1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

رواية صفارات إنذار بغداد: ياسمينة خضرا يشرح منطق الإرهاب

سوزانه فون شينك / اعداد هيثم عبد العظيم٢٨ يونيو ٢٠٠٨

في أحدث رواياته "صفارات إنذار بغداد" يرسم الكاتب ياسمينة خضرا صورة لتحول شاب عراقي خجول إلى إرهابي يستعد لتنفيذ عملية انتحارية. الرواية تكمل ثلاثية الكاتب حول منطق الإرهاب وآليات إنتاجه في العالم العربي.

https://p.dw.com/p/ERZ3
غلاف الترجمة الالمانية للروايةصورة من: Nagel&Kimche

بيروت. بغداد. قرية كفر قران الصحراوية. تلك هي الأماكن التي تتخذ منها أحداث رواية "صفارات إنذار بغداد" للكاتب الجزائري ياسمينة خضرا مسرحا لها. وتتبع الرواية المثيرة قصة حياة شاب عراقي ينتهي به المطاف إلى العاصمة اللبنانية بيروت حيث يجلس في أحد فنادقها منتظرا رحلته التي ستقله إلى لندن لغرض واحد هو: "تنفيذ أكبر عملية تحدث على أرض معادية وتفوق قدرتها التدميرية هجمات الحادي عشر من سبتمبر/ايلول آلاف المرات".

ياسمينة خضرا هو الاسم المستعار لضابط الجيش الجزائري محمد مولسهول الذي يعيش منذ عام 2000 في منفاه الاختياري في فرنسا. ويحظى خضرا بشهرة كبيرة في الأوساط الثقافية الغربية، حيث ترجمت أعماله الأدبية التي صدرت بالفرنسية إلى أكثر من عشرين لغة، كما حاز على العديد من الجوائز الأدبية.

كيف يصبح الانسان ارهابيا؟

Yasmina Khadra
الكاتب ياسمينة خضراصورة من: Unionsverlag

ا

لرواية تعود بالزمن إلى الوراء آخذة بيد القارئ ليتعرف على الطريق الذي سلكه بطل الرواية الشاب ليجعل منه في النهاية إنسانا مملوئا بالكراهية. فالشاب العراقي، الذي لا يحمل اسما في الرواية وإنما يروى أحداثها بضمير المتكلم، نما وترعرع في قريته الصحراوية "كفر قران" في أمن وسلام، حتى جاءت الحرب. وفي ليلة من الليالي اقتحم مجموعة من الجنود الأمريكيين بيوت القرية بحثا عن أسلحة واعتدوا على سكانها وأهانوا أفرادها، مما تسبب في صدمة الفتى الخجول صدمة عنيفة لم يتعافى منها حيث رأى بأم عينيه أسرته تهان وتنتهك كرامتها. يقول خضرا: "الكرامة عصب أساسي في المجتمعات العربية. الكرامة هي الثروة الوحيدة للفقراء، وبدونها لا يستطيع الإنسان أن يعيش. عندما تنتزع الكرامة يضيع الإنسان".

شباك التطرف مليئة بالمحبطين

Terroranschlag in London
الإرهاب وليد اليأس والإحباطصورة من: AP

الشاب العراقي يمتلأ بالاحباط واليأس ويقرر الذهاب إلى العاصمة بغداد من أجل الانتقام. فيقع صيدا سهلا في شباك التطرف كغيره من الشباب المحبطين. من الملاحظ أن هذه الفكرة هي فكرة أساسية في أعمال خضرا الروائية، الذي يقول "إن كل ما يحلم به هؤلاء الشباب هو في الواقع الحصول على عمل مناسب والعثور على زوجة وتأسيس بيت". لكنهم للأسف بلا مستقبل، فالحكومات العربية التي تفكر في نفسها فقط لا تتورع عن الكذب والخداع، مهملةً الشباب الممتلئين بالعزيمة والطاقة. ومن ناحيتهم لا يفهم الشباب لماذا يُسلب منهم حق المساهمة في بناء أوطانهم، ويتجهون إلى التطرف كرد فعل سياسي. كما يقول ياسيمنة خضرا.

روايات راهنة تدور في أماكن ملتهبة

دارت أحداث روايات خضرا الأخيرة في ثلاثة أماكن ملتهبة هي أفغانستان وإسرائيل والعراق. والكاتب يرى نفسه وسيطا يعمل على توضيح طريقة التفكير العربية للغرب. والمثير للانتباه أن خضرا لم يزر أيا من البلدان التي يكتب عنها، وإنما كتب كافة أحداث الروايات من مخيلته. ويقول خضرا إن عمله في الجيش الجزائري سمح له أن يطبق تجربته على العالم العربي أيضا، فمن وجهة نظره لا يوجد فرق كبير بين قرية في الصحراء الجزائرية وأخرى في الصحراء العراقية. ويعتمد خضرا في كتبه على الجانب السياسي أكثر من اعتماده على التشخيص النفسي لشخصياته، مما يجعل كتبه شديدة الراهنية وتتمتع بالقدرة على توضيح الكثير مما تعجر عنه التحليلات السياسية.


ثلاثية ياسمينة خضرا تشتمل على ثلاث روايات هي:

صفارات إنذار بغداد.

طيور الخطاف في كابول.

الانتحاري.



تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد