1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

سهر ومرح وأرجيلة – متعة النساء خلال ليالي عمّان الرمضانية

١١ أغسطس ٢٠١١

فيما يقابل تدخين المرأة للأرجيلة علنا في بعض المجتمعات العربية بالرفض، يقبل عدد كبير من النساء في العاصمة الأردنية في رمضان على السهر والتدخين. وخبير يصف هذه الظاهرة بتطور نمط الحياة والتغييرات الطارئة على المجتمع.

https://p.dw.com/p/12Dgi
صورة من: Fotolia/Arkady Chubykin

من الطبيعي جدا في الأردن هذه الأيام رؤية فتاة، محجبة أو غير محجبة، تجلس في مقاهي العاصمة عمان وتدخن الأرجيلة (الشيشة) التي أصبحت من الطقوس المفضلة لدى الآنسات والسيدات وبخاصة في شهر رمضان. ناهد محمد ،المحجبة، ونورا القواسمي ،غير المحجبة، وغيرهن كثيرات يداومن على الذهاب إلى المقاهي مع الصديقات لتكون الأرجيلة أول مطلب لهن في المقهى حيث "يضفي عطر معسل الأرجيلة متعة خاصة على الحوارات والأحاديث".

ويتميز شهر رمضان هذا العام في الأردن بازدياد عدد الفتيات المحجبات اللواتي يرتدن الخيام الرمضانية والمقاهي. وتقول الشابة المحجبة ناهد محمد في حوار مع دويتشه فيله: "الحجاب لا يمنع الفتاة من ممارسة نشاطاتها الاجتماعية والحياتية بأي شكل من الأشكال ولا يتسبب لها بأي حرج حتى إذا خرجت للسهر مع صديقات يدخن الأرجيلة".

"للمحجبة أيضا الحق في السهر والترويح عن النفس"

وتؤكد ناهد على أن لكل واحدة من صديقاتها الحرية في تناول ما تريد وممارسة ما تريد ولكن عليها "احترام حجابها وممارسة نشاطاتها بطريقة ملتزمة تضمن عدم الإساءة لها ولحجابها". وتصف نظرة المجتمع للفتاة المحجبة ب"الظالمة" وبأنها "تحرم عليها ممارسة بعض نشاطاتها التي هي من حقها كسائر الفتيات وذلك بحجة أنها محجبة".

Leute sitzen in einem Restaurant in Amman FLASH Galerie
نساء وفتيات، محجبات وغير محجبات يسهرن ويمرحن في أحد مقاهي العاصمة الأردنية خلال شهر رمضانصورة من: DW/Anaswah

وحول سماح الأهالي للفتيات بالخروج في وقت متأخر من الليل خاصة في شهر رمضان تقول ناهد إن "نمط الحياة خلال هذا الشهر مختلف عن سائره"، نظرا لأن "الناس يخرجون إلى الشوارع عقب الإفطار وتكثر السهرات الرمضانية التي تستمر حتى وقت السحور وتبقى الشوارع تعج بالحياة وآمنة حتى ذلك الوقت". وتضيف ناهد أن خروج الفتاة والسهر مع صديقاتها يختلف من عائلة إلى أخرى ويعتمد بالدرجة الأولى على ثقافة الأهل والبيئة المحيطة بهم. و تفسر ناهد ارتياد المقاهي وتدخين الأرجيلة بأنه من مستجدات الموضة في المجتمع المتحضر، بحيث تقول إن الخروج والسهر أصبح "في المدن نمطا مألوفا"، فيما يختلف الأمر في "القرى والأرياف التي تحكمها العادات والتقاليد أكثر من أي مكان آخر".

"نسبة ارتياد الفتيات للمقاهي تتجاوز نسبة الشبان"

Khaled All Masri
خالد المصري، صاحب مقهى ومطعم في عمان، يؤكد أن النساء تشكل نسبة كبيرة من حرفائهصورة من: DW/Anaswah

من جهتها، تصف نورا القواسمي نفسها بأنها من عشاق جلسات الأرجيلة، وتقول لدويتشه فيله إنها "تتطفل على صديقاتها وتحجز دورا ولو كان بسيطا لتستمتع بالأرجيلة ولكن سرعان ما تستسلم لخوفها على صحتها وتتنازل عنها لغيرها". وتضيف أن هناك من يحب الأرجيلة وهناك من يتجنبها، مشيرة إلى أن بعض الفتيات يجدن فيها نوعا من أنواع الرجولة وبعيدة عن الأنوثة ولذلك يبتعدن عنها. وترى نورا أن الأرجيلة أضحت حرية شخصية وأن الأهل يتفهمون خروج الفتاة مع صديقاتها إلى مقهى، لافتة إلى أن "لهذا التفهم حدا لأن المجتمع في الأردن يبقى شرقيا وله عاداته وتقاليده".

ويقول خالد المصري، وهو صاحب مقهى ومطعم في عمان، في حوار مع دويتشه فيله، إن المقهى أصبح بالنسبة للفتاة متنفسا لها ولصديقاتها بعد أن كان في السابق مقتصرا على الشباب. ويعزو ذلك إلى التطور العمراني والاجتماعي وارتفاع نسبة الفتيات اللواتي يقدن سيارات. ويؤكد المصري أن نسبة حضور الفتيات، وأغلبيتهن من المحجبات، تكاد تتجاوز حضور الشباب، لافتا إلى أن السبب في ذلك يكمن في وجود مقاهي بمستوى جيد وبانتشار واسع في عمان والمدن الكبيرة.

ويضيف أن هذه المقاهي تقدم الحلويات والمشروبات الرمضانية إضافة إلى سهرات الطرب على العود، التي تتناسب مع شهر رمضان.

تغييرات على طبيعة المجتمع - حرية أكبر للفتيات؟

Bel mondo Café in Amman
مقهى بالموندو في عمان، أحد المقاهي التي ترتادها النساءصورة من: DW

جهته، يعزو الدكتور مجدي خفش، أستاذ علم الاجتماع في الجامعة الأردنية، اتساع ظاهرة ارتياد الفتيات إلى المقاهي وتدخين الأرجيلة إلى طبيعة المجتمع الحضري والزيادة السكانية وتطور الاستقلالية الفردية والتغييرات الكبيرة التي طرأت على العلاقات الاجتماعية والسلوك الاجتماعي.

ويفسر خفش انتشار ظاهرة تدخين الأرجيلة بين الفتيات بأنهن حين تلتقي صديقات ما في إحدى المقاهي وتدخن إحداهن أو البعض منهن الأرجيلة، فإنهن يؤثرن على الأخريات للتدخين أيضا. وهكذا تنتشر هذه العادة في صفوف الفتيات. ويلفت إلى أنه لهذه الموضة الجديدة في صفوف الفتيات "محاذير اجتماعية وطبية"، تتمثل في رفض البعض لهذه الظاهرة كما أنها تسبب الأمراض.

وحول خروج الفتيات في ساعات متأخرة من الليل يقول الدكتور مجدي خفش إن جو المدينة آمن ويدخل الطمأنينة سواء في النهار أو في الليل مما يبعث الثقة في نفوس الأهالي وبالتالي يسمحون لبناتهم بالخروج في الليل إضافة إلى أن المقاهي والمطاعم وغيرها من المحلات قد طورت من عروضها وأصبحت أكثر جاذبية سواء للشباب والشابات.

محمد العناسوة - عمّان

مراجعة: شمس العياري

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد