1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

تصفيات أمم اوروبا: عرس اهداف في لقاء المانيا مع سان مارينو

ناصر جبارة٧ سبتمبر ٢٠٠٦

المنتخب الألماني لكرة القدم يسجل انتصارا قياسيا على سان مارينو (13: صفر) هو الاعلى له منذ عام 1940. بودولسكي وكلوزه وشفاينشتايغر يسجلون هدفا تلو الآخر وليمان يخرج عن طوره من جديد وبالاك يسجل ... أخيرا

https://p.dw.com/p/95k2
بودولسكي (بولددي) سجل أربعة أهدافصورة من: AP

عندما بدأت الصحف الألمانية في الأيام القليلة الماضية بالتحضير للمباراة التأهيلية لبطولة أمم أوروبا 2008 في النمسا وسويسرا والتي خاضها المنتخب الألماني مساء أمس 06 سبتمبر/أيلول 2006 ضد منتخب سان مارينو، لم يتناول نقاش المعلقين الرياضيين والعارفين بشؤون الكرة الألمانية سيناريوهات الفوز والهزيمة أمام فريق قزم لم يفز بلقاء دولي واحد منذ تأسيسه، بل أن اهتمام هذه الصحف وخاصة الرياضية منها انصب بالدرجة الأولى على عدد الأهداف التي ستشهدها هذه المباراة وبالتالي على سؤال واحد وهو: هل سيستطيع المنتخب الوطني تحطيم الرقم القياسي الذي سجلته اسبانيا في عام 1983 بفوزها على مالطا بـ 12 هدفا مقابل هدف واحد؟ ولكن هذه التحضيرات ركزت أيضا على ترتيب المجموعة الرابعة التي لا تخلو من خصوم عنيدين يحسب لهم كل حساب مثل تشيكيا وايرلندا. هذا السؤال لم يطرحه فقط العارفون بأحوال كرة القدم، بل أنه كان حاضرا طيلة مساء أمس في جميع الحانات والمقاهي الألمانية التي بثت اللقاء وما أكثرها وخاصة إذا تذكرنا أن معظم مقاهي المدن الألمانية تحولت أثناء مونديال 2006 إلى ملاعب خضراء مصغرة.

لقاء من الدرجة الثالثة

Fussball Länderspiel Deutschland Irland
مدرب المنتخب الألماني يوأخيم لوف (يسار) إلى جانب مساعده الجديد هانس فليك قبل بدء مباراة أمسصورة من: AP

إذن، بدأت المباراة التي ذكرتنا بلقاء ودي من الدرجة الثالثة في استاد سيرافالي في سان مارينو أمام خمسة آلاف متفرج وبدأت معها الرهانات على الدقيقة التي ستشهد تسجيل الهدف الأول. ولكن الدقائق الأولى جاءت مخالفة لتوقعات عشاق الكرة المستديرة وقدمت فيها صفوف دفاع المنتخب المستضيف "عرضا إسمنتيا" أمام هجمات بودولسكي وكلوزه المتعطشيْن لتسجيل الأهداف، على رأي يؤاخيم لوف، المدرب الألماني الجديد وخليفة يورغن كلينسمان. هذا التكتيك الدفاعي الذي غشّه لاعبو سان مارينو على ما يبدو عن جيرانهم الإيطاليين أتى ثماره حتى الدقيقة الحادية عشرة عندما رفع لاعب خط الوسط بيرند شنايدر كرة جميلة من الجهة اليمنى، ليسدد المهاجم لوكاس بودولسكي (بولدي) كرة رأسية هزت شباك الخصم، مفتتحا التسجيل في المباراة.

بالاك يسجل ... أخيرا

EM 2008, Qualifikation, Deutschland - San Marino
بالاك يسجل ... أخيراصورة من: AP

لم يكن أحد يعرف أن هذه الرأسية ستكون فاتحة عرس أهداف هلّلت له الأوساط الكروية الألمانية. ولكن ورغم أن الفريق الألماني سجل هذا الهدف مبكرا، الا انه لم يستطع الدخول بسهولة إلى منطقة جزاء الـ"ديليتانتي" (المبتدئين بالإيطالية) حتى الدقيقة التاسعة والعشرين التي سجل فيها باستيان شفاينشتايغر (شفايني) الهدف الثاني بعد تمريرة من مارسيل يانسِن. بعد دقيقة واحدة فقط، كسر محترفو الـ "المانشافت" حاجز الخجل وجاء دور ميروسلاف كلوزه في تسجيل الأهداف، ليحول تمريرة من تورستِن فرينغس إلى هدف أكيد. وفي الدقيقة الخامسة والثلاثين، كنا شاهدين أخيرا على هدف من صنع ميشائيل بالاك، قائد المنتخب الذي انتقل في هذا الموسم من بايرن ميونيخ إلى تشيلسي الإنجليزي. وقبيل انتهاء الشوط الأول، أعادا (بولدي) و(شفايني) الكرة الألمانية إلى جاذبيتها أثناء مونديال 2006 ليسجل كل منهما هدفه الثاني في هذه المباراة. وبعد دقيقتين، استغل كلوزه الصدمة التي أصيب بها لاعبو سان مارينو وهز شباك حارس مرماهم سيمونشيني للمرة الثانية.

روح ليمان الرياضية تنتصر

WM 2006 Viertelfinale Deutschland Argentinien Jens Lehmann
ليهمان يصد ضربة جزاء في مباراة بلاده ضد الأرجنتين أثناء مونديال 2006صورة من: AP

الشوط الثاني لم يشهد مفاجئات تذكر وواصل فيه المهاجمون الألمان تسجيل هدف تلو الآخر من جهة، وحافظ فيه رقم واحد في المرمى الألماني ينس ليمان على نظافة شباكه من جهة أخرى. الدقيقة 47: هدف. الدقيقة 64: هدف. الدقيقة 66: هدف. الدقيقة 71: هدف، فبدأ معلق قناة التلفزيون الألمانية الأولى بيلا ريتي يقترب رويدا رويدا من الإجابة على أهم سؤال في هذه المباراة بخصوص الرقم القياسي الجديد. هذه الإجابة جاءت فقط في الدقيقة الأخيرة من الوقت الأساسي وعلى ما يبدو أن طريقة لعب فريق المدرب يؤاخيم لوف وإصراره على التقدم إلى منطقة جزاء الخصم جاء ليشير إلى نيته في إعطاء إجابة إيجابية على هذا السؤال. وبالفعل، احتسب حكم المباراة في الدقيقة التسعين ضربة جزاء لصالح الألمان جلبت معها حركة غريبة من نوعها لحارس المرمى الألماني ينس ليمان المعروف بغرابة أطواره في بعض الأحيان، ولكن أيضا والحق يقال، بتألقه في المرمى، سواء في صفوف المنتخب الألماني أو في صفوف فريقه أرسنال لندن. ليمان توجه إلى منطقة جزاء سان مارينو لتسديد ضربة الجزاء، ولكن روحه الرياضية منعته من ذلك وذلك احتراما لمعنويات الفريق الخصم، تاركا ضربة الجزاء لبيرند شنايدر بعد بدء الجمهور ولاعبي سان مارينو بالهتاف.

أذن، كنا شاهدين مساء أمس على مباراة بقيت فيها "ثورة الأقزام" حبرا على ورق. هذه المباريات تعتبر من صنف آخر ولا تخوضها فرق أمم كرة القدم إلا نادرا وليس من أجل تسجيل فوز مهم، بل من أجل الحصول على ثلاث نقاط تحسن مواقعها في لوائح البطولات.