حقائق مدهشة عن السروايل البافارية الجلدية
لم تكن السراويل الجلدية القصيرة تتمتع بشعبية وكادت تختفي بحلول عام 1880، غير أن الفضل ببقائها يرجع إلى مدرس بافاري وبعض رفاقه. هذه الجولة المصورة تعرفكم على حقائق حول هذه السراويل، التي باتت من رموز مهرجان أكتوبر بميونيخ
رغم ارتباط السروال الجلدي القصير “ليدرهوزه” بولاية بافاريا، غير أن هذه السراويل ليست حكراً على جنوب ألمانيا، ويمكن أن تتشارك بإرثها بعض الدول التي تقع في مناطق جبال الألب، مثل أجزاء من سويسرا والنمسا ومنطقة "تيرول" التي تقع جنوب إيطاليا، والتي كانت في السابق تُشكل جزءاً من الإمبراطورية النمساوية المجرية.
تختلف مواصفات السروال الجلدي القصير بين منطقة وأخرى، فمثلاً السروال المغطى بالأزرار هو خاص بالمناطق البافارية، بينما السروال المُطرز من الخلف هو خاص بمنطقة "سالزبورغ". تتميز سراويل الشبان بوجود حمالات مطرزة، والكثير من السراويل مزودة بجيوب على الجانب اليمين لوضع السكاكين.
السروال الجلدي القصير مُخصص بالأساس للأعمال الشاقة، وهو مصنوع من جلود الأغنام أو الماعز أو الغزلان المدبوغة. تحمي هذه السراويل من يرتديها من الطقس القاسي والرطب، كما تقي من يرتديها من البرد والحر، وتسمح لمرتديها بحرية الحركة في القفار والجبال.
تدنت شعبية السراويل الجلدية القصيرة “ليدرهوزه” في القرن التاسع عشر وبات الناس يفضلون ارتداء السراويل الجلدية الطويلة. لكن في 25 آب/ أغسطس 1883 عبر المدرس البافاري "يوزيف فوغل" عن خشيته من اندثار هذا اللباس التقليدي، فقام باستنباط خطة بمساعدة رفاقه للحفاظ على هذا اللباس الفلكوري.
عمل المدرس فوغل برفقة أصدقائه مع نهاية القرن التاسع عشر على إحياء موضة السروال الجلدي القصير، وأمسى السروال الذي كان يعتبر اللباس التقليدي اليومي للمزارعين موضة للطبقات المالكة والبرجوازية، وقد شجع ملك بافاريا لودفيغ الثاني بادرة المدرس فوغل على الانتشار خارج حدود المنطقة، بينما تبنى الإمبراطور النمساوي فرانز يوزيف فكرة ارتداء ”ليدرهوزه” في الصيد.
سعى النازيون إلى الحد من انتشار السراويل الجلدية القصيرة في مناطق جبال الألب وحاولوا حصرها في تمثيل الهوية الثقافية الألمانية وإحياء الماضي. في عام 1938 منع النظام النازي اليهود من ارتداء السروال الجلدي القصير، كما منع غيرهم من الأوروبيين الشرقيين من ارتداء السروال القصير “ليدرهوزه” بدعوى أنهم أقل شأناً من الألمان.
لم تكن الكنيسة الكاثوليكية سعيدة بانتشار موضة السراويل الجلدية القصيرة واعتبرتها غير لائقة وحظرت ارتدائها خلال الصلاة، وفي عام 1913 أعلن قس مدينة ميونخ أن ارتداء السراويل القصيرة سلوك غير أخلاقي. في وقتنا هذا يرتدي العرسان السراويل على سبيل التغيير. في الصورة زوجان مثليان يرتديان "ليدرهوزه" ويحملان شهادة زواجهما في برلين.
تزدهر صناعة السراويل الجلدية في شتى أنحاء العالم، وبالأخص في الهند وهنغاريا وسريلانكا والباكستان، وسيبلغ ارتداؤها ذروته خلال مهرجان البيرة الألماني الأشهر "أكتوبرفست". لم يعد ارتداء السراويل الجلدية حكراً على الرجال، بل أصبح بإمكان النساء أيضاً ارتداء السراويل الجلدية. كما أصبح بمقدور الكلاب هي الأخرى ارتداء تلك السراويل.
يمكن الاختيار من بين تشكيلة متنوعة من السراويل الجلدية القصيرة. أرخص السراويل هو ما صُنِعَ من جلود الأبقار ويبلغ ثمن السروال أقل من 100 يورو، بينما يُمكن أن يصل ثمن السروال المصنوع من جلود الغزلان إلى 1000 يورو. مهما كان اختيارك، عليك أن تحرص بأن يناسبك قياس السروال، فلا شيء أسوأ من السروال الفضفاض.
قد تكون السروايل الجلدية القصيرة تقليدية. غير أنه لا يمكن مواكبة جميع خطوط الموضة التي تتغير باستمرار. حمالات السروال من ضمن خطوط الموضة لعام 2017، وستكون ظاهرة ومطرزة وستتصدر مقدمة السروال. كما ستبدو عتيقة وبالية في محاولة لجعلها وكأنها تعود إلى عام 1883.
سيقام مهرجان "أكتوبرفست" لعام 2017 في الفترة الواقعة بين 16 سبتمبر/ أيلول ولغاية 3 أكتوبر/ تشرين أول. وسيتباهى المشاركون بأزيائهم وسراويلهم الجلدية القصيرة “ليدرهوزه”، التي كانت زياً للطبقة العاملة فأمست زياً تقليدياً للاحتفالات، خاصة في جنوب ألمانيا.