1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

أكغون: "الرجال يسيؤون توظيف الدين"

زابرينا بابست٨ يناير ٢٠١٦

أعلنت السياسية لاله أكغون من الحزب الاشتراكي الديمقراطي أن الجناة أمام محطة القطار الرئيسية في كولونيا متشبعون بصورة إسلامية أصولية عن المرأة. وأفادت أنه على المجتمع الألماني أن لا يقبل تلك النظرة إلى المرأة.

https://p.dw.com/p/1HaD8
Deutschland Silvesternacht vor dem Hauptbahnhof in Köln
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Böhm

DW: لا يُعرف الكثير عن الأشخاص الذينتحرشوا جنسيا على نسوة في ليلة رأس السنة في كولونيا. وقيل إنهم ينحدرون من دول إسلامية. وفي هذه الدول لا يسمح في الغالب للمرأة والرجل تبادل القبلات أمام الملأ، وعلى النساء ارتداء ملابس محتشمة. فما هو تأثير هذه السلوكيات في بلورة صورة عن المرأة والحياة الجنسية لدى الرجال امنحدرين من هذه المنطقة؟

لاله أكغون: الرقة والحب أوارتباط زوجين تكون منفصلة عن الحياة الجنسية. الجنس يعد كشيء سيء أو شيء مرعب ولا يسمح به إلا في الزواج وبغرض انجاب أطفال. وبسبب ذلك يسود الاعتقاد في مخيلة هؤلاء الرجال أن الجنس من المحرمات.

وفي أوروبا الغربية يعايش هؤلاء الناس العكس من ذلك، فالنساء يمسكن أيدي رفاقهن من الرجال في الحياة العامة ويرتدين لباسا في حرية تامة. فبالنسبة إلى هؤلاء الرجال تكون النساء بمتابة “عاهرات”، لأنهن لا يعشن طبقا لما يخطب به الإمام في المسجد، وهن كائنات لإشباع الشهوة وممارسة الإذلال.

وعلى هذا النحو يتقابل مضادان: المرأة المتعبدة العفيفة والمرأة غير الشريفة؟

الصورة السائدة لدى هؤلاء الرجال عن المرأة لا تقبل إلا التفريق ما بين هو أيجابي و سلبي. وأن النساء يغوين الرجال باستمرار. والتفسير اللفغوي فقط للقرآن الذي يقول إن المرأة لها نصف ما للرجل يوضح النظام الأبوي في الإسلام. وأتباع هذا النظام يعتقدون بأن الإسلام لا يمثل عقيدة فحسب، بل هو أيضا أسلوب حياة.

وأنا مسلمة. وبالنسبة إلي يبقى الدين شيء روحي خاص بي. أما الأصوليون فعتبرون ذلك أساس الحياة. ولا يتمكنون من الجمع بين عقيدتهم والعالم الحديث. وعقيدتهم مرتبطة بمنظومة قيم وبنظام حياة ثابتين مترسخين في القرن السابع الميلادي في شبه الجزيرة العربية.

Deutschland Lale Akgün
لاله أكغونصورة من: picture alliance/dpa/D. Reinhardt

وكيف تجد النظرة الأصولية تجاه اللمرأة مكانا لها داخل المجتمع المتحضر؟

في اللحظة التي يتخذ فيها الإسلام طابعا سياسيا. في ثمانيات القرن الماضي تم غض البصر عن التيارات الأصولية. وقيل آنذاك إن على المجتمع أن يتقبل هذا التطور. وتقبلنا ذلك ولفترة طويلة وتجاهلناه إلى غاية أن بات يمسنا. مثال على ذلك هو إدراج الحجاب كإثراء للمجتمع المتعدد الثقافات. وهذا هراء.

وحتى الحجاب هو رمز لاضطهاد المرأة. ومن يشجع هذه النظرة إلى المرأة ويدعمها بهذه الطريقة، فعليه أن لا يتعجب عندما يقوم أشخاص ينتمون إلى نفس الوسط الاجتماعي بالنظر إلى المرأة بدون حجاب بأنها “بنت خفيفة”.

وهل أدت حرية الاعتقاد والتسامح إلى نشأة وسط مواز لمجتمع الأغلبية؟

حرية الاعتقاد لا تعني عالم موازيا ما دام الدين قضية شخصية. ولكن عندما يستغل الدين في السياسة وتتمخض عن ذلك قرارات سياسية فيجب علينا أن لا نقبل بذلك. لأنه انطلاقا من هذه النقطة يبدأ الدين يتدخل في حياتنا الخاصة.

ومثال على ذلك عندما أفكر كأم فيما إذا كان يحق لابنتي الذهاب إلى مدرسة توجد فيها معلمة ترتدي الحجاب. هل على ابنتي تلقي أفكار تقول بأنه يجب على المرأة أن تتحجب لحماية نفسها من أعين الرجال؟

ومن لا يعرف تفاصيل هذه الأشياء يعتقد أن هؤلاء الشباب اللذين يتحرشون بالنساء هم ظاهرة منعزلة. وهم ليسوا كذلك. إنهم جزء من المشكلة العامة.

لكن التربية وتعليم قانون القيم لا يتم عبر الدين بالدرجة الأولى وإنما هي مسؤولية الوالدين. ما هو دور المرأة داخل العائلات المسلمة؟ وهل يمكنها التدخل والتصحيح؟

سلطة الرجال يمكنها البقاء فقط في حالة بقاء هذا النظام. وهذا يحصل فقط عندما يحاول الرجال إقناع النساء بأنهن يعشن في كنف النظام الأفضل. ويقولون : شاهدوا كيف يتم استغلال النساء الاوروبيات، لأنهن يعملن وينجبن الأطفال ويعملن كل شيء. بينما يمكنكن البقاء داخل البيت والتزين وانتظار أزواجكن في المساء.

ونحن في المجتمع الألماني تعايشنا مع هذا التصور المحافظ في توزيع الأدوار. ومثال على ذلك: عندما تشارك النساء القادمات حديثا إلى ألمانيا في دروس تعلم اللغة الألمانية دون الرجال، لان أزواجهن لا يقبلوا بذلك، فإن ذلك يعتبر نهجا خاطئا. وعلى المرء أن يوضح لهؤلاء الناس الذين يستفيدون من النظام الاجتماعي ويريدون عيش حياة رغدة فعليهم قبول القواد الاجتماعية السائدة.

ومن يتحمل المسوؤلية لهذه لتوجهات الرجعية؟ الناس أم الإعلام أم السياسيون أم الدين؟

عندما نتمعن في الأيديولوجية التي يمثلها المجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا، فإن الاندماج لن ينجح بفضل هذه الاتحادات. إلا إذا أردنا الزيادة في حدة المشكلة الحالية. الإسلام ليس بحاجة إلى اتحادات التي تجسد محاولة يائسة من جانب السياسة لإيجاد محاورين. وإذا لم تغير السياسة في هذا النهج وتواصل التعاون مع هذه الاتحادات المحافظة، فإن الإسلام المحافظ سيتوطد في العقود المقبلة في ألمانيا.

*لاله أكغون عضوة في الحزب الاشتراكي الديمقراطي من أصول تركية، كانت عضوة في البرلمان الألماني عن الحزب في الفترة بين 2002 و2008.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد