1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

صناعات الأدوية الالمانية أمام تحديات خطيرة

يعتبر قطاع صناعة الادوية والمستحضرات الطبية من أكثر القطاعات الصناعية حساسية وخطورة، فخطأ واحد في منتجات احدى الشركات قد يعرض وجودها بالكامل الى الخطر. وهذا ما يفسر الصراع الشرس بين شركات هذا القطاع.

https://p.dw.com/p/6Y8h
قبل أن يقع المحظور !!صورة من: Bilderbox

شهدت السوق العالمية لصناعة الادوية تغيرات دراماتيكية في العقدين الاخيرين. ويرجع ذلك الى عدة عوامل اهمها اندماج عدد من الشركات الكبرى العاملة في هذا القطاع اضافة الى الأهمية القصوى التي تتمتع بها سوق صناعة الادوية والمستحضرات الطبية في الولايات المتحدة الامريكية. أما الخاسر الأكبر في هذا القطاع فهي الشركات الالمانية التي كانت تعرف في الثمانينات بـ "صيدلية العالم". وحسب بيانات وكالة أنباء رويترز كانت شركتا "باير" و "هوكست" الالمانيتين العملاقتين اكبر شركات العالم من حيث حجم مبيعاتها للادوية المباعة وفقا لوصفة طبية، أما اليوم فلم نعد نجد اية شركة ألمانية ضمن قائمة أكبر عشر شركات في صناعة الادوية. وتحتل كل من شركة "بفايزر" الامريكية و"جلاكسوسميث كلاين" البريطانية المراكز الاولى في القائمة.

Lipobay von Bayer
منتجات شركة باير الالمانيةصورة من: AP

وتعلل انغرد مولنيكل من مجلة "ك م ا " الطبية المتخصصة اسباب تراجع ألمانيا بالقول: "المانيا غفلت عن مواكبة التطورات المتسارعة في هذا القطاع ولذلك خسرت من مكانتها العالمية بشكل واضح." واعتبرت مولنيكل أن ضعف الاستثمارات في مجال البحث والتطوير مقارنة بالولايات المتحدة الامريكية كان له الاثر الاكبر في وصول الحال على ما هو عليه الآن. وعلى ضوء ذلك قلما نجد منتجات جديدة وجذابة في قائمة منتجات الشركات الالمانية.

توسع أفقي متسارع

لقد كان لنباهة وحنكة الشركات العالمية الكبرى فيما يتعلق بالاندامج مع شركات أخرى أو ابتلاع الشركات الاصغر حجما الاثر الأكبر في ظهورشركات عملاقة في هذا القطاع. ففي عام 2000 قامت شركة "بفايزر" بابتلاع منافستها شركة "وورنر لامبيرت" وبعد سنتين فقط قامت أيضا بشراء شركة "فارمسيا". واليوم تحتل شركة "بفايزر" بلا منازع المركز الاول في قائمة أضخم عشر شركات في العالم في مجال صناعة الادوية والمستحضرات الطبية، بعدما كانت في عام 1993 تحتل المركز السابع فقط. أما فيما يتعلق بالعملاقة "جلاكسوسميث كلاين" فان اسمها المركب يشير الى ثمرة اندماج ثلاث شركات ناجحة في هذا القطاع.

Bayer Aspirin
الاسبرين ـ ماركة تجارية لشركة بايرصورة من: AP

وفي ألمانيا لم يعد أحد يتذكر اسم شركة "هوكست" العملاقة التي كانت تمثل فخر الصناعة الالمانية في مجال الادوية. ففي عام 1999 اندمجت "هوكست" مع شركة "رون بولينس" الفرنسية، معلنة ولادة شركة "آفينتيس" الالمانية الفرنسية المشتركة. الا انها لم تعمر طويلا، ففي 2004 تم ابتلاع "آفينتيس" من قبل العملاقة "سانوفي سينتيلابو" الفرنسية، الامر الذي يعني ذوبان "هوكست" الالمانية في الشركة الفرنسية بالكامل. واليوم تعتبر "سانوفي سينتيلابو" رابع أكبر شركة في العالم في مجال صناعة الادوية والعقاقير الطبية، في حين أصبح أسم "هوكست" في عداد الماضي.

الاندماج يعني تقليص النفقات

لعل التكاليف الباهظة الناجمة عن عمليات التسويق والابحاث هي التي تجبر الشركات على الاندماج فيما بينها. وحسب توماس كاوتس، مدير مركز الاستشارات الاقتصادية "ميرسر"، تقدر التكاليف الناجمة فقط عن تسويق أحد الادوية الجديدة في السوق العالمية بالمليارات، ناهيك عن المليارات التي تم انفاقها على انتاج وتطوير هذا الدواء اصلا.

Aventis und Sanofi
شركة آفينتيس التي التي تم شراءها من قبل سانوفي الفرنسية

هذه التكاليف تشكل حتى للشركات الضخمة عقبة كبيرة أمام تطورها واحتفاظها بقدراتها التنافسية، لا سيما وأن عددا محدودا من المنتجات يتمكن من تجاوز الاختبارات والفحوصات المخبرية الاوروبية والامريكية قبل أن تصبح اسما لامعا وماركة مسجلة في عالم صناعة العقاقير الطبية. شركة "بفايزر" على سبيل المثال قامت بابتكار دواء مُميّع الدم "ليبتور" الذي يدر على الشركة 10 مليارات دولار سنويا. وتملك الشركة حوالي عشرة أصناف أدوية من ضمن قائمة الاصناف المعروفة عالميا ومن بينها منتج "الفياغرا".

نكسات الشركات الالمانية في السوق العربية

كان للدراسة التي اصدرتها منظمة بوكو (BUKO)، احدى المنظمات المعنية بالأدوية في دول العالم الثالث، صدى واسعا في الاوساط الطبية العربية.فقد بينت هذه الدراسة التي كشف عنها النقاب في بداية العام الحالي أن عددا من شركات الادوية الالمانية تصدّر الى دول العالم الثالث عقاقير غير مطابقة للمواصفات الطبية، كما أن المواد الداخلة في تركيب بعض منتجاتها محرمة دوليا أو محظور استخدامها في ألمانيا لتسببها في أعراض جانبية خطيرة على الانسان. وأضافت هذه الدراسة أن 40% من الشركات التي تم متابعة أنشطتها في دول العالم الثالث تصدر أدوية وعقاقير طبية لم يعد تداولها مسموحا به في ألمانيا نفسها. ومن بين هذه الشركات الالمانية شركة "بورينجر انغلهايم" وكذلك العملاقة باير في ليفركوزن التي تسوق أدوية لعلاج الحساسية تحتوي على مادة أنسيدال، وهي عبارة عن مادة تؤدي الى تغير في تركيب الدم، مما حدى بالسلطات الالمانية الى منعها عام 1998. وقد كان لهذه الدراسة وغيرها أثرا سلبيا كبيرا على سمعة الشركات الالمانية وحجم مبيعاتها في دول العالم الثالث.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد