1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

روتنجن: مكتشف الأشعة السينية والفائز بجائزة نوبل الأولى في الفيزياء

طارق أنكاي ١٢ فبراير ٢٠٠٨

نجح عالم الفيزياء الألماني فيلهلم ريشارد رونتجن في اكتشاف الأشعة السينية التي شكلت ثورة في مجالي الطب والصناعة، هذا الاكتشاف قاده إلى الفوز بجائزة نوبل الأولى في الفيزياء.

https://p.dw.com/p/D6Rj
فيلهيلم ريشارد رونتجنصورة من: picture-alliance/dpa

عندما بدأت مؤسسة نوبل بمنح جائزتها في علم الفيزياء عام 1901 كان فيلهلم ريشارد رونتغن أول فيزيائي تسلّم هذه الجائزة تقديرا لإسهاماته العلمية التي قادت إلى ثورة علمية في مجال التشخيص الطبي وساهمت في اكتشاف الإشعاعات النووية.

ولد الفيزيائي الألماني فلهيلم كونراد رونتجن في 27 مارس 1845 في مدينة ريمشايد الواقعة في ولاية شمال الراين وستفاليا، وهناك قضى السنوات الأولى من طفولته قبل أن يهاجر مع أسرته إلى مدينة أبلدورن الهولندية عام 1848 هربا من شظف العيش. وفي العام 1861 التحق بالمدرسة التقنية في أوتريخ وطرد منها عام 1863 لأسباب تأديبية عقب اتهامه برسم صورة كاريكاتورية لمعلّمه. وهكذا لم يتمكن من الحصول على شهادة الثانوية العامة كشرط لدخول الجامعة. لكن شغف رونتجن بالعلوم جعله يدخل الجامعة من الباب الخلفي، إذ نجح في الالتحاق بجامعة زوريخ التقنية في سويسرا عام 1865 بعد أن اجتاز امتحانا خاصا. وفي العام 1868 حصل على دبلوم هندسة الآلات قبل أن يبدأ بدراسة تخصص الفيزياء الذي حاز فيه على درجة دكتوراه عام 1869. بعد ذلك قام بالتدريس في عدد من الجامعات الأوروبية.

وفي 10 فبراير/شباط 1923 توفي عالم الفيزياء الشهير بعد إصابته بمرض السرطان نتيجة كثرة تعرضه للأشعة خلال الأبحاث التي كان يجريها في مجال أشعة إيكس.

اكتشاف الأشعة السينية

Wilhelm Conrad Röntgen mit Patient
العالم رونتغن وهو يجري تجارب علميةصورة من: KNA- Bild

قام روتجن بتسليط شعاع إلكتروني داخل أنبوب زجاجي مفرغ من الهواء تنطلق داخله إلكترونات من قطب كهربائي سالب إلى قطب موجب، وذلك تحت تأثير توتر كهربائي مرتفع. أحيط الأنبوب بورق أسود سميك بغية حجب الشعاع الكهرومغناطيسي المنبعث من الأنبوب المفرغ، كما قام بتثبيت شاشة فسفورية أمام الأنبوب كي يبدأ تجربته.

كانت النتيجة الأولية مثيرة للغاية خاصة بعد أن بدأت الشاشة الفوسفورية بالتوهج إثر اصطدام شعاع الإلكترونات بها. لم يكن رونتجن يدرك للوهلة الأولى أنه بات على مشارف التوصل إلى اختراع سيدخله التاريخ من أوسع أبوابه. فقد اتضح له لاحقاً إن الأمر يتعلق بأشعة جديدة. وقد قام بإجراء تجارب إضافية كي يتأكد من ذلك. وعندما وضع يده بالصدفة بين الأنبوب والشاشة الفسفورية شاهد صورة لعظام يده. كانت هذه لحظة ولادة أشعة "إكس" الجديدة والتي أضحت فيما بعد أحد أهم الإنجازات البشرية في عالم الطب.

ثورة علمية في مجال الطب

Diagnose mittels Röntgenbildern
عدد من الأمراض يتم تشخيصها عن طريق أشعة إيكسصورة من: AP

اكتشف العلماء والباحثون مجالات عديدة لاستخدام تطبيقات أشعة إكس. ففي المجال الطبي بات بوسع الأطباء تشخيص كسور العظام وتصوير الأعضاء البشرية فضلا عن استخدام هذه الأشعة في علاج الأورام السرطانية. لذا يميل البعض إلى اعتبار هذا الاكتشاف ثورة علمية فريدة في مجال تشخيص الأمراض لأن الأشعة الجديدة تخترق الأشعة اللينة. على عكس ذلك لا يمكنها اختراق الأجسام الصلبة كالعظام مما يسهل ظهور الأخيرة من خلالها.

لكن مجالات استخدام هذه الأشعة تتجاوز الطب حيث دخلت في الوقت الحاضر في تطبيقات صناعية مختلفة مثل قياس سِمك المواد الصلبة ومسح القطع الصناعية كشفا عن عيوب لا يمكن كشفها بالعين المجردة حفاظا على جودة الإنتاج. كما تستخدم أشعة إكس في المطارات لفحص أمتعة المسافرين والكشف عن المواد المحظورة.

تجدر الإشارة إلى أن رونتجن كان عالما مثابرا على البحث العلمي دون أن تكون له أطماع مادية، إذ رفض تسجيل براءة اكتشافه بدعوى أن الاكتشافات والابتكارات ملك لجميع الناس، ولا ينبغي أن تكون فقط حكرا على الشركات التي تشتري براءة الاختراعات.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد