1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

شبح الأزمة المالية يخيم على السياحة عبر أهم المطارات الأوروبية

إبراهيم محمد- تونس ١٦ نوفمبر ٢٠٠٨

بدأ تأثير الأزمة المالية العالمية السلبي على حركة السياحة عبر الأطلسي بالظهور، حيث يبدو ذلك جليا من خلال بطء الحركة عبر مطارات أوروبية كبرى مثل فرانكفورت وشارل ديغول، وفقا لمشاهدات الزميل إبراهيم محمد خلال توجهه إلى تونس

https://p.dw.com/p/Fux9
الأزمة المالية العالمية أخذت تطال حركة السياحة والرحلات الجوية بشكل ملحوظصورة من: AP

بدا مطار فرانكفورت الألماني هادئا على غير العادة قبل ظهر هذا اليوم (الخميس الواقع في 13 نوفمبر/ تشرين الثاني 2008). موظف المطار قال بأنه لم يشهد من قبل مثل هذا الهدوء في محطة انتظار ركاب الطائرات المتوجهة إلى مختلف أنحاء العالم، انطلاقا من الرصيف الثاني للمطار الذي يعد أحد اكبر المطارات العالمية. "إنها الأزمة المالية التي انعكست بشكل سلبي واضح على قطاع السفر وخاصة عبر الأطلسي"، يقول الموظف الذي دخل عامه الخامس في قسم الاستعلامات في المطار. ويضيف: "قسم كبير من الأمريكان والكنديين يجوب أوروبا عبر مطار فرانكفورت، لكن على ضوء الأزمة المالية التي أثقلت كاهلهم وجعلت جيوبهم خالية، فإن القلائل منهم يأتون حاليا".

هذا الأمر لا يخيف فقط قطاعات السفر والفنادق والمطاعم من تراجع مبيعاتها، بل وأيضا موظفي المطار الذين قد يفقد بعضهم عمله إذا استمر الهدوء هنا لفترة طويلة، حسب تعبير موظفة تقوم بإرشاد المسافرين إلى بوابات سفرهم. وتروي الموظفة المذكورة أن المسافرين كانوا يصطفون طوابير للحصول على المعلومات، أما اليوم فإن دقائق فد تمتد إلى ربع الساعة أو أكثر تفصل بين سائل وآخر، "أمر جيد من ناحية حيث ضغط العمل أقل، ولكن على العكس من ذلك بالنسبة لمستقبل الوظيفة"، علقت الموظفة بابتسامة مع تقطيبة حاجب تنم عن قلق واضح.

باريس أقل تأثرا من بقية المدن الفرنسية

Streik bei Lufthansa Töchtern Cityline und Eurowings
حركات المسافرين بشكل عام عبر المطارات الأوربية أخذت تشهد انخفاضا في ضوء أزمة أسواق المالصورة من: picture-alliance/dpa

هدوء مطار فرانكفزرت ترك أثره على متن طائرة ايرفرانس المتجهة إلى باريس. فقد كانت الطائرة الكبيرة شبه فارغة بسبب قلة المسافرين. وفي مطار شارك ديغول الباريسي كان الوضع أكثر حيوية. بدأ ذلك واضحا في الممرات التي كانت حركتها أكثف من مثيلتها في فرانكفورت.

لكن المسافرين عبر المطار إلى تراجع كذلك وخاصة من شمال أمريكا حسب تعبير موظفة تحدثت الإنجليزية بصعوبة تخللتها كلمات بلهجة جزائرية. "أنت تعرف أن باريس ليست فرانكفورت"، ففي الأخيرة يمر غالبا رجال الأعمال والسياح، أما باريس فهي قبلة لهؤلاء ولأولئك الناشطين والمهتمين في الثقافة والفنون واللقاءات الدولية على اختلافها.

وإذا كانت باريس بحكم موقعها كقبلة للسياحة العالمية في وضع جيد عموما، فإن حال فرنسا ليست كعاصمتها. ففي الكثير من المدن الأخرى والمناطق الصناعية زاد تراجع الطلب من سوء المزاج العام الذي هو سيء بالأساس بسبب ارتفاع نسبة البطالة، حسب تعبير مهندس فرنسي وجد عملا في ليبيا بعدما فقط وظيفته في مصنع لإنتاج تجهيرات محطات الطاقة الكهربائية.

المهاجرون يخففون من وطأة الأزمة على تونس

Confederations Cup 2005: Deutschland - Tunesien, 3. Spieltag, deutsche und tunesische Fans
ارتباط المغتربين التونسيين بوطنهم الأم يخفف على بلادهم وطأة أزماتهاصورة من: AP

على متن طائرة ايرفرانس المتجهة إلى تونس كانت معظم الأمكنة مشغولة، لكن ليس بالسياح على غير العادة. كانت غالبية الركاب من مهاجرين توانسة أو من أصول تونسية. وقد اتضح ذلك من خلال حديثهم الذي طغت عليه اللهجة المحلية.

شابة تونسية ذكرت بأن أقرباء لها قلقون من تراجع نزلاء فندقهم الذي يشكل مصدر دخلهم. "كان معظم نزلاء الفندق من الانجليز الذين كفوا عن المجيء حاليا، لأن الأزمة العقارية أصابت بريطانيا ومعها الكثير من مواطنيها بقسوة". عليا محظوظة كما تقول، لأنها فضلت العمل في المجال الطبي على تولي وظيفة في الفندق قبل خمس سنوات. غير أنها رغم ذلك متفائلة بانفراج الوضع مطلع صيف العام القادم مثلها مثل خبراء ومراقبين كثر. عليا مهاجرة من أصل تونسي تتردد على بلدها الأصلي كل شهر إلى شهرين. وحال عليا هذا هو حال مئات الآلاف من مهاجرين آخرين تخفف زياراتهم من الانعكاسات السلبية للأزمة على بلد يعتمد إلى حد كبير على السياحة مثل تونس.

وفي الوقت الذي كانت فيه مستغرقة بالحديث عن أسباب توقعاتها، طغى صوت المضيفة التي أعلنت بدء الهبوط باتجاه مطار تونس قرطاج الدولي. عندها توقف الحديث عن الأزمة، أما أنا فقد حاولت استرجاع ما تعلمته عن تونس الخضراء في المدرسة، وما سمعته عنها من الحكواتيين الشعبيين الدمشقيين من قصص ما تزال محفورة في الذاكرة، لاسيما وأنني أزورها للمرة الأولى. وعلى ذكر القصص، طبعا اجتاحت ذاكرتي سيرة بني هلال وبطولاتهم كما يرويها حكواتي مطعم النوفرة الشامي شرق الجامع الأموي وسط دمشق القديمة.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد