وتهتم بجمع قدر ما تستطيع من الحلفاء. لذلك إذا حاولت التواصل مع ماليزيا أو التواصل مع حماس فالأمر سيان. الأمر يتعلق بتجميع أكبر عدد ممكن من الحلفاء".

وستظهر الأيام المقبلة ما مدى نجاح السعوديين في منافسة النفوذ الإيراني في سوريا والعراق ولبنان، وهي كما نعرف مناطق نفوذ إيرانية تقليدية.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد