1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

عارضات الأزياء عبر العالم..اختلاف في الذوق والمعايير!

٣١ مايو ٢٠١٢

معايير جمال المرأة تحددها إلى حد ما نخبة مصممي الأزياء في ميلانو ، باريس أو نيويورك عبر مقاييس وصفات معينة، من بينها رشاقة الجسم ونحافته. ولكن هذه المقاييس لم تعد تلقى إعجاب الجميع، فهناك انتقادات كثيرة وآراء مختلفة.

https://p.dw.com/p/154ZS
عالم الموضةصورة من: dapd

مصمم الأزياء "ريكاردو راموس" لم يعد يتحمل المعايير الصارمة المفروضة التي يحددها زملاؤه لعارضات الأزياء، ولهذا قرر الاستقرار في برلين: " لم أعد أطيق طغيان الموضة هذا، لهذا أفضل العيش في برلين، حيث هناك حرية أكثر في اختيار معايير الموضة والعارضات أيضا".

بالنسبة له فإن عواصم الموضة باريس، نيويورك وميلانو تحبذ عارضات الأزياء بمظهر كلاسيكي، معتاد، ممل وبمقاييس جمالية محددة: أي 1.80 في الطول، الخصر لا يجب أن يتعدى 90 سنتمتر، وفي غالب الأحيان تكون العارضات ذات شعر أشقر و بشرة بيضاء وفي سن الشباب. ولكن راموس على عكس ذلك ارتأى أن يختار عارضاته باختلاف نوع العرض و الأزياء التي يقدمها، وليس له مانع أن تعرض تصميماته امرأة في سن 80 إذا كان ذلك مناسبا. فالمهم على حد تعبيره هو أن يكون هناك تنوع وتجديد وابتكار.

نفس الوجوه، نفس المعايير

ولكن هذا التنوع شبه منعدم في منصات عرض الأزياء العالمية، حيث أن الماركات العالمية تفضل استقطاب وجوه معروفة وبمقاييس جمالية محددة، مثال على ذلك شركة الموضة السويدية H&M، التي تستقطب عارضات أزياء بصيت عالمي مثل "كييت موس". وعادة ما ترى نفس الوجوه ونفس العارضات في منصات العرض العالمية الكبرى. وهذا ما تؤكده أيضا "كريستيانه فوغ " رئيسة تحريرالفرع الألماني لمجلة الموضة "Vogue"، حيث ترى أنه: " بالتأكيد هناك اختلاف في أذواق ومعايير الجمال بين الشعوب والدول، ولكن في مجال الموضة وعرض الأزياء تسود المعايير ووسائل العمل نفسها".

Kate Moss
كييت موس: عارضة أزياء حاضرة بقوة في منصات العرض العالميةصورة من: Getty Images

ومن أجل وضع حد لهذه الظاهرة في عالم الموضة، قامت مجلة " Vogue" بمبادرة في هذا الشأن، أطلقت عليها اسم" Heath Initiative"، بسبب الأضرار الصحية التي قد تترتب على سعي العارضات للحصول على بنية جسدية ومعايير جمالية معينة.

مبادرة ضد مرض فقدان الشهية

هذه المبادرة، التي تركز بالأساس على الجانب الصحي تشمل ستة محاور مختلفة. وبالرغم من عدم دقة هذا المحاور إلا أنه من شأنها أن يكون لها تأثير وانعكاسات إيجابية على عالم الموضة والنظرة الضيقة لمعايير الجمال، خاصة بسبب الدعم الذي تلقاه هذه المبادرة من طرف العديد من المحررين والصحفيين من مجلة "Vogue" في مختلف أقطار العالم. فالمحور الخامس من المبادرة مثلا يعبر عن نية المحررين في إحداث تغييرات جذرية في هذا المجال:" سوف نطلب من المصممين أن يعيدوا التفكير في معاييرهم الجمالية ، التي لا تعكس الواقع وعادة ما تعطي الفرصة فقط للعارضات النحيفات بشكل مبالغ فيه." هذه المبالغة لها انعكاسات صحية وخيمة، حيث أن العديد من العارضات يعانين من مرض فقدان الشهية.

Das Titelblatt der deutschen Vogue im Juni 2012
نسخة مجلة " Vogue" لشهر يونيو تطرح فيها سؤال: " ماهي معايير الجمال؟"صورة من: VOGUE Deutschland

عارضة الأزياء السابقة " أندريا ماتياس" نوهت أيضا بهذه المبادرة واعتبرتها " بادرة معقولة". ولكن أندريا التي تدير وكالة لعارضات الأزياء "VIVA" في برلين منذ 20 سنة أشارت من جهة أخرى إلى صعوبة خلق معايير وتوجهات جديدة داخل هذا القطاع:" نحن مرغمون على التأقلم مع المعايير والمقاييس السائدة في باريس، لندن وميلانو." وأما عن مرض فقدان الشهية فتقول أندريا إن العارضات غالبا ما يكن قد اكتسبن ذلك في سن مبكرة، أي عند الطفولة أو في فترة المراهقة وليس عند عملهم في عالم الموضة.

العودة إلى القوام الطبيعي

مجلة الموضة الألمانية " Brigitte" لم تعد تريد ركب هذه الموجة السائدة، وهذا ما يؤكده رئيس التحرير " أندرياس ليبرت" : " غالبا ما كنا نحدث تغييرات على صور العارضات عن طريق الفوتوشوب، خاصة في الثدي والخصر، ولكننا الآن لم نعد بحاجة إلى ذلك." و هذا ما جعل العديد من النساء على حد تعبيره، من مختلف شرائح المجتمع تتهافت على نسخات " Brigitte" منذ بداية 2010، لأنها قريبة من واقعهم المعاش. وبهذا تكون المجلة الألمانية قد أحدثت ثورة صغيرة في هذا المجال. ويقول ليبرت في هذا الصدد:" نحاول الآن الرجوع إلى القوام الطبيعي ، بدل الوجوه الشاحبة والأجسام الضعيفة."

ولكن هذه المبادرة تبقى استثناءا في عالم الموضة. فالمصصم راموس يعتبر ألمانيا رائدة وسباقة في هذا التوجه، الشيء الذي يلحظه أيضا في مجال الإعلانات في ألمانيا، حيث يتم الاستعانة بنساء " عاديات" يتناسبن مع تركيبة المجتمع والصفات الحقيقية للنساء اللاتي تعيشن فيه.

سمات الجمال تختلف بين البلدان

ولكن هذا لا يسري على جميع الدول، فإذا أخذنا مجال الإعلان في أمريكا اللاتينية، فنجد أن صورة النساء المقدمة في الإعلانات الإشهارية تختلف عن الوجه الحقيقي والصفات الحقيقية لعامة النساء في المنطقة، فغالبا ما تجد نساء شقراوات في إعلان لشامبو الشعر أو في وصلة إشهارية لمنتوج جديد، في حين أن غالبية النساء في المنطقة لهم شعر أسود وبشرة سمراء.

Ricardo Ramos
مصمم الأزياء ريكاردو راموس مع إحدى عارضاته.صورة من: Christina Raue

أما في ما يخص أذواق الجمال فيرى المصمم راموس أنها تختلف من منطقة إلى أخرى. ففي إفريقيا وأمريكا اللاتينية على سبيل المثال هناك ولع بالمرأة التي تبرز ملامح جسمها الأنثوي والتي تظهر مفاتنها الجسدية. ويضيف راموس أن في إفريقيا على سبيل المثال "يتم ربط دور المرأة بالدرجة الأولى بدورها كأم تنجب الأطفال" ، هذا في الوقت التي دفعت موجة المرأة ذات المفاتن الكبيرة في أمريكا اللاتينية العديد من البنات المراهقات للقيام بعمليات تكبير الثدي والخصر، " وهذا شيء خطير كما يؤكد مصمم الأزياء " ريكاردو راموس." وتختلف هذه المعايير أيضا في الهند والصين والعالم العربي وغيرها من المناطق الأخرى، ولكن القاسم المشترك يبقى هو أنها معايير، لا تعكس الصفات الحقيقية لغالبية النساء في هذه المناطق.

أمين بنضريف/ تيني فون بوزر

مراجعة:هبة الله إسماعيل

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد