1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

"قرية الألماني"- رواية عن النازيين في شمال أفريقيا

١٦ يونيو ٢٠٠٩

لم تنل قضية المحرقة والحقبة النازية في ألمانيا نقاشاً جاداً في كثير من الدول العربية، لكن رواية الكاتب الجزائري بوعلام صنصال كسرت هذا الصمت. الرواية تتناول قصة نازٍ ألماني يستقر به المقام في جيش التحرير الجزائري.

https://p.dw.com/p/IAWw
صورة من: picture-alliance/ dpa

لم تشهد معظم البلدان العربية نقاشاً جاداً حول المحرقة والفترة النازية الفاشية في ألمانيا، ولهذا يحدث كثيراً أن يبدي الناس في القاهرة أو دمشق إعجابهم بهتلر أمام السياح الألمان، كما ينكرون قتل الملايين من اليهود وغير اليهود. هذا الموقف ينبثق في أغلب الأحيان من الجهل أو عدم المعرفة.

الروائي الجزائري بوعلام صنصال تعرض إلى تلك الفترة في روايته "قرية الألماني". يحيا صنصال، الذي يكتب بالفرنسية، في بومرديس التي تبعد عن الجزائر العاصمة بنحو نصف ساعة بالسيارة. في تلك المنطقة، كما في كافة أنحاء الجزائر، تنتشر رافعات البناء بعد الطفرة الاقتصادية التي شهدتها البلاد إثر ارتفاع أسعار النفط والغاز. غير أن هذا الرخاء الاقتصادي لم يعد بالخير على معظم مواطني البلاد. عن ذلك يعلق صنصال قائلاً: "لقد نجح الرئيس بوتفليقة في تحسين صورة الجزائر خارجيا باعتبارها دولة طموحة اقتصادياً، غير أن الواقع في الداخل مختلف تماماً".

ويضيف الروائي الجزائري بالقول: "إن بوتفليقة على وشك إقامة ديكتاتورية في الجزائر شبيهة بتلك الموجودة في تونس. فلم يعد هناك هامش للحرية السياسية في البلاد. ومن ناحية أخرى فإن نسبة البطالة ما زالت عالية جداً، ولا يستفيد من الانتعاش الاقتصادي سوى حفنة ضئيلة. أما المخدرات والدعارة والجرائم فإنها تتزايد يوماً بعد يوم."

نقد غير مرغوب فيه

Algerien - Befreiungskrieg 1960
صورة أرشيفية لجيش التحرير الجزائري ومناصريه عام 1960صورة من: dpa

لم يعرف صنصال طريقه إلى الكتابة إلا متأخراً بعد أن بلغ الخمسين. كان ذلك في عام 1999 عندما نشر روايته الأولى "قسم البرابرة". ومنذ ذلك الحين كتب صنصال اثنتي عشرة رواية أخرى، ومجموعة أخرى من الكتب الفكرية. وبسبب نقده العنيف للطبقة السياسية في وطنه، مُنعت عدة أعمال له في الجزائر، وهو ما حدث أيضاً لروايته الأخيرة "قرية الألماني". بطل هذه الرواية نازي ألماني يدعى هانز شيلر، كان قد شارك في جرائم القتل الجماعي في معتقل أوشفيتس، ثم اختفى عن الأنظار بعد عام 1945 وسلك طرقاً ملتوية إلى أن استقر به المقام في جيش التحرير الجزائري.

ولأن القضاء الدولي كان يبحث عن شيلر، فقد اختار العيش في الجزائر وأن يؤسس هناك عائلة، دون أن يخبر ابنيه شيئاً عن ماضيه النازي الذي بقي مجهولاً إلى أن لقى شيلر حتفه مع زوجته الجزائرية في حادث إرهابي. عندئذ تبدأ الحقيقة تظهر شيئاً فشيئاً. وعندما يسمع ابناه بذلك، يعود أحدهما من فرنسا – حيث أرسلهما الأب بغرض الدراسة – ويشرع في البحث عن تاريخ والده.

كسر المحرمات المتجذرة

Boualem Sansal
الكاتب الجزائري بوعلام صنصالصورة من: MERLIN

تَمس رواية "قرية الألماني" الأساطير المؤسسة للمجتمع الجزائري، كما أنها تكسر المحرمات المتجذرة في المجتمع حيث لا يُسمح بالمساس بالصورة المثالية لجيش التحرير اليساري المناهض للفاشية والنقي أخلاقياً. رغم أنه من المعروف أن الجيش مارس التعذيب والقتل، كما تم تجنيد نازيين قدماء للقيام بمهمات شائكة. غير أن النقاش حول الصفحات المظلمة في تاريخ الجزائر أمرٌ غير مرغوب فيه. عن هذا يقول صنصال: "إن إزاحة الحقائق من الطريق أمر صبياني غير ناضج. لأننا بذلك نقوم ببتر فظيع لأجزاء من التاريخ. تخيلوا لو أن نظاماً جاء إلى سُدة الحكم في ألمانيا، ثم يمنع الناس من الحديث عن الماضي وعن الحرب العالمية الثانية". ويختم الكاتب الجزائري حديثه قائلاً: "إن التاريخ كلٌ لا يتجزأ، لابد من قراءته كاملاً أو عدم قراءته على الإطلاق."

الكاتب: مارتينا صابرا/ سمير جريس

تحرير: عماد م. غانم

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد