1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

"فريق بسكليته"- سعوديات جرت دراجاتهن بما لم تشته الحكومة

١٧ أكتوبر ٢٠١٧

هن نساء سعوديات أردن تأسيس فريق لركوب الدراجة الهوائية، تحقيقاً لحلم ركوب "البسكليته"، فتم إيقافهن بسبب غياب تصريح رسمي يسمح بذلك. فكيف تناضل هؤلاء النساء للحصول على تصريح يسمح لهن بممارسة هذه الرياضة في بلد محافظ؟

https://p.dw.com/p/2lvO7
Twitter Screenshot yalbhijan
صورة من: twitter.com/yalbhijan

في الوقت الذي أصدرت فيه السعودية ترخيصاً بقيادة نسائها للسيارات، ما زالت أخريات يطالبن بحق قيادة الدراجة. فريق فتيات سعوديات يتحدى التقاليد المجتمعية، ويلبسن خوذهن لمسارعة الرياح فوق الـ"بسكليته". لكن هذه المبادرة، تم إيقافها في انتظار صدور تصريح رسمي يسمح لهن بمزاولة هذه الرياضة.

القائدة أصغرهن

نديمة أبو العينين (18 عاماً) طالبة مرحلة ثانوية وقائدة "فريق بسكليته" السعودي. وهي واحدة من الفتيات اللواتي أحببن قيادة الدراجة الهوائية منذ نعومة أظافرهن، عشقت ركوب الدراجة وتشبثت بالفكرة حتى صارت اليوم حقيقة، بل ومشروعاً تعمل عليه لتشكل فريقاً من فتيات سعوديات. ابنة جدة السعودية، قالت في كثير من تصريحاتها التي نشرتها عبر حساب صفحة "فريق بسكليته" في تويتر: "أحببت ركوب الدراجة منذ كنت طفلة، لذلك فكرت لما لا انشر الاهتمام بالنشاط وأساعد الآخرين في محاولة تجربته".

ديمة وعبر تصريحها لمنابر إعلامية كثيرة، فإن الفكرة بدأت لديها مبكراً، إذ استطاعت أن تقود نساء من مختلف الأعمار حتى أن الكثير منهن يكبرنها. فكرة نديمة جعلت "عدد العضوات في النادي يصل إلى 397 فتاة، 200 منهن يواظبن على حضور التدريبات"، حسب لتصريح نديمة أبو العينين.

إيقاف إلى حين...

وحسب المقالات والأخبار التي نشرتها صفحة "فريق بسكليته"، فإن جميع عضوات الفريق توقفن عن أداء التمارين حالياً؛ لسببين، أولهما هو انتظار استخراج تصاريح رسمية لممارسة هذه الرياضة، والثاني يرجع إلى كثرة عدد طالبات الانضمام للفريق، الأمر الذي يحتاج إلى تنظيم.

وقد اعتاد الفريق أن يتمرن مرتين في الأسبوع، حيث تتجول النساء في مناطق مختلفة في جدة. وأكدت أبو العينين، حسب الأخبار التي نشرت في الصفحة دائماً، أنهن لم يتعرضن لأي مضايقات وأن المشاة تقبلوا الأمر بالرغم من تفاجئهم في البداية.

لوازم قليلة لمغامرة كبيرة

دراجة، عباءة قصيرة أو ما يشبه "اللاب كوت" وخوذة، هذا كل ما يلزم قائدات الدراجات السعوديات لخوض مغامرتهن. هي فكرة جديدة بروح شابة أطلقت الفكرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي لتجمع الكثير من الطلبات التي تريد الانضمام لفريق "قيادة الدراجة".

وسائل التواصل الاجتماعي كان لها دور مهم في نشر الفكرة عبر مدينة جدة التي انطلق منها المشروع، لتصل بقية البقاع الأخرى. "الانستغرام" ومشاركة تفاصيل مع المهتمات والمتتبعات لصفحة Jaddah-woman، مكن نديمة أبو العينين، صاحبة الفكرة، من إنشاء أول نادي لقيادة الدراجات الهوائية في السعودية.

Screenshot Instragram jeddah_woman
صورة من: Instragram/jeddah_woman

نديمة استطاعت أن تقنع عائلتها قبل عام ونصف تقريباً، وشجعتهم على ركوب الدراجات ومن ثم نساء أخريات أحببن أيضاً خوض المغامرة على الدراجة في تحد دون خوف من تقاليد المجتمع.

وتجدر الإشارة أن متتبعي صفحات "فريق بسكليته" عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تسيره قائدة الفريق ومؤسسته، نديمة أبو العينين. وقد تجاوز 3000 متابعة ومتابع عبر "الانستغرام"، حيث تتقاسم نديمة يوميات فريقها مع المتتبعين وكواليس تدريبهن، إضافة إلى مقتطفات من جولاتهن في جدة.

متحمسون رجال ونساء

فكرة قيادة النساء للدراجات لاقت استحساناً كبيراً من الرجال كما النساء، فالكثير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، عبروا عن إعجابهم بفكرة النساء اللواتي يطالبن بالحصول على حقهن في قيادة الدراجة. واعتبروهن متحمسات وطموحات ودعوا إلى انتشار مثل هذه المبادرت إلى أماكن أخرى من المملكة.

في المقابل، استهزأ نشطاء آخرون من المبادرة، وتفاجأوا بها، باعتبارها سابقة وربما فكرة مبتكرة تحدت بها لنساء عالماً آخر من عوالم يعتبر حكراً على الرجال. وهو ما قالته نديمة في أحد تصريحاتها، مضيفة: "في البداية، فوجئ الناس برؤيتنا على الطريق في الحي".

القيادة بشروط

قيادة المرأة السعودية للدراجة لا يقل أهمية بالنسبة لمحبات هذا النوع من الرياضة، وتشكيل فريق "بسكليتة" للسيدات في جدة، أعاد القضية إلى الواجهة بعد 2013، إذ سمحت هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر للسيدات في السعودية بقيادة الدراجة الهوائية.

سنة 2013، لم تتحقق رغبة السعوديات كاملة، نظراً للشروط التي رافقت الإعلان، فكان من الواجب على السيدات حينها وجود محرم، وارتداء العباءة.

وفي فبراير/ شباط الماضي أعلنت هيئة الرياضة عن إمكانية إعطاء تصاريح للمراكز الرياضية المخصصة للنساء، بعد ما كانت محظورة في الماضي، وكانت معظم السيدات السعوديات يلجأن إلى أقسام ضمن مراكز التجميل أو المراكز الطبي. إلا أن هذه التصاريح لا تشمل النوادي الرياضية التنافسية للسيدات، مثل كرة القدم والسباحة والتنس.

وبحسب إحصائيات المركز الوطني للمعلومات الصحية التابع لوزارة الصحة السعودية عام 2014، فإن 29 بالمائة فقط من النساء في السعودية يمارسن الرياضة بشكل يومي.

الكاتبة: مريام مرغيش