1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

تعليق: "أحلاهما مر" أو معضلة الانتخابات الرئاسية المصرية

٢٥ مايو ٢٠١٢

تشير المعطيات الأولية إلى أن مرشح الإخوان المسلمين تمكن إلى جانب آخر رئيس وزراء في عهد مبارك من كسب الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية المصرية الأمر الذي يعرض البلاد للانقسام، كما يرى راينر زوليش في تعليقه التالي.

https://p.dw.com/p/152iz
ARCHIV - Die Kandidaten zur Präsidentenwahl in Ägypten, der Islamist Mohammed Mursi (l./Foto vom 17. Mai 2012) und der frühere Mubarak-Minister Ahmed Schafik (Foto vom 14. Mai 2012). Bei der Präsidentenwahl in Ägypten läuft es auf eine Stichwahl zwischen dem Islamisten Mohammed Mursi und dem früheren Mubarak-Minister Ahmed Schafik hinaus. Ein Mitglied der Wahlkommission sagte am Freitag (25.05.2012) in Kairo, die beiden Politiker lägen nach der Auszählung von 90 Prozent der Stimmen mit Abstand vor den Mitbewerbern. Das offizielle Ergebnis der Wahl werde erst am Sonntag (27.05.2012) veröffentlicht, fügte er hinzu. EPA/KHALED ELFIQI (zu dpa 1012 am 25.05.2012) +++(c) dpa - Bildfunk+++
صورة من: picture-alliance/dpa

بالرغم من أن النتائج النهائية لم تعلن بعد فإن الخاسر الأكبر في أول انتخابات رئاسية حرة في تاريخ مصر بات واضحا: إنهم الشباب والنشطاء الليبراليون الذين تمكنوا، وبشجاعة مثيرة للإعجاب، من خلع حسني مبارك من سدة حكم تمسك به لعقود من الزمن. قبل خمسة عشر شهرا كافح "ثوار الفيسبوك" كما يسمون، من أجل مزيد من العدالة وفي سبيل مجتمع مدني حديث. ثوار كانوا يسعون إلى تغيير جذري للنظام في البلاد. لقد تابع العالم بأسره، وبتعاطف كبير، انتفاضتهم ضد نظام مبارك الاستبدادي، خصوصا الأوروبيون الذين استحضروا، ولو جزئيا، التغييرات الجذرية والتاريخية التي عرفتها أوروبا بعد انهيار جدار برلين.

إلا أن الفوز الكبير الذي حققه الإخوان المسلمون والسلفيون خلال الانتخابات التشريعية في الشتاء الماضي حول هذا الحماس إلى خيبة أمل وبيّن أن للغالبية العظمى من الشعب المصري أولويات أخرى. إن المصريين يتوقون إلى الأمن والاستقرار، كما أنهم في حاجة إلى فرص عمل وآفاق اقتصادية. وسواء أعجبنا ذلك أم لم يعجبنا، فإن الكثيرين منهم يرغبون في دولة يكون فيها للإسلام دور كبير. بيد أن هناك في الوقت نفسه نسبة كبيرة وموازية تقريبا من السكان مستعدة على ما يبدو للقبول بنفوذ سياسي غير ديمقراطي للعسكر أو لـ "فلول" نظام مبارك للحيلولة دون "أسلمة" واسعة للبلاد التي باتت اليوم منقسمة إلى معسكرين.

Deutsche Welle Rainer Sollich. Programm Afrika/Nahost, Arabische Redaktion. Foto DW/Per Henriksen 12.11.2010 #1_0918.jpg
راينر زوليشصورة من: DW

نتيجة لا تشفي الغليل

إن فوز مرشح الإخوان المسلمين محمد مرسي في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية لا يستجيب وبشكل واضح لما نرغب فيه نحن الأوروبيين. لكن هذا لا يمنعنا من القول إن الإخوان المسلمين ليسوا إسلاميين متطرفين عديمي الأفق. إنهم متجذرون في المجتمع المصري، كما تمكنوا من كسب الكثير من المصداقية بنشاطهم الاجتماعي خلال عقود من معارضة نظام مبارك. بالطبع يضم الإخوان المسلمون في صفوفهم تيارا متشددا وآخر واقعيا معتدلا، لكن فهمهم للديمقراطية وحرية العقيدة ودور المرأة في المجتمع أمور تدعو للقلق.

في المقابل فإن الدعم الذي يلقاه أحمد شفيق، الذي كان من المقربين لمبارك، يدعو لنفس الدرجة من القلق. صحيح أن شفيق قد يكون ضمانة كي لا تتحول مصر إلى "دولة شريعة"، كما يُقال. إلا أنه ينتمي للحرس القديم ويعتبر من رموز النظام السابق، كما يرى فيه الكثيرون من الليبراليين المصريين رمزا للثورة المضادة. وقد تحسم جولة انتخابات الإعادة في منتصف يونيو/ حزيران الخيار بين الإسلاميين و"فلول" نظام مبارك، ما قد يكون مؤشرا على مزيد من الاستقطاب.

الثوار لم يقولوا كلمتهم الأخيرة بعد

ومع ذلك يمكن تسجيل أمر ايجابي: لقد أثبت المصريون بهذه الانتخابات التي جرى جزؤها الأعظم بشكل سلمي، أنهم "ناضجون" للديمقراطية، وهو حق رفضه لهم مبارك على الدوام. الآن يعتمد كل شيء على مدى جدية العملية الإصلاحية التي تعرضت لانتكاسات. ويتعين على المجلس العسكري تسليم السلطة بدلا من تحريك الخيوط من وراء الستار. كما أنه من غير المسموح به إتاحة الفرصة للقوى الإسلامية للحد من حريات تم اكتسابها بشق الأنفس.

إن مصر في حاجة إلى إعلام شجاع وحر وإلى معارضة يقظة حتى من خارج المؤسستين التشريعية والرئاسية. وإذا كان الثوار الأوائل يبدون، في المدى المنظور، بلا تأثير في المؤسسات المنتخبة ديمقراطيا في مصر، فإن الحاجة إليهم ستظل قائمة في المستقبل.

راينر زوليش

مراجعة: أحمد حسو

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد