1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

ضباب الربيع العربي يحجب الصراع الفلسطيني الإسرائيلي

ملهم الملائكة ٨ أكتوبر ٢٠١٢

العنف المتصاعد بين إسرائيل وفصائل فلسطينية في غزة لم يجد له صدى في الإعلام العربي الذي اهتم بتطورات الوضع في سوريا وبإعادة انتخاب شافيز رئيسا لفنزويلا. هل تراجع الصراع الفلسطيني الإسرائيلي عن أولويات الأنظمة العربية؟

https://p.dw.com/p/16MR3
epa02575403 Anti-government protesters react before the statement of Egyptian President Hosni Mubarak, in Tahrir Square, Cairo, Egypt, 10 February 2011. Anti-government protesters reacted furiously at Egyptian President Hosny Mubarak_s refusal to step down. Some of the protesters gathered in Cairo_s central Tahrir Square brandished their shoes - a serious insult in the Muslim world - while others shouted 'Get out!' and 'Down, down Hosni Mubarak.' In a televised speech, Mubarak acknowledged that his government had made mistakes and expressed sorrow for the victims of the 17-day protests. And while he announced he was transferring some powers to Vice President Omar Suleiman and reiterated he would not stand in September elections, he fell short of resigning immediately and refused to lift the state of emergency. Analysts said they feared that Mubarak_s stance might lead to further violence in the streets of Egypt. EPA/FELIPE TRUEBA
صورة من: picture-alliance/dpa

أطلقت حركتا حماس والجهاد الإسلامي (الاثنين 08 أكتوبر/تشرين أول 2012 ) عشرات القذائف الصاروخية على جنوب إسرائيل التي ردت بقصف مدفعي كثيف على قطاع غزة. الطرفان تبادلا الاتهامات بشأن مسؤولية هذا التصعيد. الملفت للنظر، أنّ الإعلام العربي لم يعد يسلط الضوء على أعمال العنف المتكررة بين الجانبين.

ولا يختلف اثنان في أنّ الاهتمام العربي الرسمي والشعبي ينصب اليوم على مساحات التغيير الكبرى التي حلت بالمنطقة ضمن مناخ بات يعرف بالربيع العربي. ويتجلى هذا بوضوح في أجندات اجتماعات الجامعة العربية واللجان المتفرعة عنها. الأنظمة السياسية العربية مهتمة اليوم بحماية وجودها، والى ذلك أشار الصحفي الفلسطيني أكرم عطا الله الكاتب في جريدة الأيام متحدثا إلى DW عربية من غزة، ومبينا أن " الأنظمة الحاكمة في العالم العربي تبحث عن أولويات استقرار حكمها، قبل أن تبحث في القضية الفلسطينية".

"تراجع القضية الفلسطينية"

وفي معرض حديثه عن تحولات الربيع العربي على مدى عامين أشار عطا الله إلى أن الأنظمة العربية في البداية أحتمت بالقضية الفلسطينية إلى درجة أنها حملت ملف الاستيطان الإسرائيلي إلى الأمم المتحدة. لكن سنة 2012 شهدت توجهات أخرى لأنظمة الربيع العربي.

تراجع القضية الفلسطينية في أولويات الدول العربية قد يخلق حالة إحباط لدى الفلسطينيين، وهذا يمكن أن يفسّر ذهاب رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس إلى الأمم المتحدة ليطلب لفلسطين سمة دولة غير عضو في الأمم المتحدة كما أشار الكاتب أكرم عطا الله .

Abbas und Mofas Archivbild 2005
محمود عباس ينظر الى خرائط يعرضها وزير الدفاع الاسرائيلي السابق شاؤول موفاز عام 2005صورة من: picture-alliance/dpa

"تحول قضية الشرق الأوسط إلى صراع محلي"

فلسطينيا ، يلحظ المراقب أن حماس أوقفت عمل اللجنة المركزية للانتخابات الفلسطينية في غزة ، وهي تراهن على نتائج الربيع العربي الذي أوصل حلفاءها من الأخوان المسلمين إلى السلطة في مصر. ويرى بعض المراقبين أن تراجع الاهتمام العربي عما يسمى بقضية الشرق الأوسط يحتمل أن يدفع الفلسطينيين إلى البحث عن تحالفات إقليمية بديلة عن العرب وتحديدا تركيا وإيران، وهنا ينبه الصحفي أكرم عطل إلى ضرورة التمييز بين نظامي حماس وفتح في ملف التحالفات مبينا" أن حماس الخارج ابتعدت في تحالفاتها عن إيران، أما حماس الداخل فما زالت علاقتها قوية بإيران، وقد كان محمود الزهار في طهران في الشهر الماضي"، في المقابل فإن " السلطة الفلسطينية في رام الله تسعى إلى أن تبقى خارج المحاور وهذه سياسة أبو مازن".

"الحكومات العربية لم تكن صادقة لحل القضية الفلسطينية"

يرى بعض خبراء الشرق الأوسط أن الصراع قد تحول من إسرائيلي عربي إلى إسرائيلي فلسطيني بعد ثورات الربيع العربي وهذا يضيّق مساحة الأزمة وقد يفتح أفق حلها. لكن الدبلوماسي الإسرائيلي ايلي افيدار رئيس منتدى الشرق الأوسط الحكيم وفي حديثه من تل أبيب إلى DW عربية اختلف مع هذا الرأي مشيرا إلى أن إسرائيل كانت دائما تنظر إلى النزاع على أنه إسرائيلي فلسطيني، ولم يكن هناك- على سبيل المثال صراعا مع تونس أو السعودية .

أفيدار ذهب إلى أن الربيع العربي غيّر الاهتمام والتركيز في الجانب العربي، حيث "أن أغلب الحكومات العربية وحسب رأيي الشخصي كانت تستغل الموضوع الفلسطيني لحكم شعوبها، ولم تكن تمتلك نية صادقة لحل المشكلة الفلسطينية". الدبلوماسي الإسرائيلي ذكّر بما حدث سنة 2000، حين ذهب ياسر عرفات إلى كامب ديفيد للتوصل إلى حل سلمي للصراع " ولم يؤيده حاكم عربي واحد في أن يوقّّع على حل السلام مع إسرائيل".

Bildgalerie Arafat Handschlag zum Oslo-Abkommen
ياسر عرفات يصافح اسحاق رابين وبينهما الرئيس الامريكي بيل كلينتون في اوسولو سنة 1993صورة من: AP

"لم تعد إسرائيل شماعة الأنظمة العربية"

ويعتبر كثير من الخبراء والمختصين بقضايا المنطقة أن إسرائيل هي شمّاعة طالما علقت عليها الأنظمة العربية مشكلاتها، والى ذلك ذهب ايلي افيدار، لكنه عاد مستدركا أنه لم تعد أية أهمية لهذه الشماعة بعد الربيع العربي "فهي لن تحل مشكلة المصري الذي لا يستطيع أن يزوّج بناته لأنه لا يملك مهورهن، وهي لن تحل مشاكل العائلات التي لا يجد أولادها شغلا، وشماعة إسرائيل لن تحل مشكلة الفساد ولا سرقة أموال الشعوب". ونبّه الدبلوماسي أفيدار إلى أن كل دولة عربية مشغولة اليوم بمشاكلها، "والدولة التي لا تركز على مشاكلها فإن الشعب لن يدعها في مكانها".

قد يرى البعض أن تراجع الدعم العربي للفلسطينيين يمكن أن يعجّل في حل صراعهم مع إسرائيل، ويصف أفيدار هذا الوضع بأنه "يضع على الطرف الفلسطيني مسؤولية اكبر لحل مشكلته بنفسه".

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد