1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

قلق اجتماعي من إقامة مركز لإيواء اللاجئين بباريس

٢٧ أكتوبر ٢٠١٦

في الوقت الذي تواصل فيه السلطات الفرنسية تفكيك مخيم عشوائي للاجئين في بلدة كاليه شمال البلاد، يُتوقع افتتاح مركز جديد للإيواء في شمال العاصمة باريس. لكن السكان المجاورون للمركز قلقون من إقامته لأسباب أمنية واقتصادية.

https://p.dw.com/p/2RiNa
Calais Räumung Lager Dschungel
صورة من: Getty Images/AFP/P. Huguen

بعد أيام قليلة، أي في نهاية أكتوبر تشرين أول الحالي يُتوقع تدشين أول مركز رسمي لإيواء الاجئين في شمال العاصمة الفرنسية. ويُفترض أن يأوي المركز بين 400 و 600 لاجئ من الذكور وتزويدهم بالملبس والطعام وأيضا التطبيب والمشورة الاجتماعية. وبعد خمسة أو عشرة أيام يجب على أولئك النزلاء الانتقال إلى مراكز أخرى في مختلف أنحاء فرنسا للبقاء هناك حتى البت النهائي في طلبات لجوئهم. ويُتوقع أيضا في السنة المقبلة افتتاح مركز إيواء خاص بالنساء والأطفال في بلدة إيفري بالضاحية الجنوبية للعاصمة باريس.

 

مبادرة خاصة من رئيسة بلدية المدينة

وتبقى مهمة الاعتناء باللاجئين مهمة من واجبات الدولة الفرنسية، وبما أن الأخيرة لم تقدر على إنجاز هذه المهمة بإيواء اللاجئين في ظروف لائقة في العاصمة، فقد نفذ صبر رئيسة بلدية باريس آن إيدالغو التي أعلنت عن افتتاح مركز للاجئين في باريس دون حصولها على إذن رسمي من الحكومة.

وقالت نائبتها دومنيك فيرزيني أمام الصحافة مؤخرا:"إنها قضية شرف بالنسبة إلينا، أن نقوم باستقبال مهاجرين في ظروف تراعي الكرامة". وأضافت فيرزيني:" لا يمكن لنا السماح بأن يعيش هؤلاء الناس العزل في الشتاء على قارعة الشارع".

ومنذ أن زادت وتيرة الهجرة في الصيف المنصرم إلى أوروبا، وصل إلى باريس يوميا 50 إلى 60 مهاجرا. ونشأت مخيمات عشوائية لآلاف الأشخاص في جميع مناطق باريس، وينحدر غالبيتهم من العراق وأفغانستان واريتريا أو السودان. وقامت الحكومة في الأثناء بإزالة 28 من هذه التجمعات والمخيمات العشوائية، ونقلت 19.000 لاجئ من هناك إلى خارج العاصمة باريس.

 

تدفق جديد عقب إغلاق "الغابة" في كاليه

وفي السنة الماضية كانت الحكومة ماتزال ترفض تنفيذ اقتراح إقامة مركز رسمي لإيواء اللاجئين، أما الآن فتحصل رئيسة البلدية إيدالغو على دعم مالي لتغطية تكاليف مبادرتها: أكثر من 8 ملايين يورو يُتوقع أن تُحول لفائدة المشروع. وهذا المبلغ سيغطي نحو 20 في المائة من مبلغ المبادرة الأولى ونصف مجموع التكاليف الجارية خلال السنة الأولى. كما وعدت الحكومة بإقامة 1.200 موطن إيواء إضافية شهريا في مراكز أخرى.

ويتوقع أن تزداد هذه الحاجة إلى مراكز إيواء إضافية مع تفكيك مخيم "الغابة" الكبير في كاليه شمال البلاد، لأن المهاجرين الذين أقاموا هناك سيُوزعون على مختلف مناطق فرنسا. وعلى هذا الأساس تأمل نائبة رئيسة بلدية باريس فيرزيني في أن يصبح مركز الإيواء الجديد في باريس واجهة في إيواء اللاجئين.

Frankreich Anne Hidalgo Aufnahmezentrum für Flüchtlinge in Paris
آن إيدالغو، رئيسة بلدية باريس تعلن عن إنشاء مركز إيواء للاجئينصورة من: Getty Images/AFP/F. Guillot

لاجئون أكثر، بؤس أكبر؟

لكن سكان حي "بورت دو لاشابيل" حيث يُفتتح مركز الإيواء الجديد لا يعتبرون ذلك حلا. فالحي الذي تسكنه فئات عُمالية يُعد من أفقر أحياء العاصمة، وهو معروف بمشاكله الاجتماعية والمدمنين على المخدرات وانتشار الدعارة وأعمال العنف.

فريد هواري الذي يدير مقهى في الحي المعني يخشى أن يزداد البؤس فيه مع مجيء اللاجئين. وسأل أثناء تقديمه فنجان قهوة لأحد الزبائن:"هل كانوا مجبرين على بناء هذا المركز هنا بالذات؟". وقال في حديث مع DW:"جميع زبائني يشتكون من هذه المخططات. نحن سئمنا الوضع الحالي، وينتابنا مزيد من القلق من أن تتدهور الأمور أكثر".

وقبالة مقهى فريد تعمل فتيحة في محل لصنع الرغائف. فهي عندما تنتهي من العمل في الساعة العاشرة مساء، تكون مجبرة يوميا على المشي على الأقدام لركوب سيارتها المتوقفة في مرآب أرضي، وقالت في تصريح لـDW:"أنا خائفة من أن يصبح طريق عودتي إلى البيت أكثر خطورة ـ لاسيما وأن المركز سيستقبل فقط الرجال".

وأضافت فتيحة أن الكثيرين من زبائنها يخشون ما هو قادم، لاسيما على الأطفال، وقالت:"زبونة حكت لي بأن ابنتها البالغة من العمر 13 عاما تريد الآن أن يصطحبها أحد من المدرسة إلى البيت، لأنها لم تعد تشعر بالأمان".

"لا تخافوا"

برونو موريل من اتحاد اجتماعي لمساعدة اللاجئين والذي سيدير المركز يقول بأنه يجب على الناس أن يكفوا عن الخوف من المهاجرين، وأن يركزوا على الأمثلة الجيدة الكثيرة في البلاد. وأشار موريل قائلا:"في جميع مراكز الإيواء التي استقبلت لاجئين من باريس تمر الأمور على أحسن وجه". وهذا يُظهر، حسب رأيه أن فرنسا قادرة على استقبال لاجئين في ظروف لائقة. وأضاف:"نحن نقيم فعلا شيئا جديدا هنا في باريس، وعلينا أن نتحلى بالتفاؤل".

لكن سكان الحي كانوا يأملون في الحصول على مشروع آخر، ألا وهو حي جامعي جديد يرفع من جاذبية المنطقة. ويُتوقع أن تبدأ أشغال البناء لجامعة العلوم الإنسانية والاجتماعية في مارس/آذار 2018، لكن الكثيرين يخشون الآن أن يتعثر المشروع أو يتبخر. فيما أكدت نائبة رئيسة بلدية باريس فيرزيني أن مشروع الجامعة سيُشيد كما هو مبرمج له. وأوضحت فيرزيني أن مركز الإيواء في حي باريس هو مؤقت لمدة 16 شهرا لنقله إلى مكان آخر، وأن المعارضين يشكلون أقلية، لأن "غالبية الناس تريد المساعدة وهم فرحون لكون اللاجئين غير مجبرين في نهاية المطاف على العيش في شوارع باريس".

 

ليزا لوي/ فيراك يرن/ م.أ.م

 

 

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد