1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

شيرين عبادي لـDW: لا يمكن لطهران إسكات الجياع للأبد

٥ يناير ٢٠١٨

طغت الاحتجاجات المناهضة للحكومة في إيران على عناوين الصحف العالمية خلال الأيام الماضية.في مقابلة مع DW، حثّت شيرين عبادي، الحائزة على جائزة نوبل، الإيرانيين للضغط على طهران سلمياً لإجراء استفتاء حول مستقبلهم السياسي.

https://p.dw.com/p/2qPIV
Proteste im Iran
صورة من: dolatebahar

لفتت الاضطرابات التي شهدتها إيران في الأيام الأخيرة انتباه العالم إلى الوضع في ظل الحكم الديني الاستبدادي. وقد لقي ما لا يقل عن 21 شخص حتفهم، كما اعتقل المئات منذ بدء الاحتجاجات في( 28 كانون الأول/ديسمبر 2017 )، حيث تحولت الاحتجاجات حول المشاكل الاقتصادية إلى موجة غضب ضد النظام، أدت إلى هجمات على مبانٍ حكومية ومراكز للشرطة.

وقد رصت المؤسسة السياسية الإيرانية صفوفها ضد الاضطرابات، بل حتى الإصلاحيون أخذوا يدينون العنف. وشددت السلطة، وعلى راسها المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي، على أن الاحتجاجات تدار من خارج البلاد.

وأعلنت الحكومة أنها وضعت حداً لـ"الفتنة"، وشهد يوم الخميس مسيرات ضخمة مؤيدة للحكومة ووجوداً مكثّفاً للشرطة في جميع أنحاء البلاد.

وفي الوقت نفسه، تم حظر تطبيقي المراسلة الفورية وتبادل الصور، تلغرام وإنستاغرام، على الهواتف المحمولة، وذلك بعد حجبهما بسرعة عند بدء الاحتجاجات.
ويعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعاً طارئاً يوم الجمعة لبحث موجة الاحتجاجات في إيران، بناء على طلب من الولايات المتحدة الامريكية.

 DW، حاورت الناشطة الحقوقية الايرانية شيرين عبادي، الحائزة على جائزة نوبل للسلام عن المظاهرات وعملية الإصلاح السياسي في إيران وسالتها: يبدو أن الاحتجاجات المناهضة للحكومة في إيران قد تضاءلت بسبب الوجود الكبير لقوات الأمن في كل مكان. هل تعتقدين أنه يمكن أن تتطور هذه الاحتجاجات إلى حركة أكبر؟

شيرين عبادي: إن وجود الشعب الإيراني في شوارع البلاد مدعوم بالحقوق المكفولة لهم بموجب دستور إيران. ووفقاً للدستور، فإن المسيرات والتجمعات لا تحتاج للإذن. لكن الحكومة الإيرانية تجاهلت دائماً حقوق الشعب، وفي الوقت الراهن، فقد قلّت أعداد الناس في الشوارع بسبب القمع والعنف من قبل الحكومة.

ولكن يجب أن أقول إنه في المدن الصغيرة، لا يزال الناس يتظاهرون في الشوارع، وحتى أولئك الذين عادوا إلى بيوتهم سيعودون إلى الشوارع مرة أخرى، في وقت ليس ببعيد، وسوف يصرخون علناً أنهم عاطلون عن العمل وجائعون ويفتقرون لأية آفاق اقتصادية. لا يمكن للحكومة إسكات الجوع إلى الأبد، ويجب عليها أن تسمع الشعب.

-   لم تتعاون الغالبية العظمى من المجتمع مع المتظاهرين المناهضين للحكومة. بقيت الطبقة المتوسطة بعيدة ولا تزال متشككة. لماذا؟

لقد دعمت الطبقة الوسطى الاحتجاجات بطريقتها الخاصة. لكن القيادة السياسية ليست بيد الطبقة الوسطى، ولا حتى بيد النخب الاقتصادية.
ودعمت النخب الاحتجاجات من خلال نشر بيان، حيث أصدر المدافعون عن حقوق الإنسان والمحامون والكُتاب بيانات دعم للمتظاهرين. وأعرب بعض الفنانين أيضاً عن دعمهم. ولكن لا تنسي أن الانتفاضة الشعبية كانت مكثفة هذه المرة، لأن الناس الذين يحتجون في الشوارع لم يكن لديهم شيء يخسرونه. وفي المقابل، الناس الذين لديهم ما يخسرونه هم أكثر حذراً دائماً. الطبقة الوسطى ليست جائعة مثل الناس الذين ينزلون إلى الشوارع. لكنها أيضاً أيدت الاحتجاجات.

Italien Shirin Ebadi in Turin
المحامية الإيرانية شيرين عبادي الحائزة على جائزة نوبل للسلامصورة من: picture-alliance/Pacific Press/M. Ferraro

-   في إيران، يبدو أن معظم الناس غير راضين عن الوضع الراهن، لكن الكثيرين يقولون إنهم لا يرون بديلاً عن الوضع السياسي الحالي. بصفتكِ ناشطة في مجال حقوق الإنسان، ما هي وجهة نظرك حول الخطوات الأولى التي يجب على الحكومة اتباعها لإصلاح النظام السياسي؟

هناك مطالب واضحة، فالشعب الإيراني يريد إجراء استفتاء بحرّية وتحت رعاية الأمم المتحدة للتعبير عن مطالبه وتحديد نوع الحكومة التي يريدها. من الطبيعي أن الحكومة لم تعر أي اهتمام لمطلب الاستفتاء حتى الآن. ولكن يجب على الناس أن يرسلوا مطالبهم سلمياً من خلال المشاركة في نضال مدني والضغط على الحكومة لإجراء تصويت، وتنفيذ إرادة الشعب.

نصيحتي للشعب هي تجنب العنف، ولكن استخدام حقوقهم القانونية والضغط على الحكومة. على سبيل المثال، إذا كان لديهم أموال في البنك، يجب عليهم سحبها. ومن شأن مثل هذا التحرك أن يضر باقتصادات مصارف الدولة ويوصلها إلى حافة الإفلاس. أو عدم الدفع مقابل الماء والغاز والخدمات العامة، وعدم دفع الضرائب للضغط على الحكومة اقتصادياً. هذا النوع من الاحتجاجات غير العنيفة لا تشكل خطراً، فلا أحد يُقتل أو يُلقى القبض عليه، ولكن الحكومة تتعرض لضغوط وتُجبر على الاستجابة لإرادة الشعب.

شيرين عبادي، محامية إيرانية، قاضية سابقة وناشطة في مجال حقوق الإنسان. وحصلت على جائزة نوبل للسلام في عام 2003، لمساهمتها في الديمقراطية وحقوق الإنسان.

أجرت المقابلة شبنام فون هاينDW

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد