1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

عرب ألمانيا- محاولة التوفيق بين الغربة والوطن الأم

عرفت ألمانيا الهجرة إليها في وقت متأخر مقارنة بفرنسا وبريطانيا. فقد حضرت غالبية المهاجرين بعد الحرب العالمية الثانية للمشاركة في إعادة الإعمار. ولكن ماذا بالنسبة للحضور العربي إليها؟

https://p.dw.com/p/5w5o
مشهد من ضاحية كرويتسبرغ البرلينيةصورة من: AP

في ضاحية نويكولن Neuköln البرلينية يلفت انتباه المرء انتشار المقاهي والمطاعم والمتاجر العربية في كل شارع وزاوية تقريباً، مطاعم تحمل اسماء عربية مثل "حبيبي" و "بيروت" و "السلام" و "وفلسطين". هناك وفي ضواح أخرى مثل فيدنغ Wedding يمكن التمتع بأجواء عربية المأكل والمشرب. كما يمكن الالتقاء بأشخاص عرب أو من أصول عربية من مختلف الأعمار. وينتمي هؤلاء إلى جاليات عربية حديثة العهد في ألمانيا مقارنة بمثيلاتها في فرنسا وبلجيكا وبريطانيا. ولا ينطبق ذلك على العرب الذين بدأوا بالتوافد إليها بشكل إنفرادي أو كجماعات صغيرة منذ أكثر من 100 سنة. ويقدر عدد العرب ومن ذوي الأصول العربية الذين يعيشون في ألمانيا حالياً بـ 350 إلى 400 ألفاً مقارنة بأكثر من 7.5 مليون أجنبي يعيشون فيها.

الغالبية مغاربة ولبنانيون وفلسطينيون

حضر المغاربة إلى ألمانيا في غالبيتهم خلال الستينيات وأوائل السبعينيات للعمل فيها. وقد استوعبت صناعات الفحم والصلب والسيارات والصناعات الكيميائية القسم الأكبر منهم آذاك. وتقيم غالبيتهم اليوم في مدن رئيسية غرب البلاد وجنوب غربها لا سيما في منطقة الرور ومدنها الصناعية مثل دورتمند وبوخوم. وعلى غير ذلك قدم اللبنانيون والفلسطينيون ممن كانوا يسكنون في لبنان أوائل الثمانينيات هرباً من الحرب الأهلية اللبنانية وجراء الاحتلال الإسرائيلي للبنان عام 1982.

Wasserpfeifen-Geschäft in Berlin Wasserpfeife
محل لبيع الشيشة في برلينصورة من: dpa

ويعيش قسم كبير منهم في برلين وجوارها. ويختلف مستوى اندماج العرب في المجتمع الألماني حسب أماكن إقامتهم ومستوى تأهيلهم وفترات قدومهم. فالعرب الذين قدموا في الستينيات والسبيعينيات مثلاً أكثر اندماجاً من الذين قدموا في فترات لاحقة كالثمانينيات. ويعود السبب في ذلك إلى أن ألمانيا شهدت آنذاك ازدهاراً اقتصادياً "فترة المعجزة الاقتصادية" استوعب العمالة الأجنبية ووفرت لها فرص عيش وحياة أفضل. أما العرب الذين حضروا لاحقاً فقد تزامن حضورهم مع تراجع معدلات النمو الاقتصادي وارتفاع نسبة البطالة مما انعكس سلباً على فرص العمل ومستوى المعيشة.

الأعمال الحرة في المقدمة

يمارس القسم الأكبر من العرب العاملين في ألمانيا أعمالاً حرة في مؤسسات عائلية وصغيرة. وتشكل المطاعم والمقاهي والمتاجر الاستهلاكية الصغيرة غالبيتها. وهناك عدد هام من المهندسين والأطباء الذين أسسوا مكاتب خدمية وعيادات طبية ومستشفيات صغيرة بعد تخرجهم ونجحوا في أعمالهم على أكثر من صعيد. غير أن أبناء الجالية العربية اجمالا يعانون أيضاً من البطالة وربما أكثر من أبناء الكثير من الجاليات الأخرى. ولا يعود سبب ذلك إلى قلة فرص العمل فقط وإنما إلى ضعف مستوى تأهيلهم بالشكل المطلوب لاسيما في مجال المهن. ويشمل ذلك حتى الشباب الذي ولدوا في ألمانيا وكبروا فيها.

الروابط مع الوطن الأم

Arabische Welt verfolgt US-Politik
الغربة لا تعني الانقطاع عن أخبار الوطنصورة من: AP

يكثر عدد الجمعيات والروابط الخاصة بالجالية العربية في ألمانيا. وتبدو الجالية الفلسطينية الأنشط على هذا الصعيد. ففي برلين لوحدها يوجد مثلاً نحو 30 رابطة عربية. والروابط والجمعيات العربية ذات طابع اجتماعي أو محلي أو مهني في الغالب. ولا يعود تعددها إلى اختلاف المشارب السياسية بالضرورة. فوراء هذا التعدد تكمن أيضاً دوافع اقتصادية تنطوي على منافع تنظمها القوانين الألمانية. ومما يعنيه ذلك أنه يمكن دعم العديد من المشاريع الاجتماعية التي تقوم بها جزئياً أو كلياً بأموال حكومية. ويشمل الدعم على سبيل المثال دفع إيجارات مقرات الجمعيات والأندية الرياضية وتمويل دورات تعليم وتأهيل البالغين ورعايتهم. ويتركز عمل الجمعيات على الجوانب الثقافية والاجتماعية وتقديم الاستشارات المطلوبة عن قوانين وأنظمة العمل والإقامة وغيرها. وهناك عدد هام من الأنشطة الهادفة إلى تعزيز الروابط بين الوطن الأم وألمانيا. ومن بينها على سبيل المثال تنظيم زيارات لوفود طبية وصحفية وتوفير فرص تأهيل وتدريب لشباب عرب من مختلف المهن والوظائف. وهناك أنشطة اجتماعية تتعاون في إطارها جاليات تنتمي إلى أبناء بلدان عربية عديدة كالاحتفالات في المناسبات الوطنية والقومية وأعياد معينة.

د. ابراهيم محمد