دورتموند ومشكلة رحيل غوندوغان
٢ مايو ٢٠١٥بعد رحيل ماريو غوتزه في يوليو/ تموز 2013 وروبرت ليفاندوفسكي في يوليو/ تموز2014، اللذان كانا أبرز أعمدة فريق بوروسيا دورتموند، إلى بايرن ميونخ، يبدو أن ساعة رحيل إلكاي غوندوغان عن دورتموند قد اقتربت أيضاً، وذلك بعدما أعلن لاعب خط الوسط تركي الأصل أول أمس الخميس (30 أبريل/ نيسان 2015) عن رفضه تجديد عقده مع الفريق، وقرر الرحيل عن دورتموند بعد نهاية عقده في عام 2016.
ورغم الجهود التي بذلتها إدارة بوروسيا دورتموند لإقناع غوندوغان بالبقاء، إلا أن رغبته بالرحيل فاقت جميع العروض التي قدمتها الإدارة، ولم تفلح في التوصل إلى حلّ يقنعه بالبقاء ضمن صفوف الفريق.
أسباب فتور "العلاقة الحميمة" مع دورتموند
ومما لاشك فيه أن غوندوغان هو أحد الأعمدة الأساسية في فريق دورتموند أيضاً، فبعد انضمامه إلى صفوف الفريق عام 2011 قادماً من نورنبورغ، تمكن غوندوغان من إثبات نفسه بجدارة في خط الوسط، وفاز مع دورتموند ببطولة الدوري الألماني والكأس عام 2012. وفي عام 2013 اختار يوآخيم لوف غوندوغان للعب ضمن تشكيلة المنتخب الألماني الأساسية، إلا أنه تعرض للإصابة في ظهره أثناء لقاء المنتخب الألماني مع منتخب باراغواي، ما أجبره على الغياب لفترة طويلة عن الملاعب.
وبعد تعافيه من الإصابة، عاد غوندوغان إلى صفوف دورتموند في الخريف الماضي وساهم بدعم الفريق في الخروج من محنته. بيد أن تدهور فريق دورتموند كان سبباً في فتور "االعلاقة الحميمة" التي كانت تربط غوندوغان بفريقه، ما دفعه للتفكير بالرحيل، حسبما يرى المحلل الرياضي يوناس بيكنكامب في تعليقه على موقع صحيفة "زود دويتشه تسايتونغ" الألماني الإلكتروني.
ودفع تألق غوندوغان ضمن صفوف دروتموند إلى جذب الأنظار إليه، إذ لم تخف أندية كبرى، مثل مانشستر سيتي ويوفنتوس وبايرن ميونخ، اهتمامها بضم غوندغان، والسؤال الذي يطرح نفسه هو: هل تحتفظ إدارة دورتموند بغوندوغان لينتقل في نهاية الموسم المقبل، أي بعد انتهاءه عقده، بدون مقابل مادي، أم تقوم ببيع غوندوغان في أقرب وقت ممكن للحصول على بعض المال؟
دورتموند أمام اختبار صعب
وفقاً لتصريحات هانز يوآخيم فاتسكه، الرئيس التنفيذي لإدارة بوروسيا، فإن إدراة النادي لن تفرط بغوندوغا كما فعلت سابقاً مع روبرت ليفاندوفسكي، إذ احتفظت إدراة النادي آنذاك بليفاندوفسكي حتى نهاية عقده، لينتقل إلى بايرن ميونخ بشكل حر دون مقابل مادي. بيد أن فاتسكه أكد على أن إدارة النادي لن توافق على بيع غوندوغان إلا مقابل عرض لائق.
وحتى الآن، لم يتلق نادي دورتموند أي عرض مقنع. وتناقلت بعض وسائل الإعلام أنباء عن إبرام دورتموند عقداً مع نادي مانشستر يونايتد، الأمر الذي أغضب المدير الرياضي لدورتموند، مايكل زورك، الذي علق بالقول: "لا يوجد حتى الآن أي اتفاق أو عقد أو حتى اتصال أولي".
لكن وفقاً للمحلل الرياضي بيكنكامب، فإن إبرام صفقة بيع غوندوغان لن تكون سهلة أبداً، فدورتموند يطالب بـ20 مليون يورو لبيع غوندوغان، وهو مبلغ مرتفع جداً، خاصة وأن غوندوغان ينتهي عقده بعد عام، وأن قيمة بيع لاعبي دورتموند انخفضت بسبب تدهور أداء الفريق.
البديل الأنسب
لا توجد أية مؤشرات تدل على رغبة دورتموند في الاحتفاظ بغوندوغان حتى نهاية عقده، وهو ما كان واضحاً بالنسبة له أثناء المفاوضات، إذ وضعت إدراة النادي النجم التركي أمام خيارين - إما التمديد أو الرحيل.
وبحسب موقع مجلة "فوكوس" الألمانية على الإنترنت، فإن توماس توخل، مدرب دروتموند الجديد، يرى أن يوهانيس غايز هو أنسب بديل لتعويض رحيل غوندوغان. فتوخل كان مدرب ماينز وهو يعرف تماماً أن غايز، البالغ من العمر 21 عاماً، يتميز بقدرات فائقة على تمرير الكرات، ما يجعله صانع ألعاب مميز، إذ حصل على لقب ثالث أفضل صانع ألعاب في البوندسليغا في نهاية موسم الخريف. لكن قيمة بيع غايز زادت من نصف مليون إلى تسعة ملايين يورو خلال عامين فقط، وفقاً لموقع "ترانسفير" الألماني المعني ببورصة انتقالات اللاعبين.
الجدير بالذكر أن عقد غايز مع ماينز ينتهي في عام 2017، ومن المرجح أن إدارة دورتموند ستسعى لاستثمار المبلغ الذي ستحصل عليه من بيع غوندوغان في شراء وجوه شابة وقوية، كي يستعيد دورتموند تألقه ويعود إلى المنافسة على الصدارة.