1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

زلزال اندونيسيا: مئات الضحايا ما زالوا مفقودين والعلماء يحذرون من زلازل جديدة

ما زالت السلطات الاندونيسية تبحث عن مئات المفقودين جراء الزلزال الاخير. أعداد كبيرة من المواطنين قضت ليلتها الثانية في العراء تحسبا من هزات أخرى. المجتمع الدولي وعد بتقديم المساعدة وخبراء الارصاد يبحثون عن حلول أخرى.

https://p.dw.com/p/6RM9
جزيرة نياس الذي دمرها الزلزال الاخيرصورة من: AP

قال مسؤولون اندنيسيون ان نحو ألف شخص لقوا حتفهم بجزيرة نياس الاندونيسية قبالة ساحل سومطرة بسبب الزلزال الذي هز المنطقة ليلا وحول اجزاء من المدينة الرئيسية بها الى انقاض في حين يعوق سوء الاحوال الجوية جهود الاغاثة. وقالت اليساندرا فياس- بواس من منظمة اوكسفام للاغاثة "الجثث يجري انتشالها من بين الانقاض وانا اتحدث الان. شبكة المياه انهارت تماما وحدثت في الطرق فجوات كبيرة." وارسلت الامم المتحدة ومنظمات اغاثة دولية اخرى عمال اغاثة الى المناطق التي اصابها الزلزال. وعرض الرئيس الامريكي جورج بوش مساعدة الولايات المتحدة. ورغم انتشار حالة من الهلع والتحذير من حدوث موجات مد في عدة دول الا انه لم تحدث موجات قاتلة من جراء الزلزال الذي ضرب قبالة جزيرة سومطرة في منتصف الليل. وكان الزالال واحدا من أقوى ثمانية زلازل في العالم منذ عام 1900. وقال مركز الكوارث في اندونيسيا ان عدد القتلى حتى الان وصل الى ألف شخص ولكن نائب الرئيس يوسف كالا قال ان الرقم يمكن ان يصل الى 2000. وتضررت جزيرة نياس البعيدة التي تقع قبالة سومطرة بشدة كما دمرت مدينة جونونجسيتولي. واصيب مدرج الطائرات ولم تتمكن اول طائرة اغاثة من الهبوط في الا وقت متأخر أمس الثلاثاء. وقال يوليانوس زيبوا وهو نجار في الثلاثين من عمره "كان الزلزال قويا حقيقة..كانت الارض تهتز باستمرار ولذا سرنا كما لو كنا سكارى. ومشي اشخاص أو استخدموا الدراجات النارية والسيارات في الفرار الى الجبال." واصبحت العديد من مباني البلدة التي يقطنها 30 الف شخص انقاضا. ويجرى جمع الجثث في مسجد بالبلدة كما يقوم عمال الاغاثة بعلاج المصابين في ملعب لكرة القدم. وبكي الاطفال المصابين بينما استعد غالبية السكان للنوم خارح المنازل حيث دمرت منازلهم او اصبحت مصدر خطر لما اصابها من اضرار.

تحذير علماء الجيولوجيا من زلازل وتسونامي أعنف

Indonesia map with NIAS island and Jakarta
جزيرة نياس منطقة غير مستقرة جيولوجياصورة من: APGraphics

حذر علماء في علم طبقات الارض من وقوع زلزال ثالث عنيف وربما اكثر خلال فترة قصيرة او متوسطة المدى قبالة جزيرة سومطرة الاندونيسية بعد زلزال 26 كانون الاول/ديسمبر المدمر والزلزال الثاني العنيف الذي ضرب المنطقة الاثنين. وقال مصطفى المغراوي من معهد فيزياء الارض في ستراسبورغ "لا يمكننا استبعاد وقوع زلزال ثالث خلال الاشهر المقبلة او السنوات المقبلة". واضاف ان "هذه المنطقة تمر وفق الدراسات الجيولوجية بدورات زلزالية تمتد ما بين 150 و200 سنة. وزلزال 26 كانون الاول/ديسمبر اخل بتوازن المنطقة بصورة كبيرة، وهذا يفتح المجال امام تكرر حصول الزلازل". واضاف مدير المعهد ميشال غرانيه "نحن نشهد ما نسميه عودة الى التوازن". ووقع الزلزال الاخير الثلاثاء في الساعة 1.09 بالتوقيت المحلي الاندنيسي. وحدد المعهد الاميركي لرصد الزلازل مركزه على بعد 300 كيلومتر فقط جنوب شرق مركز زلزال كانون الاول/ديسمبر الذي احدث مدا بحريا هائلا (تسونامي). ويتسبب في حدوث هذه الزلازل العنيفة وتلك التي يخشى حدوثها على طول الصدع الكبير قبالة سومطرة تداخل الصفيحة الهندو-استرالية تحت الصفيحة الاوراسية، وتحديدا تحت صفيحة متفرعة عنها، هي الصفيحة الهندوصينية. والى الغرب من سومطرة، تتقدم الصفيحة الاولى بمعدل خمسة سنتمترات سنويا بالنسبة الى الصفيحة الهندوصينية في اتجاه الشمال والشمال الشرقي. وقال ميشال غرانيه ان "قسما آخر من الصدع" تحرك الاثنين مختلفا عن ذاك الذي تحرك في 26 كانون الاول/ديسمبر،وهو قسم يقع "بين منطقة زلزال 2004 وزلزال 1861". واطلق زلزال 26 كانون الاول/ديسمبر كمية هائلة من الطاقة نحو خندق التداخل تحت ارخبيل سوندا، وهو خط الصدع الممتد الى الغرب من سومطرة والذي كان وراء حدوث زلزالين عنيفين: في 1833 بقوة 9,8 درجات وفي 1861 بقوة 5,8 درجات في جزيرة نياس. ويشرح المغراوي الامر "كما لو ان لدينا نابضين متصلين: اذا ما جذبنا احدهما وتركناه، ينتقل جزء من الطاقة الى الآخر". وتداخل او انزلاق صفيحة ارضية فوق الاخرى لا يتم في حركة متسقة: الضغط يتراكم والزلزال يحصل عندما يزول الضغط فجأة.

تفسير تكرار حدوث الزلازل في المنطقة

Satellitenfoto von Banda Aceh Seebeben Kombo
مشاهد التصدع في باندا آتشه بعد أمواج تسونامي المدمرةصورة من: DigitalGlobe

تعتبر ظاهرة تكرار حدوث الزلازل في منطقة معينة، وهي سلسلة من الهزات التي تخف حدتها تدريجيا حتى يتلاشى القسم الاكبر من الضغط،، معروفة جيدا من علماء الزلال والجيولوجيا. ففي خندق نانكي جنوب شرق اليابان، تسببت خمسة من اصل سبعة زلازل عنيفة خلال 1500 سنة مضت في احداث هزات في الاقسام المتصلة في الصدع خلال السنوات الخمس التي اعقبت حدوث تلك الزلازل. وفي تركيا سنة 1999، نجم زلزال بقوة 4,7 درجات في ازميت جنوب شرق اسطنبول عن سلسة من الهزات التي سبقته على طول صدع شمال الاناضول. وتسبب هذا الزلزال بدوره في تشكيل ضغوط ادت الى حصول زلزال اخر بقوة 1,7 درجات بعد ثلاثة اشهر في دوزجي. ولم يؤد زلزال الاثنين الى تشكيل تسونامي خلافا للمخاوف الاولى. وهو لم يؤد الى تكوين جدار مائي كالذي ارتفعت امواجه الى عشرة امتار في كانون الاول/ديسمبر. والسبب الرئيسي لذلك ان قوة زلزال الاثنين كانت اقل باثنتي عشرة الى 15 مرة من زلزال كانون الاول/ديسمبر، كما اوضح عالم الزلازل جون ماكلوسكي من جامعة الستر. واضاف "هذه النقطة مهمة جدا لانه كلما كانت الطاقة المتولدة اكبر كلما كانت مخاطر تحرك الكتلة المائية اكبر". ومن جهة ثانية، لا يعرف اذا كان الزلزال الذي ضرب على عمق 30 كيلومترا ازاح الكتل المائية بصورة عامودية وهذا من الشروط التي يشترط توفرها لحدوث تسونامي.

استعداد أفضل هذه المرة

Asien: Schweres Erdbeben im Inidischen Ozean, Menschen schlafen im Freien
صورة من: AP

أظهرت دول المحيط الهندي قدرة واستعدادا على التعامل مع أمواج التسونامي العاتية، على عكس ما حدث في أعقاب زلزال ديسمبر. فقد كانت ردود الفعل سريعة وفعالة هذه المرة، وصدرت تحذيرات ودوت صفارات الإنذار وتم إجلاء عشرات الألوف. واستخدم رجال الشرطة والجنود والرهبان والصيادون والسكان العاديون في المناطق الساحلية المطلة على المحيط الهندي جميع الوسائل المتاحة للتحذير من احتمال حدوث أمواج مد في أعقاب الزلزال. وفي باندا اتشيه الأكثر تضررا من أمواج المد أواخر العام الماضي هرع السكان الفزعون إلى الشوارع بعد زلزال الأمس. وبدأت صفارات الإنذار تدوي على الساحل الشرقي لسريلانكا المنكوب بأمواج المد خلال ساعتين من وقوع الزلزال، وطافت عربات الشرطة المناطق الساحلية بمكبرات صوت تنصح الناس بالفرار إلى الداخل. وفي تايلاند حيث قتل نحو 5400 شخص في أمواج المد بعد زلزال 26 ديسمبر استخدم المسئولون كل شيء من الأبواق إلى اللاسلكي والهاتف لتوصيل الرسالة لان نظام الإنذار لم يركب بعد.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد