1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

تنسيق أنظمة التعليم الجامعي الأوروبية يجعلها أكثر قدرة على المنافسة

دويتشه فيله(ط.أ)٢٥ نوفمبر ٢٠٠٦

تقوم الدول الأوروبية في الوقت الراهن بإدخال عدد من الإصلاحات على أنظمة التعليم الجامعي فيها لجعلها أكثر توافقا وانسجاما. النظام الجامعي البريطاني يتمتع بعدة مزايا تجعله مثالا يُحتذا به من قبل الجامعات الألمانية.

https://p.dw.com/p/9QSe
إصلاح التعليم الجامعي ضروري لمواكبة نظام العولمةصورة من: dpa+

قامت الدول الأوروبية في الآونة الأخيرة بإدخال مجموعة من التعديلات على أنظمتها الجامعية. فهي ترغب في توحيد هذه الأنظمة داخل أوروبا طبقا لما يعرف بإعلان بولونيا القاضي بإنشاء منطقة جامعية موحدة بحلول العام 2010. وفي إطار هذه المساعي تحظى المبادرة البريطانية لإصلاح التعليم الجامعي باهتمام متزايد من قبل الدول الأوروبية، وعلى ضوءها بدأت الجامعات الألمانية بتحديث أنظمتها الجامعية وجعلها أكثر تطابقا للأنظمة الدولية من خلال اعتمادها نظام المرحلتين الدراسيتين، البكالوريوس والماستر. ويأمل الخبراء أن يساهم توحيد المؤهلات الجامعية بين مختلف الجامعات الأوروبية في تسهيل التبادل الأكاديمي والطلبة فيما بينها.

النموذج البريطاني

Die Bildung geht Baden Studentendemonstration Berlin
طلبة ألمان يتظاهرون في برلين من أجل رفع الدعم المالي للجامعاتصورة من: AP

يسعى معظم الدراسين في جامعة كنغستون، وهي إحدى أحدث الجامعات البريطانية، إلى الحصول على شهادة البكالوريوس، فيما لا يتجاوز عدد الطلبة الراغبين في الحصول على شهادة الماستر العشرة في المائة من مجموع الطلبة هناك. ويعود سبب قلة عدد الراغبين في الحصول على الماستر إلى التحاق الطلبة المتخرجين والحاملين لشهادة البكالوريوس بسوق العمل قبل عودة عدد منهم إلى الدراسة مجددا. لذا لم يستبعد البروفيسور دافيد ميلس من جامعة كينغسون، أن يرتفع عدد الطلبة البريطانيين الراغبين في الحصول على شهادة الماستر وقال: "لقد بات يُنظر إلى شهادة البكالوريوس في بريطانيا على أنها مرحلة دراسية تمهيدية لشهادة الماستر". وبالفعل يميل الطلبة البريطانيون إلى العودة من جديد إلى المدرجات الجامعية لمواصلة دراستهم بعد فترة عمل قصيرة. ويقول أحد الطلبة في هذا الصدد: " يفضل أرباب العمل بشكل متزايد أصحاب الشهادات الجامعية العليا مثل الماستر، غير أني أحتاج إلى استراحة من الدراسة". ويضيف: "أريد العمل لمدة عام قبل أن أعود للجامعة لإتمام الدراسة والحصول على شهادة الماستر". إلى جانب ذلك، تسجل الجامعة البريطانية إقبالا كبيرا على دراسة شعب الاقتصاد. فهي تخول في نظر طلبتها لدارسيها فرصا جيدة لولوج أماكن عمل مهمة يتقاضون فيها أجورا عالية.

خصوصية الجامعات البريطانية

BVG verkündet Urteil zum Studiengebührenverbot
التعليم الجامعي بحاجة إلى تطوير هياكله لتكيفه مع التطورات الإقتصاديةصورة من: AP

تمتاز الجامعات البريطانية التي بادرت إلى اعتماد نظام المرحلتين الدراسيتين بخصوصيات عدة، ميزتها عن سائر الجامعات الأوروبية وجعلت منها مثالا يُحتذا به. وعن تلك الخصوصيات تحكي أندريا رنكه، وهي أستاذة اللغة الألمانية والإخراج السينمائي في جامعة كينغسون، حيث لمست خلال عملها في الحقل الجامعي فرقا كبيرا بين النظامين الألماني والبريطاني وتقول في هذا الصد: " لقد كان لدي انطباع كألمانية في بريطانيا في بادئ الأمر بأن الدراسة، هنا في بريطانيا، ممدرسة بشكل كبير، بحيث لا يملك المرء حرية كبيرة. فجدول الدراسة محدد من قبل الجامعة مسبقا". وتضيف رنكه: "غير أنه مع مرور الوقت اكتشفت مزايا نظام البكالوريوس البريطاني. فهو يحول دون تضيع الطلبة الكثير من الوقت في البحث ويجنبهم الوقوع في أخطاء، كما أن الطلبة يتلقون في إطار هذا النظام الكثير من التوجيه".

إلى ذلك تعتبر رنكه أن الجامعات البريطانية تتميز عن نظيراتها في ألمانيا بأجواء دراسية جيدة يطبعها انسجام جيد بين الطلبة، فضلا عن الكفاءات العالية التي يتمتع بها خريجيها. لكن رنكه ترى أن الدراسة الجامعية القصيرة تحتاج رغم ذلك إلى هياكل ناجعة تضمن جودة الدراسة.

الجامعات الألماني والمنافسة الدولية

ورغم ميزات الجامعات البريطانية وسمعتها الطيبة يفكر العديد من الطلبة البريطانيين في الالتحاق بالجامعات الألمانية. فإلى جانب جودة المؤسسات التعليمية الألمانية تجلب الرسوم الجامعية الملائمة ورخاء الحياة الطلابية هناك اهتمام الطلبة البريطانيين. ولعل ما يزيد من تعزيز هذا الميول لدى الطلبة البريطانيين، هو تمكن العديد من الجامعات الألمانية من إزاحة مشكل اللغة عبر تقديمها الكثير من المحاضرات باللغة الإنجليزية، الشيء الذي يسهل ربطها بالجامعات العالمية. غير أن تبني الجامعات الألمانية والأوروبية نماذج التحصيل الدراسي المعمول بها في الدول الناطقة بالإنجليزية يجعلها أكثر قدرة على المنافسة مع الجامعات البريطانية والأسترالية والنيوزيلندية والأمريكية.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد