1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

حفتر يلوح بالدب الروسي في وجه الغرب

حسن زنيند ١٧ ديسمبر ٢٠١٥

أعلن الجنرال خليفة حفتر قائد القوات الليبية الموالية للحكومة المعترف بها دوليا استعداده للتعامل مع روسيا بشأن محاربة الإرهاب في بلاده، فيما يبدو أنه ورقة ضغط يرفعها في وجه الغرب الذي لا يزال يحظر توريد السلاح لليبيا.

https://p.dw.com/p/1HPOg
Libyen Umsturz-General Chalifa Haftar
صورة من: picture-alliance/dpa

بلغة قريبة من الغزل السياسي مدح الفريق أول ركن خليفة حفتر قائد القوات الليبية الموالية للحكومة المعترف بها دوليا ما يقوم به الروس في محاربة الإرهاب وأوضح قائلا: "الذي نراه بالنسبة للروس هو أنهم يقومون بعمل جيد جدا ضد الإرهاب ونحن مشكلتنا الأولى هي الإرهاب". واستطرد موضحا "نحن نرى من الروس إشارات تدل على أنهم جادون في مقاومة الإرهاب، وربما في الفترة القادمة يكون عندنا نظرة في هذا الموضوع". فهل يتعلق الأمر بخطوة تقارب أولى قد تفتح الأبواب في المدى المنظور لتدخل عسكري روسي في ليبيا على غرار السيناريو السوري، أم أن الأمر مجرد فرقعة إعلامية بحكم اختلاف الحالتين السورية والليبية؟

يرى الكاتب والمحلل السياسي الليبي كامل المرعاش في حوار مع DW أنه "لابد من أخذ الأجواء التي قال فيها حفتر هذا الكلام بعين الاعتبار، بحضور المبعوث الأممي لليبيا مارتن كوبلر، فهو يريد أن يوصل رسالة واضحة للغرب الذي لا يزال يحظر بيع السلاح عن الجيش الليبي، ويربط رفعه بتشكيل حكومة وحدة وطنية، وكأن حفتر يريد أن يقول، أمامنا خيارات أخرى منها التعاون مع روسيا".

استبعاد سيناريو تدخل روسي في ليبيا

سبق لموسكو أن أكدت أكثر من مرة أنها لا تعتزم شن ضربات جوية على ليبيا حيث تنشط جماعات موالية لتنظيم "الدولة الإسلامية". وقال وزير الخارجية الروسي سي سيرغي لافروف في روما يوم (11 من ديسمبر/ كانون الأول 2015) إن "هذه ليست خططنا. لم نتلق طلبات من هذا النوع من حكومة ليبيا". وبهذا الصدد أوضح كامل المرعاش أن "ليبيا بعيدة عن روسيا، ولروسيا أولويات مختلفة، رغم أنها تحاول التأثير في المشهد المتوسطي لأن ذلك من مصلحتها. وأعتقد أن التهديد الذي رفعه حفتر هو لجهة توريد السلاح للجيش الليبي. واستطرد الخبير الليبي موضحا: "لا أعتقد أن روسيا مقبلة على تدخل في ليبيا على الأقل في المدى المنظور"، مؤكدا أن دولا مثل "إيطاليا وفرنسا وإسبانيا لها مصالح أكبر مع ليبيا، وهي دول لن تترك بالتأكيد ليبيا لنفوذ الروسي".

ومن مؤشرات استبعاد فرضية التدخل الروسي غموض الموقف في ليبيا سياسيا وعسكريا، حيث تتفاقم مشاهد العنف والصراع على السلطة بسبب انقسام هذه البلاد الغنية بالنفط بين سلطتين، حكومة وبرلمان يعترف بهما المجتمع الدولي في الشرق، وحكومة وبرلمان لا يحظيان بالاعتراف الدولي يديران العاصمة طرابلس ومعظم مناطق الغرب. ويرى المرعاش أنه "حتى ولو أخذنا بفرضية التدخل العسكري الروسي، فإن موسكو ستكون في حاجة إلى دعم إقليمي من قبل بلد كمصر مثلا، غير أن مصر لها التزامات مع دول الخليج التي تعارض بشدة هكذا تدخل خصوصا السعودية والإمارات، ثم إن مصر في حاجة ماسة اليوم للمساعدات الخليجية لتمويل اقتصادها".

فوضى الإرهاب ودور حفتر

ساهمت الفوضى الأمنية التي أعقبت انهيار نظام معمر القذافي في توفير موطئ قدم لجماعات متطرفة وعلى رأسها تنظيم "الدولة الإسلامية" الذي يسيطر على مدينة سرت وبدأ يسعى للتمدد في المناطق المحيطة بها التي تضم حقولا نفطية وموانئ تصدير رئيسية. وتخوض القوات التي يقودها حفتر، وهي خليط من وحدات الجيش وجماعات مسلحة موالية له، معارك ضد تنظيمات متطرفة في عدة مناطق على رأسها بنغازي لكنها تعاني، بحسب حفتر، من حظر توريد السلاح الذي يفرضه الغرب عليها عليها.

وشخصية حفتر مثيرة للجدل وهناك أطراف ليبية كثيرة تعتبره من بين المصادر الرئيسية للتوتر في طرابلس كما في طبرقن، مستبعدة أن يكون شخصية وحدوية قادرة على لعب دور إيجابي في المرحلة المقبلة. أما القوات التي يتزعمها فتتكون من ضباط سابقين من شرق البلاد انشقوا في بداية الانتفاضة على نظام معمر القذافي في 2011، وكذلك سلاح الجو الذي كان يملك عددا قليلا من مقاتلات ميغ الروسية الصنع، ووحدات القوات الخاصة بقيادة ونيس بوخماد- القوات الرئيسية التي انضمت إلى تحالف حفتر لمكافحة "الإرهاب" بدعم من الحكومة التي يعترف بها المجتمع الدولي. واضطر الجيش الذي طرد في تموز/ يوليو الماضي من بنغازي إلى الانكفاء شرقا باتجاه مدن موالية مثل المرج والبيضاء وطبرق على الحدود المصرية، قبل أن يستعيد السيطرة على مناطق في بنغازي. ومنذ تشرين الأول/ أكتوبر 2014، نجحت قوات حفتر في استعادة جزء كبير من بنغازي ثاني أكبر مدن البلاد، لكنه ما زال يواجه مقاومة جماعات إسلامية.

ويعتمد حفتر على جماعة الزنتان القوية المناهضة للإسلاميين التي أعلنت انضمامها إليه وعلى قبائل في المنطقة مثل قبائل ورشفانة والرجبان. وبالتالي من الصعب تصور أي دور لروسيا في هذا المشهد المعقد كما يوضح كامل المرعاش "بعد أكثر من شهرين من القصف الروسي في سوريا، اتضح أن ذلك لم يغير بشكل جذري من موازين القوى على الأرض". ومن المعروف أيضا أن حفتر طلب السلاح الروسي في الماضي غير أن روسيا لم تتجاوب، كما طلب زيارة موسكو، وهو ما ووجه بتحفظ الكرملين. ثم إن روسيا أعلنت مساندتها لتشكيل حكومة وفاق وطني وأنها لن تقف أمام المشروع البريطاني أمام مجلس الأمن الخاص بليبيا والذي يعتمد اتفاق الصخيرات بالمغرب. "وبالتالي فإن روسيا تتوافق مع الغرب بشأن الملف الليبي في هذه المرحلة على الأقل".

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد