1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

طرق ألمانية صديقة للبيئة ابرز محاور المؤتمر السوري الألماني الأول للعلوم والتقنية

٣ مايو ٢٠٠٧

طرق لا تصدر الضجيج ولا تسبب الأذى للإنسان ومحيطه، هدف تحاول ألمانيا الوصول إليه من خلال قوانين بيئية صارمة. هذا الموضوع شكل أحد محاور المؤتمر السوري الألماني الأول للعلوم والتقنية الذي استضافته دمشق مؤخراً.

https://p.dw.com/p/ALkV
رغم التخطيط ما تزال الكثير من الطرق الألمانية تعاني الازدحام من فترة لأخرىصورة من: AP

أبرز ما تناولته أعمال المؤتمر السوري الألماني الأول للعلوم والتقنية الذي عقد في جامعة دمشق خلال الفترة من 24 ولغاية 26 أبريل/ نيسان 2007 الدور الذي يلعبه الحفاظ على المقومات الطبيعية في تخطيط الطرق على مستوى ألمانيا وإمكانية الاستفادة من التجربة الألمانية على الصعيد السوري.

معروف عن ألمانيا أنها تتمتع بشبكة واسعة من الطرق تتوزع المسؤولية عنها بين البلديات والولايات والاتحاد أو الحكومة الفدرالية في برلين. وإذا قارنا هذا البلد بسوريا نجد أنه يحتاج إلى مثل هذه الشبكة بسبب كبر مساحته وعدد سكانه الذي يصل إلى 82 مليون نسمة مقابل 19 مليوناً في سوريا. ويزيد من الحاجة إليها كون ألمانيا ثالث أهم بلد صناعي في العالم بعد الولايات المتحدة واليابان. كما يمتلك مواطنيها أكثر من 50 مليون سيارة إضافة إلى متطلبات النقل الخاصة بالإنتاج الصناعي. ولا ننسى بأن هذه البلد بحكم موقعه في وسط أوروبا ممر لحركة ترانزيت كثيفة بين شرق وغرب هذه القارة. أما بالنسبة إلى سوريا فإنها تشكل أيضاً ممر هام لحركة الترانزيت بين دول المشرق العربي وأوروبا عبر تركيا، ما يعني حاجتها إلى شبكة طريق واسعة كذلك.

دليل إرشادي ألماني لتخطيط الطرق
T 405, Technische Planung, Unterrichtsraum
غالباً ما يكون التخطيط شيء والواقع شيئ آخرصورة من: DWFZ Berlin

الصناعة وكثرة وسائل النقل وكثافة حركة الترانزيت تجعل من تخطيط الطرق وتنفيذها من الأمور الصعبة في بلد مثل ألمانيا، لاسيما وأن قوانين حماية المياه والبيئة فيها من الأكثر صرامة في العالم إلى درجة المبالغة وفقاً لرأي الكثير من الخبراء. ومن أجل تسهيل عملية التخطيط تم وضع دليل إرشادي يتضمن الأنظمة والقواعد التي ينبغي التقيد بها لتخطيط الطرق حسب نوعها وموقعها وحركة المرور المتوقعة عليها كما يقول البروفسور يواخيم شنايدر، أستاذ قسم هندسة الطرق والمواصلات في جامعة دريسدن التقنية. ويقصد بذلك الطرق الدولية/ الاوتوسترادات والطرق السريعة وطرق المدن والبلدات والقرى. ويضمن التقيد بهذا الدليل على مستوى التخطيط والتنفيذ المؤسسات الرسمية في الولايات وعلى مستوى الاتحاد.

الصداقة للبيئة في مقدمة الاعتبارات

انطلاقاً من أن حماية الطبيعة تحتل مكاناً مركزياً في تخطيط الطرق وتنفيذها على مستوى ألمانيا، فقد تم وضع قانون يدعى "قانون اختبار صداقة البيئة". ومن خلال هذا القانون يمكن تقييم مدى التزام المشاريع المنوي إقامتها بحماية الإنسان والحيوان والتربة والمياه والتراث الحضاري وغير ذلك من مقومات حياتنا. وفي حال تبين بأنها لا تراعي متطلبات الحماية هذه يتم توقيفها إلى أن تتخذ الجهات المعنية قراراً سياسياً بتعديلها كما يذكر البروفسور شنايدير.

Deutschland Verkehr Auto Lärmschutz
نموذج من جدران الوقاية التي تحاط بها الطرق الألمانية للتقليل من ضجيجها على محيطهاصورة من: picture-alliance / Helga Lade Fotoagentur

لنأخذ على سبيل المثال موضوع الضجيج الذي لا يسمح بتجاوزه لقيم معينة تتجاوز حد 57/D/B في النهار و 47 D/B في الليل ( DB اختصار لديسيبل وتعني وحدة قياس الضجيج). وعند تجاوز هذه القيم يجب اتخاذ خطوات لتخفيضها. ويتم ذلك من خلال عدة وسائل مثل بناء حواجز بيتونية أو ترابية. وفي أحيان أخرى يتم يناء جدران شفافة كي لا تتأثر الإضاءة في المنطقة المحمية. وهناك إجراءات تتخذ لحماية الحيوانات البرية من خطر حوادث السير على الطريق. ومن بينها على سبيل المثال إنشاء ممرات عرضية لقطع الطرق في الأماكن المخصصة لها كما يقول البروفسور شنايدر. كما تتم إضاءة الجسور من أجل تجنب اصطدام الطيور المهاجرة بها.

تجنب لوحات الدعاية مهم لتجنب الحوادث

اثبت الدليل الذي يتم تحديثه لمراعاة التطورات البيئية والقانونية نجاحه في الحد من مخاطر الطرق على الإنسان وبيئته. ففي عام 2005 مثلاً تراجع عدد معدل حوادث المرور في ألمانيا إلى 25 بالمئة عما كان عليه الحال عام 1970 وفقاً لما ذكره البروفسور شنايدر. ويرى البروفسور بأن كثرة الإرشادات المرورية على الطرق وتقليل أو منع اللوحات الدعائية عليها أحد أبرز العوامل التي تقلل من حوادث السير وعدد الضحايا. فاللوحات الدعائية على الطرق تثير انتباه السائق مما يعرضه والمسافرين معه للخطر وخاصة على الطرق السريعة. وعليه فإن المرء لا يجد دعايات على الاوتوسترادات الألمانية كما هو عليه الحال في سوريا وبلدان أخرى.

فرصة لتعزيز التعاون البيئي السوري الألماني

المؤتمر السوري الألماني الذي نظمته نقابة المهندسين السوريين ورابطة المغتربين السوريين بالتعاون مع جامعة دمشق وجهات أخرى شكل فرصة لتعزيز العمل العلمي المشترك بين الجانبين. وفي هذا الإطار تم التركيز على الدور الذي يلعبه المغتربين السوريين المقيمين، لا سيما العاملين في المجالات الهندسية والبيئية. وهو الأمر الذي أكد عليه الدكتور هلال الأطرش وزير الإدارة المحلية والبيئة في سوريا إذ قال: " نريد تعميق العلاقة بين خريجي الجامعات الألمانية المقيمين في سوريا وبين زملائهم والجامعات التي درسوا فيها في ألمانيا. كما نريد دعم العمل المشترك بين البلدين في مجال الإدارة المحلية عن طريق تقديم الخبرة والمشورة في المجالات العلمية والفنية". أما البروفسور هاينس نويمان، رئيس جامعة درسدن التقنية فيرى في المؤتمر بداية لسلسلة مؤتمرات من شأنها تعزي التعاون السوري الألماني في مجال الحفاظ على البيئة ومقوماتها.

عفراء محمد- كاتبة سورية

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد