1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

تجنب المقاطعة الدولية التحدي الأكبر أمام جولة عباس الأوروبية

١٤ مارس ٢٠٠٦

يبذل الرئيس الفلسطيني محمود عباس في جولته الأوروبية جهوداً حثيثة من أجل إقناع الساسة الأوروبيين بضرورة مواصلة الدعم المالي للسلطة الفلسطينية وتجنب عزلها دولياً. عباس سيلقي غداً كلمة في البرلمان الأوروبي.

https://p.dw.com/p/875u
الرئيس الفلسطيني محمود عباس ( أبو مازن) في فييناصورة من: AP

يقوم الرئيس الفلسطيني محمود عباس بجولة أوروبية كانت العاصمة النمساوية فيينا محطتها الأولى، ولم يأت اختيار فيينا بشكل عشوائي لأن النمسا تترأس حالياً مجلس الاتحاد الأوروبي. وأجرى عباس أولى مباحثاته مع المستشار النمساوي فولفغانغ شوسيل حيث أكد عباس بعد اللقاء على أن الحكومة الفلسطينية القادمة التي وكلت حركة المقاومة الإسلامية حماس بتشكيلها يجب عليها "نبذ العنف بشكل كامل والاعتراف بكل الاتفاقات المبرمة بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل". كما أضاف الرئيس الفلسطيني قائلاً أنه ينطلق من أنه سيكون هناك "موقف موحد بين الرئيس الفلسطيني والحكومة" بعد انتهاء حركتي حماس وفتح من مفاوضاتهما الجارية من أجل تشكيل حكومة وطنية. وإختتم الرئيس الفلسطيني كلامه مؤكداً على ضرورة توحيد الموقف الفلسطيني ليكون الفلسطينيون "قادرين على أخذ دورهم في الساحة الدولية والحفاظ على المساعدات الخارجية." يذكر أن هذه هي النقطة الرئيسية التي يركز الأوروبيون عليها، وذلك لمنع وصول الأموال المدفوعة للسلطة إلى أيدي حماس التي لا زالت في نظر الاتحاد الأوروبي منظمة إرهابية حتى بعد فوزها في أكثر الانتخابات نزاهة وديمقراطية في الشرق الأوسط منذ عقود طويلة.

مواصلة الدعم الاوروبي

EU Parlament Wolfgang Schüssel in Straßburg
المستشار الألماني فولفغانغ شوسيل، الرئيس الحالي لمجلس الاتحاد الأوروبيصورة من: AP

من جانبه أكد المستشار النمساوي شوسيل أن الاتحاد الأوروبي لا ينوي قطع المساعدات عن الشعب الفلسطيني لكنه طالب في الوقت ذاته أن تُستخدم هذه المعونات لمساعدة من هم بحاجة إليها فقط وتابع في هذا السياق قائلاً: "يجب أن لا يتوقع احد منا دعم الإرهابيين"، مشيراً بشكل غير مباشر إلى حركة حماس وفي نفس السياق أكد كل من عباس وشوسيل على أن "الاعتراف بدولتين فلسطينية وإسرائيلية هو الحل الوحيد الذي لا يمكن الاستغناء عنه" لحل النزاع في الشرق الأوسط. ونفى المستشار النمساوي أن يكون الاتحاد الأوروبي يمارس ضغوطاً على الرئيس الفلسطيني كي لا تشارك حركة فتح التي ينتمي إليها عباس في الحكومة القادمة، بل عبر عن عدم رضاه عن القرارات الإسرائيلية الأحادية الجانب، لان إحلال السلام لا يتم إلا بوجود طرفين على حد قوله.

عباس الشريك المباشر للأوروبيين

Mahmud Abbas bei der EU
عباس زار بروكسل قبل عام.صورة من: AP

كان محمود عباس قد هدد بالاستقالة من منصبه في حال إخفاقه في التوصل إلى اتفاق مع الحكومة الفلسطينية التي ستشكلها حركة حماس، جاء ذلك في حديث له مع محطة تلفزيونية في الشهر الماضي: "قد نصل إلى نقطة لا أستطيع عندها أداء واجبي، و في حال حصول ذلك لن أبقى في منصبي." وشعر الأوروبيون بأهمية دور الرئيس الفلسطيني وخاصة إذا نجحت حماس بتشكيل الحكومة القادمة ولم تتخل عن مواقفها الرافضة للاعتراف بإسرائيل. ووفقاً لآراء المراقبين فإن هذا التهديد هو الذي أقلق الأوروبيين لأنهم سيخسرون رجلا سياسيا يمكن الاعتماد عليه في التفاوض مع إسرائيل فحسب، بل إيضاً مواقفه السياسية التي تتلاءم مع سياسة الاتحاد الخارجي إلى حد بعيد. ويبدو أن عباس نجح في إقناع المسئولين في الاتحاد بل أيضاً الأمريكيين بضرورة مواصلة الدعم المالي للسلطة وإعطاء المزيد من الوقت لحركة حماس من أجل تلطيف مواقفها. وفضلاً عن ذلك أكد عباس اليوم مجدداً في فيينا على أن مقاطعة حركة حماس المتشددة لن يأتي بأية نتائج إيجابية.

تراجع دور اللجنة الرباعية

Abbas bei Bush
الرئيس الأمريكي جورج بوش لم يقدم الدعم الكامل لعباس.صورة من: dpa

دعمت الولايات المتحدة محمود عباس في السنوات الماضية، عندما كان رئيساً للوزراء في زمن الرئيس الفلسطيني السابق ياسر عرفات. وبعد انتخاب عباس رئيسا للسلطة الفلسطينية لمدة أربع سنوات في شهر يناير/كانون ثاني من عام 2005 لم تعره الإدارة الأمريكية الاهتمام الكافي مما ساهم في تجميد وفشل عملية السلام في المنطقة. وبعد فوز حركة حماس بالانتخابات البرلمانية الأخيرة أدركت الولايات المتحدة وأوربا أيضاً على أن عباس هو فعلاً شريكهم الوحيد والذي يتوجب عليهم دعمه وتعزيز مواقفه من خلال القيام بدور أكبر في المنطقة، وتفعيل خارطة الطريق التي وصلت إلى طريق مسدودة نظراً لغياب مباحثات جدية ومثمرة بين الإسرائيليين والفلسطينيين، علاوة على تراجع الدور والثقل السياسي للجنة الرباعية للسلام في الشرق الأوسط المؤلفة من روسيا والولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة.

سمير مطر