1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

بيروقراطية صادمة تواجه اللاجئين في ألمانيا

٢٥ مارس ٢٠١٧

يرى لاجئون سوريون أن ثمة أشياء إيجابية كثيرة في ألمانيا، ولكنهم يشكون من كمّ الرسائل البريدية المكتوبة بالألمانية التي يتلقونها من السلطات. نتعرف هنا على ما انصدم به لاجئون بهذا الخصوص وعلى اقتراحاتهم لحل هذه المشكلة.

https://p.dw.com/p/2ZtxK
Syrische Flüchtlinge Muhammad und Iman
صورة من: DW/A. Almakhlafi

محمد وإيمان جاءا مع ابنهما لاجئين من سوريا إلى مدينة كولونيا الألمانية. ويعيشان في ألمانيا منذ سنة ونصف تقريباً. وهما يتعلمان اللغة الألمانية حالياً في إحدى المدارس في كولونيا.

"ألمانيا جميلة جداً. ما لفتَ نظرنا في هذا البلد هو أنه بلد منظَّم"، كما تقول إيمان. فالتنظيم موجود في كل نواحي الحياة. وتذكر إيمان مثالاً على ذلك أن القانون في ألمانيا –بعكس بلدها سوريا– مُطَبَّق على الجميع، "فلا يوجد تمييز في ألمانيا بين أبناء المسؤولين وأبناء المواطنين العاديين. القانون يسري على الجميع". كما أن التطور الصناعي والتقدم التكنولوجي هو ما يميز ألمانيا، ولا يمكن التقليل من شأن ذلك، كما يرى محمد. ورغم ذلك فإن صورة ألمانيا التي رآها محمد وإيمان على أرض الواقع خصوصاً في التعاملات الإدارية والمؤسساتية مختلفة كثيرا عن الصورة التي كانت في ذهنهما قبل أن يأتيا إلى هذا البلد الأوروبي، ويضيفان لموقع مهاجر نيوز: "كنا نظنّ أننا سنجد في ألمانيا شيئاً مختلفاً جذرياً عن بلدنا، لكن فعلياً لم نجد هذا الشيء".

ويؤكد محمد أن الشيء الذي "تفاجأنا به هو الأمور البيروقراطية الصعبة والمعقَّدة جداً في ألمانيا. لقد اضطررننا للهرب من سوريا نتيجة القهر والظلم والمخابرات هناك. ولكن في ألمانيا توجد أشياء من نوع آخر تضايقنا". ومما يضايق إيمان في ألمانيا كثرة المعاملات والمراسلات البريدية مع الدولة، والتي تستغرق وقتاً طويلاً للغاية. فهي وزوجها يتلقيان رسائل كثيرة –مثل غيرهما من اللاجئين السوريين– من السلطات الألمانية، مثلاً من الـ "جوب سنتر" المسؤول عن تنظيم أمور اللاجئين المالية والمعيشية والوظيفية ومن الـ "بونديس أَمْت" المسؤول عن تنظيم إقامة اللاجئين، وغيرهما. وتقول إيمان مبتسمة وبتهكم: "عند السلطات الألمانية نَفَس طويل في المراسلات. منذ سنة ونصف امتلأت غرفة سكننا بالرسائل، وبات علينا تجهيز غرفة أخرى لتخزين الرسائل والأوراق والوثائق التالية".

"حتى الألمان لا يفهمون مضمون بعض الرسائل"

ليس ذلك فقط، بل إن ما أثار استغراب إيمان كثيراً هو عدم وضوح محتوى هذه الرسائل أحياناً: "فغير أننا لا نفهم اللغة الألمانية حالياً بعمق، إلا أننا حين نطلب المساعدة من ألمان كي يشرحوا لنا محتوى بعض الرسائل فإنهم أنفسهم لا يفهمون أحياناً مضمون هذه الرسائل. في سوريا حتى إِنْ كان هناك أشخاص لا يفهمون العربية، إذا طلبوا من المواطنين المحليين مساعدتهم فَهُم بالتأكيد يفهمون مضمون الرسالة. ما انصدمنا به كثيراً في ألمانيا هو أنه حتى الألمان بحد ذاتهم لا يفهمون لغة دولتهم". ويضطر هؤلاء الألمان المساعدون أنفسهم إلى سؤال السلطات الألمانية من جديد كي يفهموا المقصود من الرسائل.

Alte Briefe aus Italien
صورة من: Fotolia/lGiuseppe Porzani

السلطات الألمانية تعرف أنهم من اللاجئين وأنهم منذ فترة غير طويلة في ألمانيا، "ورغم ذلك تتعامل معنا وكأننا متقنون للغة الألمانية ويتوقعون منا أن نفهمهم مباشرةً"، وإذا تخلَّف اللاجئ عن موعده يأتي الرد من السلطات: "لقد أرسلنا لك رسالة، فلماذا لم تقرأ ولم تفهم؟"، ويتطلب الأمر فترة طويلة أخرى للحصول على موعد جديد.

تجدر الإشارة إلى أن ألمانيا دولة قانون، ومن هنا فإن الدوائر الرسمية تحرص على أن تكون إجراءاتها وقراراتها وفق القانون وتجنب مخالفته. لذلك فإنه يجب إطلاع الشخص المعني وإخباره بشكل قانوني بالإجراءات والقرارات التي تتعلق به سواء أكان لاجئا أم لا، والأمر يطبق على جميع الناس دون تمييز. وبالنسبة للاجئ الذي يرى أنه يتلقى كمية كبيرة من الرسائل وخاصة في البداية، ربما لا يعرف أن إجراءات اللجوء والإقامة وبعد ذلك دورات اللغة والاندماج والتأمين الاجتماعي والصحي وتأمين سكن له وغير ذلك من الأمور التي تتعلق به وإقامته يجب إخباره بها خطيا عبر الرسائل البريدية.

وتقترح إيمان على السلطات الألمانية أن تترجم –ولو في البداية– نسخة عربية من الرسائل الرسمية التي ترسلها للاجئين. وبشكل خاص الاستمارات التي على اللاجئين تعبئتها في الـ "جوب سِنتَر" ينبغي أن تكون أيضاً مترجمة إلى اللغة العربية، كما ترى إيمان، لتسهيل الفهم على اللاجئين. وذلك نظراً لأن اللاجئين في الأساس –وخصوصاً في البداية– لا يتمتعون بالمقدرة اللغوية اللازمة للفهم، وليس من السهل دائماً تدبير مترجم لاصطحاب اللاجئين إلى المؤسسات الألمانية. زِدْ على ذلك أن عدم فهم مضمون الرسائل والاستمارات والوثائق –بحسب ما ترى إيمان– تفتح على اللاجئ مشاكل أخرى لا يعرف اللاجئ إلى أين ستذهب به هذه المشاكل في المستقبل.

علي المخلافي – كولونيا – مهاجر نيوز

© مهاجر نيوز – جميع الحقوق محفوظة

مهاجر نيوز لا تتحمل مسؤولية ما تتضمنه المواقع الأخرى

المصدر: مهاجر نيوز 2017

 

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

المزيد من الموضوعات