1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

جبل طارق.. نُذر نزاعات أوروبية بعد "بركسيت"

٣ أبريل ٢٠١٧

بعد استفتاء "بركسيت" لن يمر خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بشكل سلس كما يتوقع كثيرون، إذ أن هناك مشاكل عدة ستطفو على السطح، لكن أسرعها كان مشكلة مصير منطقة جبل طارق، والتي تتمتع بحكم ذاتي تابع للتاج البريطاني.

https://p.dw.com/p/2aYkC
Gibraltar Flughafen
صورة من: Getty Images/P. Blazquez Dominguez

فمنطقة جبل طارق أو كما تعرف بالانكليزية باسم "جبرلتار/ Gibraltar" منطقة حكم ذاتي تابعة للتاج البريطاني، تقع في أقصى جنوب شبه جزيرة إيبيريا على منطقة صخرية متوغلة في مياه البحر الأبيض المتوسط على الطرف الجنوبي من اسبانيا، والتي لطالما طالبت إسبانيا بإعادتها إلى سيادتها، ما جعلها قضية توتر بين اسبانيا وبريطانيا عبر التاريخ، لتبرز كأول النتائج للقرار البريطاني في التخلي عن الاتحاد الأوروبي.

 رئيس حكومة جبل طارق فابيان بيكاردو صرح بشكل قاطع بأن أراضيه ستبقى بريطانية على الرغم من خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. في حين قدم الاتحاد الأوروبي اقتراحاً لإعطاء اسبانيا الكلمة في تقرير مصير المنطقة بمجرد مغادرة المملكة المتحدة للاتحاد. بيكاردو صعد من لهجته ضد اسبانيا في مقال كتبه في صحيفة"ديلي إكسبريس" البريطانية حيث قال إن "اسبانيا تحاول "التلاعب" بالمجلس الأوروبي لمصالحه السياسية الضيقة، وأن هذا الجهد يدعمه رئيس المجلس ، دونالد توسك".

Symbolbild - Gibraltar
تعتبر منطقة جبل طارق ذات أهمية اقتصادية كبيرة لاسبانياصورة من: Getty Images/P. Dominguez

المقالة صدرت في نفس اليوم الذي أجرى فيه بيكاردو مكالمة هاتفية مع رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، حيث قال بيان صادر عن مجلس الوزراء البريطاني إن "بريطانيا لن تدخل في أي ترتيبات قد تجعل  بموجبها سكان جبل طارق تحت سيادة دولة أخرى ضد رغباتهم المعرب عنها بحرية وديمقراطية"، في إشارة إلى استفتاء عام 2002 عندما صوتت غالبية سكان "الصخرة" بنسبة 99 في المائة ضد أي سيادة إسبانية عليهم.

بريطانيا: دعمنا صخري للصخرة

رئيس جبل طارق ذكر في مقالته أيضا أسباب تصويت "الصخرة" ضد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، معتبراً أن منطقة جبل طارق كانت تتوقع الموقف الاسباني في حال خرجت بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، ولذلك لم نكن نريد خروجها، فاسبانيا تريد استعادة المنطقة متجاهلة رغبة السكان في الاستفتاء الأخير.

وأشاد بيكاردو للدعم الكبير الذي قدمه وزير خارجية بريطانيا لموقف بجبل طارق، مشيراً إلى التغريدة التي نشرها بوريس جونسون الذي قال فيها أن بريطانيا ستستمر بالدعم "الصخري" للصخرة، معتبراُ أنه "آن الأوان لترجمة هذا الالتزام إلى عمل".


وكان وزير خارجية بريطانيا بوريس جونسون قد قال لدى وصوله إلى لوكسمبورغ لحضور اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، قد أكد على أن "السيادة على منطقة جبل طارق لن تتغير دون موافقة بلاده، ولا يمكن تصور إمكانية تغييرها بدون أن يعبر شعبا جبل طارق وبريطانيا عن دعمهما وموافقتهما على ذلك، وهذا لن يتغير".

مايكل هوارد السياسي البريطاني و زعيم حزب المحافظين البريطاني السابق، وعضو مجلس الوزراء في عهد رئيسي وزراء المحافظين مارغريت تاتشر وجون ماجور، بدا متحمساً جداً في الدفاع عن جبل طارق خلال مقابلة مع قناة سكاي نيوز، حيث شبه قضية جبل طارق بقضية جزر فوكلاند، وقال إنه "عندما رفضت الأرجنتين إعادة الجزر شنت بريطانيا حرباً في ذلك الوقت واسترجعتها خلال ثلاثة أيام من يد الإسبان، وكانت رئيسة الوزراء في وقتها سيدة، واليوم رئيسة وزراء بريطانيا سيدة وقادرة على مواجهة الإسبان لفرض الديمقراطية التي أرادها سكان الصخرة البريطانيون الآمنون".

 في حين نشرت في لندن مجموعة "غادروا الاتحاد الأوروبي" صورة عبر تويتر لمتظاهرين في كاتالونيا يطالبون باستقلال هذه المنطقة عن إسبانيا، وكتبت المجموعة في تغريدة "إسبانيا تريد جبل طارق؟ ربما علينا الاعتراف بكاتالونيا".

الفيتو في العلاقات التجارية

وكان مشروع القرار الذي قدمه الاتحاد الأوروبي ينص على منح اسبانيا حق الفيتو على العلاقات التجارية المستقبلية مع جبل طارق، ما من شأنه أن يضع اسبانيا في موقف قوي فيما يتعلق بالموقع الاستراتيجي المهم، وأورد مشروع "توجهات للمفاوضات" حول بريكست للدول الـ27 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي نُشر الجمعة أنّ إسبانيا يجب أن تعطي الضوء الأخضر لتطبيق أي اتفاق يتم التوصل إليه بين بريطانيا والاتحاد على منطقة جبل طارق.

ويفترض أن تتبنى الدول الـ 27 "هذه التوجهات" التي سيتم تعديلها على الأرجح، خلال القمة الأوروبية في 29 نيسان/ابريل في بروكسل.

حلم عمره ثلاثة قرون

وجدت اسبانيا في خروج الاتحاد الأوروبي فرصة سانحة لاستعادة السيطرة على المنطقة التي تنازلت عنها منذ 300 عام لبريطانيا لكنها عادت لتطالب بها، ليصبح هذا الحلم قريباً بعد الخطوة البريطانية، حيث أكدت اسبانيا عقب التصويت على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي رغبتها القديمة في رؤية سيادة اسبانيا وبريطانيا في جبل طارق مع أن تصبح "الصخرة" في نهاية المطاف اسبانية تماما.

وقال وزير الخارجية الاسباني الفونسو داستيس إن "الحكومة الاسبانية فوجئت قليلا بنبرة التعليقات التي خرجت من بريطانيا وهى دولة معروفة بتورطها"، ودعا داستيس إلى النظر في اقتراح الاتحاد الأوروبي بشكلٍ إيجابي.

بينما كانت بريطانيا قد أجرت استفتاءً في جبل طارق في حزيران/ يونيو الماضي بعد نيتها مغادرة الاتحاد الأوروبي، حيث اقترح وزير الخارجية الإسباني آنذاك سيادة مشتركة مع بريطانيا تسمح لأبناء جبل طارق بالحفاظ على بعض مزايا عضوية الاتحاد الأوروبي مع تمكين اسبانيا من "رفع علمها" هناك.

لكن داستيس قال في يناير/كانون الثاني الماضي إن اسبانيا لن تضع جبل طارق في سياق أي مفاوضات، وستكون للصخرة حرية مغادرة الاتحاد الأوروبي إذا رغبت في ذلك.

ويعتبر جبل طارق منطقة اقتصادية مهمة لاسبانيا، إذ يعتمد جبل طارق على اسبانيا للحصول على سلعه التموينية، وتستفيد اسبانيا أيضاً من اقتصاده المزدهر المتخصص بالخدمات المالية والمقامرة الالكترونية عبر توظيف حوالي عشرة آلاف عامل يعبرون الحدود يوميا.

  كما لا يعتبر جبل طارق المشكلة الوحيدة التي ستبرز بعد "بريكست" إذ قال مسؤول أوروبي رفيع إن "جبل طارق ليس الملف الوحيد المرتبط بنزاعات قانونية أو بسيادة يتم تقاسمها، لافتا على سبيل المثال إلى حدود ايرلندا الشمالية والقواعد في قبرص".

 

ر.ج / ي.ب (DW/ رويترز)

 

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد