1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

تنافس شديد بين اليساريين والأحزاب اليمنية المتطرفة على كسب دعم شرق ألمانيا

٢٢ سبتمبر ٢٠٠٩

رغم مرور أكثر من عشرين عاماً على توحيد ألمانيا، ما تزال الفوارق ما بين الشرق والغرب كبيرة. الأحزاب اليسارية واليمينية المتطرفة تسعى إلى بسط نفوذها في شرق ألمانيا، معتمدة على الإحباط السائد بين المواطنين في تلك المنطقة.

https://p.dw.com/p/JmKZ
تحاول التيارات اليمنية المتطرفة استغلال التخلف الاقتصادي وارتفاع معدلات البطالة في الشق الشرقي من ألمانيا للترويج لأفكارها العنصرية المتطرفةصورة من: AP

تتمتّع مدينة يينا (Jena) الصّغيرة الواقعة في شرق ألمانيا بسمعة طيّبة كمدينة مزدهرة تعتمد على قاعدة اقتصادية صلبة وأسلوب حياة مريح ساعد في تحويلها إلى أكثر مدن الشق الشرقي في ألمانيا رخاء. بيد أن المدينة المزدهرة في الشرق، تحتل المرتبة الـ29 على مستوى ألمانيا، حسب مقياس الوفرة بين كافة المدن الألمانية الذي أجرته مجموعة بحثية.

ومن المؤكد أن هناك صحوة في الصناعة في الجزء الشرقي من البلاد بعد أن كان الاقتصاد في الشق الألماني الشرقي قد وصل إلى أدنى مستوياته عام 1992، إثر تداعيات النظام الاشتراكي قبل سقوطه. وقد بدأت السّياحة في الانتعاش على طول ساحل البلطيق في شمال شرق ألمانيا، كما أن مجموعة ضخمة من الاستثمارات في المنطقة من قبل شركات كبرى مثل بورشه وبي إم دبليو وايفنيون لصناعة الرقائق الالكترونية بدأت تؤتي أكلها. ولا يزال المواطن الألماني في الشق الغربي من ألمانيا يدفع ما يسمّى "بضريبة التضامن" لدفع عجلة الاقتصاد في الشقّ الشّرقي لألمانيا، وفي هذا السياق يقول كلاوس تسيمرمان، رئيس المعهد الألماني للأبحاث الاقتصادية: "إن ثمّة تقدّم هائل في الإنتاجية والمنافسة في ألمانيا الشرقية".

لا يزال هناك انقسام بين الشرق والغرب

Galerie Berliner Mauer: Mauerfall
رغم سقوط جدار برلين قبل عشرين عاما إلاّ أنه ما يزال قائما في أذهان العديد من الألمان ولاتزال الفوارق قائمة بين الشرق والغربصورة من: AP

بيد أنّه -وعلى الرّغم من مرور عشرين عاماً على التغير الذي شهدته هذه المنطقة عقب انهيار جدار برلين وسقوط النظام الاشتراكي وتوحيد الألمانيتين، إلاّ أنه لا يزال ثمّة انقسام سياسي واقتصادي يفصل بين الشقين الغربي والشرقي لألمانيا. وقد أظهرت دراسة أجراها معهد بيلفيلد للأبحاث حول الأزمات وظاهرة العنف أن اثنين من بين ثلاثة يعيشون في الشرق يشعرون بأنّهم مواطنون من الدرجة الثانية في ألمانيا الموحدة. كما أن نسب البطالة ماتزال مرتفعة في شرق ألمانيا، حيث وصلت في الشهر الماضي إلى 12.8 بالمائة، أي أكثر من مليون عاطل عن العمل. ويعزو الخبير في الاقتصاد من جامعة ماغدبورغ، كارل ­هانز باكي، ارتفاع معدّلات البطالة في شرق ألمانيا إلى تخلّفها الاقتصادي مقارنة بالشقّ الغربي، قائلاً: "لا يزال الشرق يفتقر إلى خطّ إنتاج مماثل لما هو في الغرب". ويشير الخبير الألماني إلى ضرورة نقل الأموال من الغرب إلى الشرق لمدّة عقدين آخرين أو أكثر للمساعدة في دعم التحوّل الاقتصادي في الشرق والتصدّي للتخلف الصناعي المتجذر هناك.

دعم متزايد في الشرق لأحزاب اليسار واليمين المتطرفة

Deutschland Wahlen Wahlplakat Die Linke Oskar Lafontaine und Gregor Gysi in Hamburg
يحظى حزب اليسار بدعم متزايد خاصة في شرق ألمانياصورة من: AP

أما على الصعيد السياسي، فقد تحول الحزب الشيوعي الحاكم سابقاً في ألمانيا الشرقية إلى حزب اليسار عقب سقوط جدار برلين، وأصبح يشكّل جزءا من حكومات ائتلافية في عدة ولايات بشرق ألمانيا. كما أصبح لحزب اليسار ممثلون في البرلمان الألماني، وبات يشارك كذلك في ائتلاف مع الاشتراكيين الديمقراطيين في حكم ولاية برلين. وعلى الرّغم من تحفّظ عدد من المؤسّسات السياسية في ألمانيا من حزب اليسار، إلاّ أن ذلك لم يحل دون تحقيقه نجاحاً حتى في بعض المناطق في غرب ألمانيا.

من ناحية أخرى، لا يعد حزب اليسار الحزب الوحيد الذي يحظى بشعبية متزايدة في شرق ألمانيا، بل أحزاب اليمين المتطرف كذلك تتمتع بدعم متزايد في شرق البلاد، الأمر الذي يعزوه مراقبون إلى مشاعر الإحباط التي يشعر بها المواطنون في تلك المنطقة إزاء ما يرونه فشلا سياسيا واقتصاديا عقب توحّد الألمانيتين. ففي الشهر الماضي تمكّن الحزب الألماني القومي، الذي يتبنّى اتجاهات النازيين الجدد، مجددا من تأمين مقاعد في البرلمان في انتخابات جرت في ولاية ساكسونيا بشرق البلاد والتي تتمتع برخاء نسبي. وساعدت قوة حزب اليسار على نحو خاص في خفض التأييد للأحزاب الألمانية الكبرى في الشرق. وعلى الرّغم من أن حزب اليسار خرج متعادلا مع الاشتراكيين الديمقراطيين في بعض الانتخابات فإن حجم التأييد للحزب المسيحي الديمقراطي، الذي تترأسه المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، قد انخفض في الجزء الغربي من البلاد.

(ش.ع / د.ب.أ)

مراجعة: سمر كرم

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

المزيد من الموضوعات