1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

ديسكفري ينطلق حاملاً أول رائد فضاء ألماني إلى المحطة الفضائية الدولية

سمر كرم٥ يوليو ٢٠٠٦

في إطار مهمة حاسمة بالنسبة لمستقبل برنامج الفضاء الأمريكي انطلق مكوك الفضاء ديسكفري بنجاح حاملاً سبعة من رواد الفضاء على متنه، من بينهم الألماني توماس رايتر، الذي سيبقى في الفضاء لمدة ستة أشهر.

https://p.dw.com/p/8j3X
الرائد الألماني توماس رايتر يريد أن يستمتع بوقته في الفضاءصورة من: AP

يختبر طاقم مكوك الفضاء ديسكفري الغلاف الحراري للمكوك اليوم بهدف التأكد من عدم تعرضه لأي أضرار، وذلك في إطار مهمة حاسمة لمستقبل برنامج الفضاء الأمريكي واستكمال بناء محطة الفضاء الدولية. المكوك الفضائي الاميركي ديسكفري انطلق مساء أمس الثلاثاء، 4 يوليو/تموز 2006، في ثاني رحلة إلى الفضاء منذ كارثة انفجار مكوك كولومبيا عام 2003 وبعد أن تم تأجيل إطلاقه عدة مرات بسبب سوء الأحوال الجوية. وبالرغم من العثور على شق صغير في غلاف الرغوة العازل وانفصال قطعة صغيرة من غلاف خزان الوقود قبل يوم من الإقلاع، قرر المسئولون إطلاق المكوك. واحتفل موظفو ناسا في مركز المراقبة بنجاح إطلاق الرحلة المكوكية رقم 115 بعد الإعلان عن وصول المكوك إلى مداره على ارتفاع نحو 226 كيلومتراً بعد تسع دقائق بدء الرحلة. أما مدير وكالة الفضاء الأمريكية مايكل جريفين فقد عبر عن سعادته بهذا الحدث قائلاً: "لقد شهدتم اليوم أحد أفضل الأيام. لا يمكن أن تسير الأمور بشكل أفضل". ويفترض أن يرتفع المكوك إلى مسافة 342 كيلومتراً ليبدأ مناورات الالتحام بمحطة الفضاء الدولية ISS.

صورة حادث "كولومبيا" مازالت في الأذهان

Kombo Space Shuttle Discovery wartet in Cape Canaveral mit Defekt
تعد هذه المهمة اختباراً للتعديلات التي أجريت على المكوكصورة من: AP

إلا أن انفصال أجزاء عن غلاف الرغوة العازل لخزان الوقود بعد دقائق من الإقلاع قد قللت نسبياً من هذا النجاح إلى أن أكد واين هايل مدير برنامج المكوك على أن قطع الرغوة التي انفصلت كانت صغيرة جداً، وذلك بعد تحليل صورها. وأضاف هايل أن الخزان تفاعل بصورة جيدة هذه المرة، معتبراً أنه لا يوجد أي داع للقلق، لا على سلامة الرواد السبعة -وبينهم رائدتان- ولا على المكوك. فالأجزاء انفصلت في وقت لا يشكل أي تهديد للمكوك، وانفصال القطع الصغيرة من الرغوة العازلة خلال الإقلاع كان أمراً متوقعاً من قبل مسئولي وكالة الفضاء الأمريكية - ناسا. وإن كانت الذاكرة مازالت تحتفظ بصورة المكوك كولومبيا الذي انفجر لدى عودته إلى الأرض في مطلع فبراير/شباط 2003، وكان السبب في الحادث هو انفصال قطعة من الرغوة العازلة بوزن 700 جرام عن المكوك لدى إقلاعه، مما تسبب في إحداث ثقب في الدرع الواقي من الحرارة.

مهمة المكوك ديسكفري

ومنذ ذلك الحين أنفقت ناسا حوالي 5.1 مليار دولار لإصلاح الخلل، ويفترض أن تبين المهمة مدى نجاح التعديلات التي أدخلت على خزان الوقود منذ هذا الحادث، ومنذ أن انفصلت قطعة رغوة كذلك عن ديسكوفري في أول مهمة له العام الماضي. ومن الممكن أن يؤدي أي حادث آخر إلى وضع حد لاستخدام أسطول المركبات الفضائية بشكل نهائي. ناسا ثبتت أكثر من مئة كاميرا حول منصة إطلاق ديسكفري، كما تقوم محطة الفضاء الدولية بالتقاط صور لدرع المكوك لدى اقترابه منها، ووضع الخزان تحت مراقبة مجهرية. أما إذا ما أصيب ديسكفري بعطل ما، فيمكن للرواد البقاء في المحطة الفضائية حتى إرسال مركبة لإعادتهم إلى الأرض. مهمة المكوك ديسكفري التي ستستغرق 12 يوما هي بمثابة اختبار لإصلاحات خزان الوقود وتوصيل المعدات والتجهيزات التي تحتاجها المحطة الفضائية بشكل ملح، ومن المزمع قيام طاقم المكوك برحلتين أو ثلاثة في الفضاء. كما يحمل المكوك الرائد الألماني توماس رايتر إلى المحطة حيث سينضم إلى الرائدين المقيمين فيها لعدة أشهر، ليمثل وكالة الفضاء الأوروبية.

رايتر يرفع الراية الأوروبية في الفضاء

NASA Space-Shuttle Discovery Crew Gruppenfoto STS-121
طاقم المكوك يستعد للانطلاقصورة من: AP

من المفترض أن يبقى رايتر، البالغ من العمر 48 عاماً في المحطة الدولية ستة أشهر على الأقل، ليصبح بذلك أول رائد فضاء أوروبي يبقى في المحطة لمدة طويلة وليصبح أول رائد فضاء ألماني على سطحها. وقد عبر جون جاك دوردان المدير العام لوكالة الفضاء الأوروبية ESA عن سعادتهم بمهمة رايتر وعن مساندتهم الكاملة له، كما أبدى إعجابه بحماس رايتر قائلاً: "إنه هادئ جداً ومتحمس للرحلة، فهو يريد أن يعزف الجيتار في الفضاء. إنه في أحسن حال". رايتر، الذي يهوى الموسيقى، لا يريد أن تكون إقامته في المحطة الفضائية مجرد عمل هندسي وعلمي فحسب، فهو يريد أن يستمتع بوقته في الفضاء أيضاً. رايتر سيدعم أنشطة الوكالة الأوروبية العلمية في المحطة الفضائية الدولية في انتظار إنشاء المعمل الفضائي الأوروبي في سبتمبر/أيلول 2007. ولأول مرة يجتمع هذا العدد من العلماء معاً على سطح المحطة ويضيف دوردان: "إننا نعمل بإصرارعلى أن تصبح أوروبا شريكاً في الفضاء، فلا يمكن أن تتحقق استكشافات ضخمة من دونها". وسيعمل رايتر على ضمان هذا التعاون ورفع شعار الدعاية للأبحاث الفضائية الأوروبية، فالعالم الألماني سيبدأ في مهمته الفضائية مع بداية الشهر المقبل، وعليه أن يعمل لأكثر من 160 ساعة في تجاربه الفضائية. يرى زيجمار فيتيج رئيس مجلس إدارة المركز الألماني للطيران ورحلات الفضاء في هذه الرحلة مرحلة هامة في تاريخ الأبحاث الفضائية الألمانية، ويقول: "لمدة نصف عام سيكون رايتر الشخص الرئيسي في المحطة. فهو سيتسلم مكاناً رئيسياً وسيساهم في تشغيل المحطة، كما سيشرف على 25 تجربة فضائية من بينها خمس تجارب ألمانية".

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد