1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

خبير: "جهاز الاستخبارات التركي حقق هدفه الأهم في ألمانيا"

٢٩ مارس ٢٠١٧

يقوم جهاز المخابرات التركية بالتجسس على أنصار محتملين لحركة غولن في ألمانيا من خلال التصنت على الهواتف والمراقبة بالكاميرات. ويعتبر الخبير إريش شميت إينبوم أن المخابرات التركية حققت أهم أهدافها، كما جاء في الحوار التالي:

https://p.dw.com/p/2aDpf
Symbolbild Spionage
صورة من: McPHOTO/blickwinkel/picture alliance

DW : تنتشر أعمال التجسس لجهاز الاستخبارات التركي في ألمانيا بشكل قوي، إذ الحديث الآن عن 300 شخص و200 مدرسة وغيرها من النوادي الخاضعة للمراقبة. هل هذه ظاهرة جديدة؟

شميت إينبوم*: أن يخضع أتراك معارضون أتراك في ألمانيا للمراقبة فهذا ليس بالجديد. فقد كان حزب العمال الكردستاني المجموعة الأولى التي تم استهدافها. وابتداء من 2013 شهدنا أن الداعمين للاحتجاجات في ساحة غيزي باسطنبول باتوا متابعين من طرف الاستخبارات، والآن، بعد الانقلاب المزعوم في يوليو 2016 تتم مراقبة أنصار غولن بشكل دقيق.

وفي الأثناء تخضع كل حركة معارضة لأردوغان في ألمانيا للمراقبة من طرف جهاز الاستخبارات التركي. رسميا 400 موظف، إنه عدد كبير. فما هو التهديد الأكبر في هذه العملية التي يزداد حجمها، ومن يتجسس بتكليف من الحكومة التركية؟

هناك عملاء يجلسون عادة في مكاتب الأسفار التركية لمراقبة حركة السفر أو داخل بنوك لمراقبة حركة تحويل الأموال من ألمانيا إلى تركيا. كما إنهم يوجدون في النوادي التابعة للمساجد، وعبر المدارس نشهد مجددا محاولة توظيف الأتراك في الخارج لخدمة جهاز الاستخبارات التركية. إنه نظام تجسس متكامل ومندفع بشكل قوي. لم يعد الأمر يتعلق بمراقبة المعارضة فقط، بل هناك قدر متزايد من القمع.

قام رئيس الاستخبارات التركية بتسليم قوائم لرئيس الاستخبارات الألمانية وطالب بالحصول على دعم. كما حصلت الحكومة الألمانية وجهاز الاستخبارات الداخلية والشرطة الجنائية ومؤسسات الشرطة في الولايات على تلك اللائحة. لكن هؤلاء يتحدثون إلى المعنيين ويحذرون من السفر إلى تركيا. ألا يحصل بذلك عكس ما كان يريده جهاز الاستخبارات التركية؟

Erich Schmidt-Eenboom
إريش شميت إينبوم خبير شؤون أجهزة الاستخباراتصورة من: picture alliance/Eventpress Stauffenberg

لا، جهاز الاستخبارات التركية يهدف إلى نشر أجواء الخوف، لأنه لم يكن يعتقد أبدا أن جهاز الاستخبارات الألمانية سيقلل من شأن هذه القائمة التي تحمل أسماء 300 مشتبه بهم أو تأكيدها. والآن الناس يخشون التوجه في العطلة إلى وطنهم تركيا. إنهم يخشون أيضا ربط علاقات قوية مع أناس يساندون حركة غولن. رئيس جهاز الاستخبارات الألمانية أعلن بوضوح أن المعلومات الأخيرة تؤكد أن الاعتقاد في تركيا بأن حركة غولن كانت وراء الانقلاب أصبحت خرافة. وهناك استخبارات غربية تذهب أكثر من ذلك للقول إن الانقلاب كان سيناريو مدبرا كي يحصل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على شرعية للتحرك بشكل مندفع.

8000 موظف بينهم 800 في الاتحاد الأوروبي. كيف تقيمون تعاون جهاز الاستخبارات التركي مع أجهزة استخبارات غربية أخرى؟

كان هناك تعاون مكثف بين جهاز الاستخبارات الألمانية ونظيره التركي منذ 1950.  كان ذلك ينطبق على العمليات الاستطلاعية الإلكترونية في البحر الأسود صوب الاتحاد السوفيتي سابقا بما في ذلك تبادل معلومات أخرى. لقد كانت العلاقات مكثفة إلى حد أن الاستخبارات الأمريكية بعد احتلال الجزء التركي لقبرص قطعت العلاقات الاستخباراتية مع جهاز الاستخبارات التركي، في حين لم يقم جهاز الاستخبارات الألمانية بمثل ذلك. و في عام 1981 زود جهاز الاستخبارات الألمانية أجهزة الاستخبارات التركية بتقنية حديثة للتجسس على المعارضة.

وكيف حدث التحول؟

حتى صيف 2014 دعمت أجهزة الاستخبارات التركية ما يسمى بتنظيم "داعش" بشكل قوي. وكان الهدف من تقوية "داعش" هو الإطاحة بالنظام في دمشق. وفقط بعد ضغط قوي من الغرب تم تخفيف ذلك الدعم وكانت النتيجة أن "داعش" بدأ ينفذ اعتداءات في تركيا ضد الحكومة. وفي تلك الفترة حصلت انشقاقات أولى في التعاون الاستخباراتي. الأجهزة الفرنسية والألمانية عرضت على الأتراك مراقبة السفر: فإذا سافر إلى تركيا شخص خطير ـ مولود في ألمانيا وأصبح متطرفا فيها ـ  تم تقديم  طلب للأتراك بمراقبة ذلك الشخص عند نزول طائرته. وفي الفترة التي ساند فيها جهاز الاستخبارات التركي تنظيم "داعش" لم تلق تلك الطلبات أجوبة من الأتراك.

كما حصل اعتداء على ثلاث كرديات في باريس، ولقي المعتدي مصرعه في الحجز ولم تكن هناك  محاكمة مفتوحة مع تقديم الأدلة المطلوبة. وقد تمكن صديق لي من الاطلاع على مذكرة الاتهام للنيابة العامة الفرنسية وهي تؤكد بوضوح تورط جهاز الاستخبارات التركي. لم ترد أجهزة الاستخبارات الأوروبية السماح بحصول اغتيالات على الأرض الأوروبية. ثم جاءت المحاولة عبر الصحفي الكردي الذي أقحمه جهاز الاستخبارات التركي في هامبورغ وبريمن . منذ ذلك الحين حصل فتور قوي في العلاقات بين أجهزة الاستخبارات الألمانية والتركية. وحصل ذلك أيضا لأن رئيس جهاز استخبارات أردوغان يدير علاقات وطيدة مع جهاز الاستخبارات الروسي، وهذا يعني أن تركيا تنهج في القطاع الاستخباراتي سياسة الأرجوحة بين حلف شمال الأطلسي وموسكو.

 

أجرت المقابلة: سابرينا بابست

* إريش شميت إينبوم: باحث في شؤون أجهزة الاستخبارات ورئيس معهد أبحاث سياسات السلام. وقد نشر دراسة علمية حول جهاز الاستخبارات التركي.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد