1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

فرص ضئيلة أمام نجاح مبادرة المالكي للمصالحة

٢٦ يونيو ٢٠٠٦

أطلق رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي مبادرة للمصالحة الوطنية لوقف العنف الدائر في البلاد، المراقبون يشككون في نجاحها وتطبيقها على ارض الواقع، المحلل الألماني بيتر فيليب علق على ذلك بما يلي:

https://p.dw.com/p/8g8N

أطلق رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي مبادرة المصالحة الوطنية يوم الأحد الماضي بهدف إنهاء العنف في البلاد. وقد عرض فيها العفو عن المسلحين إذا أعلنوا نبذهم للعنف. وتستثني المبادرة الإرهابيين ومرتكبي الجرائم المدنية. وتتضمن المبادرة حواراً وطنياً يشمل كافة فئات المجتمع العراقي. ومن أهدافها إفساح مجال أكبر للسنة العرب من أجل المشاركة في إعادة إعمار البلاد.

Fernschreiber Autorenfoto, Peter Philipp
المحرر السياسي بيتر فيليب

لكن الطريقة التي سيتم من خلالها تحقيق النقاط المذكورة في مبادرة المصالحة غير واضحة، بل هناك كثيرون يشككون في إمكانية تطبيقها على أرض الواقع، لأن أولئك الذين طالبوا بالإعلان عن هذه المبادرة يسعون في الدرجة الأولى إلى إطلاق سراح من تبنى "المقاومة". وهؤلاء لا يفرقون أثناء تعريفهم مصطلح "المقاومة" بين المحتلين الأمريكيين وممثلي الحكومة العراقية وحتى بعض فئات المجتمع العراقي وذلك من خلال العمليات المسلحة التي يقومون بها. وبما أن الحكومة العراقية والولايات المتحدة الأمريكية تعتبر هذه الاعتداءات عمليات إرهابية. فإن رئيس الوزراء نوري المالكي لا يستطيع تحقيق المطالب بعفو شامل وذلك بإعطائه شرعية المقاومة ضد جنود قوات التحالف، لأن المالكي لا يزال يعتمد رسمياً على مساعدة الجيش الأمريكي له في تحقيق الأمن في البلاد.

يعتبر رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أن مبادرة المصالحة لن تنجح إلا إذا تم العفو عن بعض أعضاء حزب البعث الحاكم سابقا، وكان الأمريكيون قد حلوا الحزب بعد احتلالهم العراق وجردوا اعضاءه من مناصبهم الرسمية مع أنه من غير الصواب تحميل كل أعضاء الحزب مسؤولية ما قام به نظام صدام حسين. من جهتهم يعتبر السنة العرب العفو عن أعضاء الحزب خطوة هامة، لكنها تثير في الوقت ذاته معارضة تكتلات شيعية ترفض إطلاق عفو على مسؤولي النظام السابق الذي اضطهدهم وأساء إليهم.

هناك نقطة أخرى هامة لها علاقة مباشرة بالمصالحة الوطنية ألا وهي استعداد الائتلاف الحكومي لهذه المصالحة ووحدة صفوفه خلف رئيس الوزراء، وتتباحث الحكومة العراقية الآن مع الأمريكيين على وضع خطة لانسحاب الجيش الأمريكي من العراق، وكرر المالكي في أكثر من مناسبة رغبته في البدء بهذا الانسحاب في أقرب وقت ممكن، لكنه من المعروف أن الانسحاب الأمريكي لا يتعلق مباشرة بحنكة رئيس الوزراء العراقي وإنما بالجو السياسي داخل الولايات المتحدة.

لكن الجميع يعلم أن انسحابا مفاجئا وسريعا للقوات الأمريكية ليس موضوع نقاش الآن لأنه أولاً سيخلف حالة فوضى عارمة في العراق، وثانياً سيظهر للعالم اعتراف الأمريكيين بفشلهم هناك.

هذه النقاط تثير شكوك المراقبين بنجاح مبادرة المالكي، لكنها تعكس في الوقت ذاته ضرورة وحدة كل القوى السياسية في العراق للخروج من دوامة العنف الدموية، لكن كيفية تحقيق ذلك أمر لا يزال مجهولاً حتى الآن.

بيتر فيليب / إعداد سمير مطر