شركتان ألمانيتان تفوزان بصفقة بناء مسجد ضخم في الجــزائر

في أول زيارة رسمية لها للجزائر بحثت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل مع عدد من المسؤولين السياسيين وممثلي القطاعات الاقتصادية فرص التعاون الثنائي في مختلف المجالات الاقتصادية. وفي هذا الإطار أبدت ميركل اهتمام بلادها في أن تصبح الجزائر شريكا يعول عليه في مجال الغاز، وذلك في إطار سعي برلين إلى تنويع مصادر إمدادات الطاقة. وأعربت ميركل في الوقت نفسه عن استعداد بلادها لمساعدة الجزائر في تطوير إمكانياتها في قطاع الطاقة الشمسية. يذكر أن حجم المبادلات التجارية بين البلدين بلغت 2.7 مليار يورو في نهاية 2006.

وفي إطار سلسلة الصفقات والاتفاقيات التجارية التي يتم إبرامها بين البلدين من المنتظر أن توقع المستشارة ميركل اليوم على مشروع ضخم لبناء "مسجد الجزائر الأعظم" الذي فازت بصفقة بنائه شركتان ألمانيتان من ولاية هيسن. وتجدر الإشارة إلى أن المسجد المذكور الذي سيتسع لـ 120 ألف مصل تبلغ تكلفة بناءه الإجمالية نحو 800 مليون يورو، كما سيبلغ علو مئذنته 300 مترا لتصبح الأعلى في العالم.

مسجد يمزج بين الأصالة والمعاصرة

وفاز مكتب الهندسة الألماني "كريبس أونت كيفر" ومقره مدينة دارمشات، إلى جانب مكتب الهندسة المعمارية (إنغل و تسيمرمان) من مدينة فرانكفورت، بصفقة بناء المسجد الذي سيتجاوز علو مئذنته مئذنة مسجد الحسن الثاني في مدينة الدار البيضاء المغربية. وفي تصريح له لموقع قناة التلفزيون الألمانية الأولى ARD قال أحد العاملين في مكتب الهندسة الفائز بالصفقة، إيرغ فيشر، أن المسجد سيمتد على مساحة 220000 متر مربع.

ومن العوامل التي ساعدت مكتبي الهندسة الألمانيين على الفوز بالصفقة، أنهما ركزا في تصميمهما على مواد بناء صلبة مقاومة للتلف كالإسمنت المسلح ما سيجعل هذا المعلم المعماري الضخم قادرا على الصمود لقرون طويلة، وفقا لتقرير مراسل قناة إيه أر دي في المغرب العربي. لكن البناية لن تخلو على الرغم من ذلك من طابع هندسي عصري، إذ أنها ستضم عددا من التصاميم الزجاجية. كما أن هندسة البناية الضخمة توفق في تصميماتها بين فن العمارة الجزائري الأصيل وفن العمارة الحديث.

فرص استثمار جيدة للشركات الألمانية

يجسد فوز مكتبي الهندسة الألمانيين بصفقة المشروع المذكور مدى الاهتمام المتزايد الذي بدأت توليه الشركات الألمانية بتعزيز شراكات اقتصادية مع الجزائر والاستفادة من ديناميكية الاقتصاد الجزائري. وفي هذا الصدد يقول الخبير الألماني في الشؤون الجزائرية فيرنر روف، في حديثه مع موقع قناة إيه أر دي، إن الجزائر تمتلك حاليا سيولة نقدية ضخمة من العملة الصعبة جنتها من عوائد صادرات النفط والغاز. وهذا الأمر أخذ يحظى باهتمام الشركات الألمانية التي ترغب في دخول السوق الجزائرية التي تشهد انتعاشا اقتصاديا ملحوظا. تجدر الإشارة إلى أن عدد الشركات الألمانية العاملة في الجزائر في مجالات استخراج ومعالجة الغاز الطبيعي والمشاريع الإنشائية تزايد في السنوات الأخيرة بشكل كبير.