1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

تكهنات حول الغارة الإسرائيلية على سوريا

تانيا كريمير/ ريم نجمي١ فبراير ٢٠١٣

تبدو اسرائيل التي تتهمها سوريا بقصف مركز عسكري للبحوث العلمية مصممة على منع نقل أسلحة إلى حزب الله من أجل المحافظة على التفوق في المنطقة التي تشهد توترا منذ أيام. تكهنات كثيرة تسود والمستقبل مفتوح على احتمالات متعددة.

https://p.dw.com/p/17WVz
FILE - An archive photograph dated 25 June 2009 shows an Israel F-16 jet fighter as it takes off from an air force base in southern Israel during an exercise. The Syrian Army said that Israeli aircraft struck "centres for scientific research" Wednesday, January 30, 2013 north-west of Damascus, near the Lebanese border, killing two people and wounding five. EPA/JIM HOLLANDER +++(c) dpa - Bildfunk+++
Israelischer Kampfjetصورة من: picture-alliance/dpa

منذ أيام فقط قامت إسرائيل بنصب بطاريتين من المنظومة الدفاعية الجوية "القبة الحديدية" في شمال البلاد. نقل الأسلحة من جنوب إسرائيل بالقرب من قطاع غزة القريبة من حيفا هو أمر"روتيني" في الأيام الأخيرة، حسب مصادر من الدوائر العسكرية. كما تواردت أنباء عن غارة جوية إسرائيلية محتملة على شحنة أسلحة عند الحدود السورية اللبنانية. والآن تناقش وسائل إعلام إسرائيلية سيناريوهات محتملة لتهديدات مختلفة.

واحد من هؤلاء المصور غافري شيفر، الذي سبق له أن عايش أزمات كثيرة شهدتها المنطقة، رغم ذلك فهو قلق من الوضع الحالي ويقول:"كإسرائيلي له أطفال في سن يمكن أن يطلبوا لوحدات الاحتياط في الجيش، أشعر فعلا بالقلق." التوترات التي تشهدها المنطقة الشمالية الحدودية، هي دائما مدعاة للقلق"."هذه التوترات يمكن أن تؤدي إلى التصعيد من جانب حزب الله وسوريا وإسرائيل، بل وحتى بين الإسرائيليين أنفسهم، استحضر الآن حرب 1973، فمن الاحتمال أن تقوم حرب."

Syrische Aufständische gruppieren sich am 25.01.2013 in Aleppo, Syrien mit ihren Waffen zu einem Gruppenfoto. Foto: Thomas Rassloff/dpa
حاولت الحكومة الإسرائيلية لمدة طويلة البقاء خارج الصراع في سوريا، لولا تعدي الخطوط الحمراءصورة من: picture-alliance/dpa

صمت حكومة إسرائيل

مازال غير واضح ما حدث صباح  الأربعاء 30 يناير/ كانون الثاني. فحسب رواية الجانب السوري فإن القوات الجوية الإسرائيلية قامت بقصف مركز للأبحاث العسكرية واقع بين العاصمة السورية والحدود السورية اللبنانية.

أما " النيويورك تايمز" ووسائل إعلامية أخرى فقد ذكرت وفقا لمصادر من دوائر أمنية أمريكية أن الأمر يتعلق بقصف إسرائيل لقافلة من شاحنات أسلحة جوية متطورة، كانت في طريقها إلى لبنان وبالتحديد لميليشيات حزب الله.  أما الحكومة الإسرائيلية فلم تعلق على الموضوع.

الخوف من الأسلحة الكيماوية

الخوف من الترسانة العسكرية السورية وخاصة الأسلحة الكيماوية أمر يشغل إسرائيل منذ مدة." تزويد حزب الله بمنظومات الأسلحة الحديثة هي مسألة تتعدى الخطوط الحمراء بالنسبة لإسرائيل. " كما يقول الخبير الأمني يوناتن سباير من مركز البحوث المتعددة التخصصات في هيرتسيليا. ويتابع سباير:" لقد بدى جليا أنه سيكون لها رد فعل، إذا تعلق الأمر بنقل أسلحة. إنه الواقع الذي تتواجد فيه إسرائيل، وينبغي لها أن تتحرك." لأن إسرائيل ينبغي أن تقلق- في جو الفوضى الذي تعرفه الحرب الأهلية السورية- من أن تسقط الترسانة الكبيرة الكيماوية وأسلحة أخرى متطورة في يدي حزب الله أو أي جماعات إسلامية متطرفة. وفي حالة ما إذا حصلت هذه المجموعات على هذه الأسلحة فإن الأمر سيتطور – حسب وجهة نظر خبراء أمنيين- إلى اختلال في موازين القوى في المنطقة بشكل مأساوي. 

epa03161396 A handout photo made available by the official Syrian Arab News Agency (SANA) shows Syrian President Bashar Assad (L) speaking with soldiers as he tours the Baba Amr neighborhood in the central province of Homs, Syria, 27 March 2012. Reports quoting Syrian state-run media said that Assad on 27 March toured the restive area of Baba Amr in Homs, the site of heavy clashes between rebels and Syrian troops earlier this month. This was the president's first visit to Baba Amr after dozens died in a month-long shelling on the area in February. EPA/SANA/HANDOUT HANDOUT EDITORIAL USE ONLY/NO SALES +++(c) dpa - Bildfunk+++
نقل الأسلحة لحزب الله قد يكون تعبيرا عن خوف بشار الأسد من سقوط الأسلحة في أيدي الثوارصورة من: picture-alliance/dpa

مشاورات مع الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا

وكان عدد من السياسيين والقادة العسكريين الإسرائيليين قد أعلنوا في الأيام الماضية عن تدخل عسكري في حال ما إذا كانت الأسلحة الكيماوية السورية ستقع في يد  حزب الله.  وبعد الانتخابات الإسرائيلية  بوقت قصير عُقد  اجتماع أمني سري حول موضوع سوريا. وحسب تقارير إسرائيلية فإن مسؤولين أمنيين إسرائيليين على مستوى رفيع قاموا بإجراء مشاورات سرية مع الجانبين الأمريكي والروسي.

وكانت الحكومة الإسرائيلية قد حاولت لمدة طويلة البقاء خارج الصراع في سوريا، لولا تعدي الخطوط الحمراء الإسرائيلية والتي تكررت كثيرا في الأيام الماضية. في الوقت الحالي تسود التكهنات الإعلامية حول ما الذي يمكن أن تقوم به إسرائيل، للتصدي لهذه التهديدات.

صواريخ دفاعية جوية لحزب الله؟ 

بالإضافة إلى نقل الأسلحة الكيميائية فإسرائيل قلقة بشكل خاص من صواريخ الدفاع الجوي الروسية SA-17 التي تتوفر عليها الترسانة العسكرية السورية، عاموس هرئيل كتب في صحيفة هآرتس: "إن هذا من شأنه أن يغير" قواعد اللعبة تماما"، كما يقول أيضا الخبير الأمني ​​يوناتان سباير خاصة إذا كان حزب الله سيستخدم هذه الصواريخ. حيث يقوم السلاح الجوي الإسرائيلي بجولات استطلاع فوق الأجواء اللبنانية الجنوبية. وهذا ما من شئنه أن يعطي التفوق لحزب الله وأن يحد من قدرات إسرائيل بشكل كبير.

بالإضافة إلى ذلك تكهنت وسائل الإعلام الإسرائيلية أيضا حول الأسباب التي تدفع النظام السوري وحزب الله إلى القيام بمثل هذه العمليات لنقل الأسلحة في الوقت الحالي. بعض  الخبراء يتوقعون  أنه تم مسبقا خلال الحرب الأهلية  تهريب المعدات العسكرية والأسلحة بالفعل إلى لبنان.  ويمكن تفسير الأمر بكون النظام السوري يخشى ربما وقوع الأسلحة في أيدي الثوار، أو يمكن أن يعني الأمر كذلك أن حزب الله  يقوم بترتيبات تخوفا من سقوط النظام السوري.

Image #: 19123987 A worker at a gas mask distribution center helps an Israeli man try on a gas mask in a mall in Jerusalem, Israel, August 23, 2012. Israelis are flocking to pick up gas mask kits amid tensions over the possibility of an Israeli strike against Iran over its nuclear program and the fear that Syria could use chemical weapons. UPI/Debbie Hill /LANDOV pixel
الإسرائيليون يقبلون على شراء أقنعة واقية من الغازصورة من: picture alliance/landov

الإسرائيليون يشترون أقنعة واقية من الغاز

وفي خضم كل هذه التكهنات يبدو أن هناك أمرا واحدا مؤكدا وهو أن الوضع في المنطقة ليس أكثر سهولة ولا أكثر أمانا. "حقيقة أن حزب الله لم يرد عسكريا خلال 24 ساعة هو أمر مشجع." كما كتب عاموس هرئيل في صحيفة هآرتس، ويتابع:" غير أنه لا يمكن التكهن إلى أي مدى سيطول هذا التحفظ."

وحسب التقارير الإسرائيلية فإنه تم في شمال إسرائيل تفقد الملاجئ واختبار قدرة صفارات الإنذار على العمل في حال حدوث غارة جوية. كما ارتفع الطلب على الأقنعة الواقية من الغازات في الأماكن المخصصة لذلك في مكاتب البريد أكثر من المعتاد.  فالأخبار الرائجة تسبب الخوف للسكان. ويقول المصور غافري شيفر: "في الشرق الأوسط يمكن أن يتحول ما يبدو غير واقعي اليوم إلى أمر مختلف غدا. ومع الأسد، الذي يدير ظهره إلى الحائط، يبدو الوضع خطير جدا. هناك العديد من السيناريوهات، ولكن كمواطن إسرائيلي، وكأب وجد، يمكنني أن أقول أن كل ما يحدث يجعلني قلقا للغاية. "

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

المزيد من الموضوعات