1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

عبد الحليم حافظ: صوت للحب أم للسلطة؟

٢٩ مارس ٢٠١٢

إلى جانب أم كلثوم، مازالت أغاني المطرب المصري عبد الحليم حافظ تتصدر مبيعات الفنانين الأموات في سوق بيع الأشرطة الغنائية، بالرغم من مرور 35 سنة على رحيل "العندليب الأسمر"، والذي صار رمزا من رموز الحب في العالم العربي.

https://p.dw.com/p/14U7z
Description: Abdel Halim Hafez, Egyptian singer Date photo taken around 1955 Author Unknown - probably dead the photo was first published in Egypt and taken by a government photographer working for the local press Link: http://en.wikipedia.org/wiki/File:Ahafez.jpg
Abdel Halim Hafez

قبل 35 سنة، وتحديدا في 30 مارس/آذار 1977 رحل عبد الحليم حافظ عن هذا العالم، بعد معاناة طويلة مع مرض"البلهارسيا". وما شكل سابقة لم تحدث من قبل في العالم العربي، هو إقدام فتيات على الانتحار، لأنهن لم يتحملن خبر وفاته.

وهذا دليل على قوة حضور عبد الحليم حافظ في الوجدان المصري، كقيمة ورمز فنيين. اليوم، وبعد كل هذه السنوات صار "العندليب الأسمر" جزءا من الذاكرة الفنية المصرية والعربية، لكنه مازال حاضرا في الإعلام والدراما وسوق الأغاني. ومازالت دار الأوبرا المصرية تخصص له حفلات سنوية، يقدم فيها مطربون آخرون أغانيه.

يرى الشاعر المصري حلمي سالم أن عبد الحليم حافظ هو جزء رئيسي من الذاكرة الفنية والوطنية والعاطفية لثلاثة أجيال على الأقل في الحياة المصرية: جيل الخمسينات والستينات وجزء كبير من السبعينات. ويقول الشاعر المصري: "هناك مجموعة من الفنانين كانوا تجسيدا للذاكرة الفنية التي نتكلم عنها، منهم عبد الحليم حافظ وسعاد حسني على سبيل المثال، هؤلاء شكلوا حلما ونموذجا وسلطة وبديلا يجسد مشاعر الجيل العاطفية والسياسية والأخلاقية."

لكن، وإذا كان عبد الحليم قد شكل صوتا للحب، فإنه شكل بأغانيه السياسية صوتا للسلطة أيضا.

علاقة عبد الحليم بالسلطة

رغم أن عبد الحليم بدأ احتراف الغناء قبل سنة من ثورة"23 يوليو 1952"، إلا أن نجاحه لم يبدأ إلا مع إعلان ميلاد الجمهورية سنة 1953، عندما غنى في حفلة أمام مجلس قيادة الثورة آنذاك، مما جعل البعض يطلقون عليه لقب "مطرب الثورة".

38
غنى عبد الحليم حافظ لجمال عبد الناصر الكثير من الأغاني.صورة من: AP

وخلال مسيرته الفنية قدم حليم عددا كبيرا من الأغاني الوطنية، منها تلك التي كانت مديحا مباشرا في الرئيس المصري جمال عبد الناصر، كأغنية " يا جمال يا حبيب الملايين" وفي وقت لاحق غنى عبد الحليم أيضا لشخص أنور السادات أغنية "عاش اللي قال" بعد حرب أكتوبر/ تشرين الأول 1973.

فهل كان عبد الحليم حافظ فعلا مغني السلطة؟ يقول الشاعر المصري حلمي سالم: "لقد كان عبد الحليم مغني السلطة حقا، لكن السؤال: ما هي السلطة؟ السلطة التي كان عبد الحليم رجلها هي السلطة الناصرية، والتي غنى لها كثيرون من شعراء ورسامين وممثلين وكتاب، وكلهم تقدميون ويساريون أو ذووا نزعة اجتماعية تنحوا للعدالة، كصلاح جاهين وسيد حجاب وعبد الرحمن الأبنودي. هؤلاء هم الذين كتبوا الكلمات التي غناها عبد الحليم للمرحلة الناصرية."

أغاني عبد الحليم الوطنية لدول عربية

لكن علاقة عبد الحليم حافظ بالسلطة لم تتوقف عند أغانيه لرموز السلطة المصرية، وإنما اشتهر بأغانيه لبعض ملوك الدول العربية، ومنها المغرب. وقد كان عبد الحليم حافظ ضيفا دائما في عيد ميلاد العاهل المغربي الراحل الحسن الثاني، وغنى له عبد الحليم عددا من الأغاني باسمه كأغنية " الماء والخضرة والوجه الحسن".

King Hassan II of Morocco, seen here at the Franco-African summit in Biarritz in November 1994, was hospitalized with bronchial pneumonia Wednesday Oct.25, 1995 in New York where he was attending the United Nations' 50th anniversary celebration. The King, aged 66, was reported in satisfactory condition.
كانت تجمع عبد الحليم حافظ علاقة خاصة بالعاهل المغربي الراحل الحسن الثانيصورة من: AP

ويقول في هذه الأغنية:" يا حسن يا عربي يا نفحة من بيت النبي" كما غنى عبد الحليم لنفس الملك أغنية بعنوان "المغربية". ويتوفر التلفزيون المغربي على وثيقة تلفيزيونيه نادرة، يتحدث فيها عبد الحليم عن علاقته بالملك الحسن، الذي كان حليم يخاطبه باسم "سيدنا" وهو تماما اللفظ الذي يستعمله المغاربة للحديث عن الملك المغربي. كما غنى لدول مثل الكويت والأردن إضافة إلى أغانيه الوطنية لفلسطين.

"الصدق سر حضور العندليب الأسمر اليوم"

في السنوات الأخيرة وفي إطار موجة الأعمال الدرامية التي تتناول سير المشاهير في العالم العربي، كان لعبد الحليم حافظ حظ وافر في هذه الأعمال الدرامية. فظهرت مسلسلات وأفلام ، تم تخصيصها لحياة العندليب الأسمر بشكل خاص كفيلم "حليم"، وهو آخر أفلام الممثل الراحل أحمد زكي. أو كان فيها شخصية رئيسية في حياة فنانين مصريين آخرين كمسلسل السندريلا الذي تناول حياة سعاد حسني، ومثل فيه المغني المصري مدحت صالح دور عبد الحليم.

Der arabische Schauspieler Ahmed Zaki ist am 28.03.05 gestorben
الممثل الراحل أحمد زكي الذي قدم شخصية عبد الحليم حافظ في آخر فيلم له" حليم"صورة من: AP

استمرار عبد حليم حافظ بهذه القوة يطرح التساؤل عن سر استمراره إلى اليوم. الشاعر المصري حلمي سالم يرى أن الصدق هو العنصر الفاصل في هذه الاستمرارية ويقول: "عبد الحليم حافظ ظاهرة تكونت من عدة عوامل: المستوى الرفيع في الكلمات، شعراء كبار كتبوا له، وملحنون عظماء لحنوا له كمحمد عبد الوهاب وكمال الطويل وبليغ حمدي...وصوت عبد الحليم الممتاز. لكنني أظن أن العامل الفارق هو الصدق. لقد كان حليم يستطيع أن يقنعك بما يقوله إقناعا كاملا، سواء أكان عاطفيا أو وطنيا، وهذه النقطة هي التي أعطت القوة للكلمة واللحن وللصوت. هذه التركيبة المربعة هي الخلطة السحرية وراء نجاح عبد الحليم حافظ".

وحسب وجهة نظر الشاعر حلمي سالم: "نَدُر أن تتكرر ظاهرة عبد الحليم حافظ، فبعده ندرت الكلمات الجيدة، وندر اللحن والصوت الجيدين. والأهم ندر الصدق الحقيقي النابع من القلب".

ريم نجمي

مراجعة: عبد الرحمن عثمان

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد