1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

خبير ألماني:"الحرب في سوريا هي حرب بالوكالة"

ديانا هودالي/ ريم نجمي٢ يناير ٢٠١٤

قام الخبير الألماني بشؤون الشرق الأوسط فولكر بيرتس بتحليل الأوضاع في سوريا من خلال لقاء له مع DW حيث تحدث عن الدور الذي يمكن أن يلعبه الغرب والقوى الإقليمية الأخرى للخروج من الأزمة السورية.

https://p.dw.com/p/1AijM
Volker PERTHES
صورة من: picture-alliance/dpa

DW: هل تشير تطورات الحرب في سوريا إلى أنها حرب طائفية؟

فولكر بيرتس: لا إنها ليست كذلك. إنه صراع على السلطة في سوريا، على مستوى إقليمي، إذ يمكن للمرء أن يتحدث هنا عن حرب بالوكالة. إنها ليست حرب بين السنة والشيعة، ولكنها حرب بالنيابة بين إيران والسعودية من أجل السيطرة في المنطقة.

كيف تمكنت إذن مجموعات إسلامية مثل الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام والقاعدة وأصبحت قوة في سوريا؟

لأنه لا توجد بدائل أساسا أو لأن البدائل الأخرى ضعيفة جدا. وبملاحِظة جيدة للتطورات في سوريا توصلتْ بعد بحث أن كل الجماعات المقاتلة هناك لا تريد ثورة إسلامية، لكنها تتلقي تمويلا إسلاميا متطرفا. بعض الجماعات الإسلامية تلقت الكثير من الأموال من دوائر خاصة في الكويت والسعودية. أما المعتدلون والديمقراطيون فجزئيا فقط، إذ أنه تم خذلانهم من طرف أولئك الذين قالوا أنهم سيدعمونهم، ومنهم الدول الأوروبية كذلك.

هل حسب رأيك كان ينبغي على الدول الأوروبية تزويد تلك الجماعات المعتدلة بالأسلحة؟

أنا شخصيا غير مقتنع بفكرة التزويد بالسلاح، لأن ذلك يعني إشعال الحرب أكثر، لكن عندما تقوم دول كبريطانيا وفرنسا في الاتحاد الأوروبي برفع الحظر عن الأسلحة، فإنها تكون بذلك قد أعطت إشارة أنه سيتم التزويد بالسلاح، وعندما لا يأتي أي شيء، فإنه يسود شعور بالخيبة ما كان ينبغي على المرء إحداثه. وهذا يُقوي الانطباع لدى تلك الجماعات المعتدلة أن علاقتهم بالغرب لا تجلب أي شيء. الأمر لا يتعلق فقط بالسلاح، الأمر يتعلق كذلك بالمال، بالتجهيزات، وكذلك بالرواتب، لأن الكثير من المنتمين للجيش السوري الحر لا يتلقون رواتب، بينما العكس صحيح لدى القاعدة.

هل تتوافق أعمال وخطاب الجماعات المختلفة في سوريا مع ما يناسب الداعمين من الخارج؟

Syrien Deir al-Zor, Ruinen, 27.11.2013
من المستبعد التدخل عسكريا في سورياصورة من: Reuters

كل تلك الجماعات تحاول أن تترك انطباعا لدى داعميها. يفعلون ذلك جزئيا، بحيث يلمّعون الأشخاص في القيادة الذين يكونون ملائمين لتلك الدولة أو أخرى. لقد وقع الجيش السوري الحر مبكرا على بيانات تؤكد التزام الجيش الحر بالحق الإنساني للشعب، إنها إشارة للداعمين المفترضين من الغرب. الجماعات التابعة للقاعدة، تمارس أفعلا وحشية وإجرامية، حتى تصورها في شريط فيديو، وذلك لجذب مجندين جدد وجمع المال كذلك.

إذن ما هي الإمكانيات المتوفرة للحد من قوة الإسلاميين؟

هناك حاجة لوقف إطلاق النار. في الوقت الذي ستتوقف فيه الحرب، سيرجع دور المجتمع المدني للمقدمة، والذي لا يريد حكومة من القاعدة. فالقاعدة والمجموعات التابعة لها تزدهر، حيث يسود العنف والفوضى والأناركية. لكن عندما تتوقف الحرب سيقل الدعم لهذه المجموعات، وستكون هناك إمكانية لتشكل قوى أخرى.

لكن من يمكنه أن يتفاوض من أجل وقف لإطلاق النار؟

المجتمع الدولي في طور الاستعدادات لمؤتمر جنيف 2، والذي سيتم عقده في مونترو في يناير/ كانون الثاني. هناك سيتواجد ممثلون عن المعارضة والنظام، كما سيتواجد الداعمين الخارجيين. الأمل في التوصل لاتفاق سلام أو تشكيل حكومة انتقالية، هو أمل مبالغ فيه. لكن من الممكن بدأ عملية سياسية في هذا اللقاء، من خلالها يتم وقف لإطلاق النار. القاعدة ستشعر أنها غير ملزمة باحترام ذلك الاتفاق، وهنا نعود لسؤالك الأول: كل الأطراف الدولية التي تدعم اليوم طرفا أو أطراف متعددة من الصراع ، ينبغي أن تقول لتلك الأطراف:" لن يتم تزويدكم بالسلاح مجددا، وليس هناك دعم، إذا لم تلتزموا بوقف إطلاق النار."

هل تعتبر أن هذا أمر واقعي، أي أن يتفق كل الفاعلين الدوليين؟

روسيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية وتركيا هم مقتنعون بذلك. الأمر صعب بالنسبة للداعمين الإقليمين الأقوياء لنظام الأسد، أي جزء من القيادة الإيرانية. على الجانب الآخر هناك السعودية التي هي كذلك غير مقتنعة، لأن الحاكمين هناك يعتقدون في إمكانية كسب الحرب ضد الأسد عسكريا.

السعودية تريد من خلال ذلك تقوية الإسلاميين كذلك. هل من وجهة نظرها من الجيد أن تكون في المستقبل دولة إسلامية في الجوار؟

Syrien Bürgerkrieg Kind spielt mit Munition 2013
وقف إطلاق النار أمر مبدئي لإنهاء الأزمة في سورياصورة من: Reuters

أحيانا هناك قصر نظر في السياسة كأن يقول البعض:"عدو عدوي هو صديقي. وسندعمه طالما لم تتغير الوضعية. " الغرب كذلك غير مستثنى من ذلك، لقد دعمنا قوى في أفغانستان لمدة طويلة، وأصبحت تشكل لنا اليوم مشكلة.

هل كانت تقوية الإسلاميين في صالح نظام الأسد؟ إذ أن بعض المقاتلين وجزء من الشعب الذي كان يؤيد المعارضة، أصبحوا في صف الأسد؟

في كل الأحوال الأمر كان في صالحه، غير أنه على المرء أن ينظر للأمام، لأنه هو من شجعهم أيضا. أولا لأنه اتخذ قرارا عسكريا كحل للأزمة، في البداية كان الحراك سلميا في سوريا. ثانيا قام النظام بشكل مبكر بالإفراج عن الجهاديين من السجون.

هل يتكهن الأسد بكون المعارضة ستنضم إلى جيشه عندما يتعلق الأمر بالقتال ضد القاعدة؟

هناك مسبقا تحالفات إستراتيجية للجيش السوري الحر، عندما يتعلق الأمر بقوى من القاعدة.

في حالة لم يتوصل مؤتمر جنيف 2 إلى وقف لإطلاق النار، هل هناك احتمال بشن ضربة عسكرية على سوريا؟

أعتقد أن ذلك مستبعد، لأن القوى الدولية لا تريد التورط في التدخل في سوريا ولمدة طويلة. ولن يكون الأمر جيدا، إذ سيتحول الوضع إلى ذلك الذي هو عليه في العراق وأفغانستان. ما يمكن أن يحدث هي هجمات جوية أمريكية محددة ضد أهداف خاصة بالنظام السوري أو القاعدة. لكن تدخل عسكري ميداني وإنزال للقوات فإنه أمر مستبعد بالنسبة لي.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد