Fast jeder dritte Schüler Mobbing-Opfer
١٧ يونيو ٢٠٠٩طالبت خبيرة تربوية ألمانية المدرسين في المدارس الألمانية بمواجهة المضايقات التي تتعرض لها نسبة كبيرة من تلاميذهم على أيدي أقرانهم. وفي حديث لوكالة الأنباء الألمانية، قالت زيلكه روبرشت المتخصصة في العلوم التربوية، إن الكثير من المسؤولين ينفون حدوث مثل هذه المضايقات في مدارسهم على الرغم من أن دراسة ألمانية حديثة أظهرت أن واحداً من كل ثلاثة تلاميذ ألمانيا تعرض مرة على الأقل للمضايقات من قبل أقرانه، الأمر الذي يتسبب بحسب الخبيرة التربوية روبرشت في الكثير من المشاكل الصحية لضحايا المضايقة.
التدخين والكحول للتعامل مع المضايقات في المدرسة
وأكدت الباحثة الألمانية أمس الثلاثاء (16 حزيران/ يونيو 2009) أن العلماء التربويين يدركون أن آثار المضايقات المدرسية لا تقل خطراً عن آثار العنف وقالت إن ضحايا المضايقة المدرسية يعانون كثيراً من الاضطرابات النفسية، التي تسبب الصداع والأرق وأنهم لا يثقون بقدراتهم الذاتية ويكونون غير راضين عن مظهرهم الشخصي. ويصبح هؤلاء بالتالي معرضين أكثر للجوء لاستراتيجيات سلبية للسيطرة على همومهم ومشاكلهم. ووضحت كذلك أن التلاميذ، الذين يمتلكون عناصر حماية أكثر من مضايقات أقرانهم وإساءاتهم يعتبرون أقل لجوءا إلى ممارسة عادات صحية ضارة كالتدخين أو احتساء المشروبات الكحولية. ورأت روبرشت أن التلاميذ الذي يرتكبون مضايقات في حق أقرانهم غالبا ما يقعون أنفسهم ضحية لهذه المضايقات.
تعامل المعلمين دافع للجوء بعض التلاميذ للعنف
وأشارت روبرشت إلى أن التلاميذ الذين يرتكبون إساءات في حق زملائهم اشتكوا كثيرا خلال الاستطلاع من أن المدرسين يفضلون بعض التلاميذ عن غيرهم أو يظلمون بعضا آخر لصالح غيرهم من التلاميذ. وأظهرت دراسة ألمانية أن واحداً من كل ثلاثة من التلاميذ في مدارس التعليم الأساسي والمدارس الثانوية في ألمانيا تعرضوا مرة على الأقل للمضايقات من أقرانهم خلال الأشهر الثلاثة الماضية.
وتبين من خلال الدراسة التي أجراها متخصصون في جامعة لويفانا بمدينة لونيبورغ أن واحداً من كل عشرة تلاميذ في مدارس ألمانيا تعرض مرة على الأقل للعنف من نظرائه خلال الفترة المذكورة. ويصل نسبة التلاميذ، الذين يعتبرون أنفسهم من المضايقين لغيرهم إلى 2.37 بالمائة، في حين ذكر 15 بالمائة من تلاميذ المدارس الإعدادية أنهم استخدموا العنف ضد زملائهم. كما اعترف واحد من كل خمسة منهم تقريباً بأنه اشتبك بالأيدي مرة على الأقل مع زملائه.
وقامت الجامعة المذكورة بتكليف من شركة (DAK) الألمانية للتأمين الصحي باستطلاع آراء 1859 تلميذاً بين سن 10 إلى 18 عاما بشأن تجاربهم المتعلقة بالعنف والمضايقات خلال الأشهر الثلاثة الماضية. وشارك في الدراسة تلاميذ مدارس مختلفة من ناحية المستوى سواء كانت مدارس ثانوية أو حرفية في أربع ولايات ألمانية.
خلل السلوك الاجتماعي يرتبط بالمضايقات
وكما أظهرت تلك الدراسة التربوية الحديثة فإن التلاميذ، الذين يتعرضون للمضايقات المستمرة من أقرانهم، يعانون غالباً من مشاكل صحية، إذ كان تقييم هؤلاء لحالتهم الصحية أسوأ من أقرانهم الذين لا يتعرضون لمثل هذه المضايقات. ويعاني 14 بالمائة من ضحايا المضايقات والمضايقة من آلام مستمرة مثل آلام الصداع وآلام الظهر والمغص أو الأرق، مقارنة بنسبة 4 بالمائة بين التلاميذ الذين لا يتعرضون للمضايقة من قبل أقرانهم. كما تبين أن التلاميذ الذين يعانون من المضايقات يلجأون غالبا للعزلة، إذ ذكر 30 بالمائة أنهم يفضلون الانعزال والحرص على إخفاء آثار المشاكل التي يعانون منها. كما يختلف السلوك الاجتماعي لمن يتعرضون للمضايقة من التلاميذ عن أقرانهم، حيث تقل الأنشطة التي يقوم بها 12 بالمائة هؤلاء مع أقرانهم أو تنعدم أصلا مقابل 3.4 بالمائة من التلاميذ الذين لا يتعرضون للمضايقة من جانب زملائهم.
(ن.ط/ د ب أ)
تحرير: عماد م. غانم