1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

تراجع مستوى كرة القدم في شرق ألمانيا

٩ أبريل ٢٠١٢

تعاني فرق كرة القدم في شرق ألمانيا من وضع صعب جراء الظروف الاقتصادية الصعبة في شرق ألمانيا وأيضا بسبب هجرة المواهب الكروية نحو الغرب، ما يفسر غياب فرق شرق ألمانيا عن دوري الدرجة الأولى الألماني لكرة القدم (بوندسليغا).

https://p.dw.com/p/14Z6u
صورة من: picture-alliance/dpa

منذ نزول فريق إنرجي كوتبوس إلى الدرجة الثانية عام 2009 لم يعد هناك أي فريق يمثل شرق ألمانيا في الدرجة الأولى من الدوري الألماني لكرة القدم (بوندسليغا). وبخلاف ما يدعي الكثيرون بأن الأموال لا تصنع الأهداف، فإن هذه المقولة لا تنطبق على واقع كرة القدم في شرق ألمانيا. فقلة الموارد المالية وغياب المحتضنين لدى هذه الفرق، هي السبب الرئيسي في عدم صعودها لقسم الأضواء، وعدم قدرتها على لعب أدوار طلائعية في عالم كرة القدم في ألمانيا.

وتنعكس الظروف الاقتصادية الصعبة التي تعاني منها مدن شرق ألمانيا سلبا على أنديتها. فعلى سبيل المثال تبلغ نسبة العاطلين عن العمل في ولاية ميكلنبورغ فوربوميرن 13,5 في المائة، وهو أعلى معدل بطالة في كل ألمانيا، ويحتل فريق هانزا روستوك الذي يمثل هذه الولاية المركز الأخير في دوري الدرجة الثانية الألماني لكرة القدم.

فرق شرق ألمانيا خزان مهم للمواهب

وبخلاف ما كان يأمله الكثيرون من أن يتحسن حال فرق ألمانيا الشرقية بعد تحقيق الوحدة الألمانية عام 1989 فإن العكس هو الذي حصل. ففي الوقت الذي كانت فرق مثل روستوك ودريسدن تقود قاطرة كرة القدم في ألمانيا الشرقية قبل الوحدة، أصبحت بعد ذلك تحتل مراكز متأخرة، بل إن نادي مثل ماغديبورغ الذي فاز عام 1974 بكأس الكؤوس الأوروبية يلعب حاليا في دوري الدرجة الرابعة. وهو ما ينطبق أيضا على فريق دينامو برلين، الذي انزلق للدرجة الخامسة.

ويبدو أن تراجع فرق ألمانيا الشرقية سابقا، لا يرجع بالأساس لغياب مراكز التكوين أو تواضعها، فهذه المدن تتوفر على مراكز تكوين بمقاييس عالمية، والدليل هو أن فريق الشباب لهانزا روستوك، فاز بالدوري الألماني الخاص بالشباب عام 2010. وحول مركز تكوين اللاعبين الشباب في مدينة روستوك يقول رئيس النادي شتيفان باينليش: "يتم تقييم معهدنا كل ثلاث سنوات، ويصنف من بين ثماني أحسن مراكز تكوين في ألمانيا". وبفضل هذه المعاهد ظلت فرق شرق ألمانيا دائما مُصدِرا مهما للمواهب الكروية نحو غرب ألمانيا. فنجم فريق بايرن ميونيخ الحالي توني كروس نشأ في فريق روستوك، كما أن الحارس رينيه أدلار الذي كان يعتبر الحارس رقم واحد في ألمانيا، هو ابن فريق لايبزيغ.

هجرة المواهب الكروية نحو غرب ألمانيا

غير أن الفرق الأصلية لمثل هؤلاء المواهب الكروية لا تستفيد كثيرا من العائدات المالية عند انتقال لاعبيها لفرق المدن الواقعة غرب ألمانيا. ففريق لايبزغ لم يحصل على أي مبلغ من انتقال أدلر إلى ليفركوزن، وهو ما حصل أيضا مع فريق ماغدبورغ بعد انتقال لاعبه شميلتسر للعب مع دورتموند. وحتى إذا حصلت بعض الفرق على نصيب من صفقة انتقال لاعبيها فإن هذا النصيب يكون ضئيلا جدا مقارنة بقيمة اللاعب في السوق. ففريق روستوك حصل على مبلغ 2,3 مليون يورو للسماح لتوني كروز للانتقال للعب مع بايرن ميونيخ، والآن أصبح سعر هذا اللاعب في سوق الانتقالات أغلى عشر مرات مقارنة بمبلغ انتقاله. كل هذا يجعل الكثير من المواهب الكروية في شرق ألمانيا تفضل الانتقال للممارسة في غرب البلاد لتحسين وضعها المادي ولتطوير مستواها التقني.

غياب الهيكلة والتخطيط

ويعتبر رئيس فريق لايبزغ، فولفغانغ لوس، أن هجرة اللاعبين نحو غرب ألمانيا هي نتيجة حتمية لغياب الهيكلة والتخطيط السليم في الكثير من فرق شرق ألمانيا، ويطالب هذه النوادي بإصلاح هياكلها وعدم التفريط في المواهب الكروية التي تتوفر عليها، حتى لا يصبح هناك فرق بين غرب ألمانيا وشرقها. وكمبادرة من فريق لايبزغ لترسيخ ذلك، كتب النادي شعارا يقول: "كفانا حديثا عن الفرق بين شرق وغرب ألمانيا". غير أن شتيفان باينليش يرى بأن الفرق في كرة القدم بين الشرق والغرب سيظل قائما مادامت هناك فوارق في الهياكل والمخططات بين نوادي شرق ألمانيا وغربها.

فليب بوشنير/ هشام الدريوش

مراجعة: طارق أنكاي

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد