1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

قبيل انطلاق مونديال 2006 .. المنظمات الرياضية مصرة على محاربة الفساد

إعداد: مانية عبيد١٤ أبريل ٢٠٠٦

قبل أقل من شهرين من انطلاق فعاليات بطولة العالم لكرة القدم في ألمانيا، تصر منظمة الشفافية العالمية على محاربة الفساد الذي انتشر مؤخرا في الأوساط الرياضية.

https://p.dw.com/p/8EMz
هل ستنجح منظمة الشفافية العالمية في القضاء على الفساد الرياضي؟صورة من: dpa

أفاد فرع منظمة الشفافية العالمية في العاصمة الألمانية بأن الفساد الرياضي ازداد في الفترة الأخيرة بشكل كبير. ويعزوا الخبراء هذه الظاهرة بالقول إن الجوانب التجارية والمالية "أصبحت تؤثر على سير بعض الألعاب الرياضية، خصوصا على لعبة كرة القدم." وفي هذا الخصوص قالت المحامية سيلفيا شينك، وهي لاعبة أولمبية ومحترفة سابقة وعضو في اللجنة الجديدة التي تم تشكيلها في منظمة الشفافية في ألمانيا، قالت في حديث خصت به دويتشه فيله إن الرياضة "حقل اقتصادي كبير، وبالتالي فهي ليست قطاع مقدس ومعرضة للفساد حالها حال القطاعات الأخرى."وتضيف أن فضائح الرهانات التي اجتاحت كرة القدم الألمانية في السنة الماضية "تبين مدى إمكانية حدوث مثل هذه الجرائم في الألعاب الرياضية." على الصعيد ذاته، قال هانس يورغ التهورست رئيس منظمة الشفافية العالمية في ألمانيا في مؤتمر صحفي إنه بالرغم من ظهور بعض حالات الفساد الفردية مؤخرا، إلا أن القضية "لم يتم إعلانها أو الحديث عنها بشكل علني." وتحث المنظمة كافة المسؤولين الرياضيين على أخذ الحيطة والحذر، خاصة قبيل انطلاق مباريات كأس العالم 2006 في ألمانيا.

المنظمات الرياضية تبدأ في محاربة الفساد

Symbolbild Auslosung
قرعة مبارايات بطولة العالم لكرة القدمصورة من: AP

وعلى الرغم من اقتصار ظاهرة الفساد على حالات فردية، إلا أن المنظمة تؤيد دراسة القضية بشكل موسع للتعرف على آليات وطرق المسؤولين عن الفساد. وتضيف شينك أن الفساد بدأ بالظهور في ألمانيا على مستويات متدنية في الألعاب الأولمبية. أما الدول الأخرى فقد قطعت شوطا كبيرا في هذا المجال، وكان دفع المال يتم بشكل غير رسمي. وتابعت بالقول إنها لا تعتبر هذا نوع من أنواع الفساد، ولكن هذا يظهر أن تلك الأندية لدينها قابلية لانتشار هذه الظاهرة فيها. فعلى سبيل المثال، لا يهتم المسؤولون في النوادي الرياضية الصغيرة بالإعلان عن قيمة الضرائب المستحقة عليهم ولا في توثيق الأموال التي تصلهم. وتضيف شينك أن الخطوة الأولى في محاربة الفساد الرياضي هي إعلان كافة المنظمات الرياضية نيتها في التصدي لهذه الظاهرة، ما سيعطي إشارة واضحة لكل شخص يفكر بارتكاب هذه المخالفة. واستطردت قائلة إن هذه الخطوة "ستحث الناس أيضا على التبليغ عن أي مشتبه به في هذه القضية."

الألعاب الرياضية بدأت تفقد تألقها

Das einzige Tor
هناك من يسعى وراء تشويه صورة هذه اللعبة الجميلةصورة من: AP

وتؤكد شينك أن المحافظة على الصورة الجميلة للرياضة شيء مهم جدا، خصوصا بالنسبة للناس الذين يتابعونها ويشجعونها باستمرار. وأضافت أنه عندما يقوم المشجعون بدعم رياضة معينة، ويخرجون منها بانطباع جيد، فإنهم قد يغامرون باستثمار أموالهم فيها. وبالنسبة لمنظمة الشفافية، فإن توفر معلومات بشأن الفساد في قطاعات أخرى في المجتمع قد يساعد المنظمة في حل مشاكل الفساد في المجال الرياضي. كما تؤيد الخبيرة وجود تعاون بين الاتحادات الفيدرالية لكرة القدم، وذلك لدعم مبدأ الشفافية.

وأوضحت شينك في المقابلة ذاتها أنه في حال عملت المنظمات الرياضية مع بعضها بعضا، فإن الجهات المسؤولة ستتمكن من إصدار قوانين تحدد ما هو مقبول وما هو مرفوض. وعن البلدان التي تنتشر فيها هذه الظاهرة، قالت المسؤولة إن الفساد ليس محصورا في ألمانيا لوحدها. وتؤكد ذلك شينك وتقول إن هناك الكثير من القضايا التي تتلعق بالفساد حصلت في بلجيكا. فالفساد ليس قضية ألمانية، وإنما قضية عالمية، تتعدى الحدود الألمانية."

تشريع ميثاق أخلاقي لمحاربة الفساد

Türkische Fußball-Fans vor dem Fernseher
المشجعون أيضا عليهم محاربة الفساد الرياضيصورة من: AP

وألمانيا على أية حال، ربما تكون أكثر الدول قربا للتخلص من مثل هذه الظاهرة التي تنتشر بسرعة في أوساط الألعاب الرياضية. ففي شهر أيار/مايو ستندمج أكبر منظمتين رياضيتين في ألمانيا وهي اتحاد الرياضة الألماني ولجنة الألعاب الأولمبية الوطنية، لتكونا منظمة رياضية جديدة اسمها (اتحاد الألعاب الأولمبية الألماني). وعندما علمت منظمة الشفافية بالموضوع سارعت بالطلب من هذه المنظمة الجديدة أن تعمل على وضع ميثاق أخلاقي للألعاب الأولمبية والنوادي الرياضية، وذلك في محاولة منها للحد من ظاهرة الفساد. وتقول شينك إن مسؤولية محاربة الفساد الرياضي لا تقع على عاتق المنظمة فقط، بل يمكن لمتابعي هذه الألعاب أن يساهموا في منع حدوث هذه الظاهرة.