1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

بوش "يصفح" لألمانيا موقفها من الحرب على العراق

دويتشه فيله٧ مايو ٢٠٠٦

يبدو أن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل تمكنت من تغيير وجهة نظر بوش في قضايا كثيرة. في أول حوار له مع صحيفة المانية بوش يكيل المديح تلو المديح لبرلين. هل يشكل ذلك جزءا من تلميع صورته خارجيا على ضوء تراجع شعبيته داخليا؟

https://p.dw.com/p/8N9Z
هجوم دبلوماسي أمريكي أنيق باتجاه المستشارة الالمانيةصورة من: AP

"هل تشعر الولايات المتحدة بأن ألمانيا تخلت عنها في وقت كانت هي فيه بأمس الحاجة لمساعدتها؟" بهذا السؤال افتتح محرر صحيفة "بيلد أم زونتاغ" حواره مع الرئيس الأمريكي جورج بوش الذي نشر صباح اليوم 07 مايو/أيار 2006. الرئيس الأمريكي لم يشأ على ما يبدو إثارة مخلفات الماضي، فأجاب على السؤال بشكل دبلوماسي بحت: "رويدا رويدا بدأت أدرك جيدا ان رفض الألمان لفكرة الحرب هي مسألة مبدئية مترسخة في عقليتهم ولها ما يبررها تاريخيا." ويعد هذا الحوار الصحفي الأول من نوعه الذي يجريه الرئيس الأمريكي مع صحيفة ألمانية منذ توتر العلاقة مع برلين بسبب موقف المستشار الألماني السابق غيرهارد شرودر الرافض للحرب على العراق. وأضاف الرئيس الأمريكي في معرض إجابته على السؤال: "ببساطة الألمان لن يدعموا أي حرب بغض النظر عن انتمائهم وآرائهم الحزبية. فهناك جيل من الشعب الألماني فقد كليا كل معاني الحياة الكريمة بسبب حرب مرعبة."

الدفاع عن استراتيجية "الحرب الوقائية"

Bush rechtfertigt den Irakkrieg
بوش: اللجوء الى الحوارات الصحفية المكثفة لتبرير الكثير من المواقف غير الشعبيةصورة من: ap

رغم تفهمه للمواقف الرافضة للحرب، لا يرى الرئيس الأمريكي بديلا في الوقت الحاضر عن سياسة بلاده المتعلقة بالحرب الوقائية. "عندما اتخذت في ذلك الوقت قراري بشن الحرب على العراق، انطلقت من قناعتي التامة بان علينا مواجهة التهديدات قبل أن تصبح حقيقة واقعة. لقد كنت مدركا أيضا ان الكثيرين سيختلفون معي بشأن ذلك." ومع ذلك أعرب بوش عن شكره للحكومة الألمانية لمساعداتها في مجال إعادة الاعمار في العراق وأفغانستان، كما أثنى على جهود المستشار السابق غيرهارد شرودر في إلغاء الديون المستحقة على العراق: "المبادرات الألمانية هذه مهمة جدا. إنها تثبت أن الألمان ـ رغم اختلافهم معنا بشأن الحرب على العراق ـ واعون تماما لأهمية نجاح التجربة الديمقراطية في العراق." ولم يعتر الرئيس الأمريكي ادنى شك في أن الحرب على العراق ستؤتي ثمارها: "بالتأكيد، الحرب ستكون ناجحة جدا، ولكن هذا يعني أنه مازال أمامنا الكثير من العمل لتحقيق الاستقرار وانهاء العنف"، مشيرا في هذا السياق الى ان اعادة اعمار أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية استغرق هو الآخر فترة طويلة من الزمن.

بوش: المانيا تقوم ب"دور حاسم" في الحرب على الإرهاب

Deutsche Soldaten bewachen amerikanische Einrichtungen
جنود ألمان يقومون بحراسة مراكز ومعسكرات أمريكية في المانياصورة من: AP

أما فيما يتعلق بالحرب على الإرهاب فقد اعتبر الرئيس الأمريكي أن ألمانيا تقوم بدور حاسم في هذا الإطار، مشيدا في الوقت نفسه بالمساهمة الكبيرة للمستشارة الألمانية انجيلا ميركل فيما يتعلق بالملف النووي الإيراني. وأضاف الرئيس الاميركي في هذه المقابلة "نقيم مع ألمانيا علاقات وثيقة وهناك مبادلات مكثفة بين أجهزة استخبارات وشرطة البلدين". وفي كلامه عن الملف النووي الإيراني قال بوش ان المستشارة ميركل "كانت قوية جدا حتى الآن" مضيفا "من المهم جدا ان يدرك الإيرانيون ان ألمانيا تتعاون مع دول أخرى لتوجيه رسالة واضحة إلى طهران". وكانت ميركل قد زارت العاصمة الاميركية في الرابع من الشهر الجاري وأكدت أن هناك "اتفاقا كاملا" بين البلدين لمنع ايران من التزود بالسلاح النووي. كما دعت ميركل إلى تجنب القيام بخطوات متسرعة، بل الى التحرك "خطوة خطوة" لحل أزمة الملف النووي الإيراني. ولأول مرة يعيد بوش استخدام العبارة التي ابتكرها بوش الأب "شركاء في القيادة"، في اشارة الى طبيعة العلاقة بين الولايات المتحدة وألمانيا. هذه العبارة تجنبها بوش الابن تماما ابان حكم غيرهارد شرودر الذي كانت تربطه علاقات عمل فاتره بسبب اختلافاتهم في الحرب على العراق.

يرى بعض المحللين ان محاولات الرئيس الأمريكي الدءوبة للحصول على دعم الدول الكبرى مثل ألمانيا في تمرير سياسته الخارجية إنما تأتي في إطار مواجهة تراجع دعم الأمريكيين للإدارة الأمريكية الحالية. فاستطلاعات الرأي الأخيرة أشارت الى أن 30 بالمئة فقط من الأمريكيين لازالوا يشعرون بالرضا عن سياسات رئيسهم.

رامسفيلد الحلقة الأضعف في الإدارة الأمريكية

Donald Rumsfeld mit Irak Karte Koalitionsflaggen
رامسفيلد يتحول من نجم في ادارة الرئيس بوش الى عبئ عليهاصورة من: AP

تتركز انتقادات الرأي العام الأمريكي في الوقت الحالي على وزير الدفاع دونالد رامسفيلد، الذي أكد الرئيس بوش مرارا وتكرارا على تمسكه به. وهو بذلك يصبح كمن يقرر نهايته بيده، ذلك انه من ناحية لا يستطيع إقالة رامسفيلد لان ذلك يعني فشل الرئيس نفسه في إدارة الحرب في العراق وأفغانستان، ولكنه يعرف في نفس الوقت بأن وزير دفاعه يشكل خطرا على شعبية الإدارة ومستقبل الحزب الجمهوري في انتخابات الكونجرس القادمة.

يشار الى ان وزير الدفاع الأمريكي رامسفيلد ووجه أثناء مشاركته في ندوة عامة في مدينة أطلنطا بعبارات وصفته بانه "مجرم حرب". أحد موظفي الـ CIA المتقاعدين وجه له سؤالا مباشرا قائلا: "لقد قلت دائما انك تعرف أين خبأ صدام أسلحة الدمار الشامل." فاجاب رامسفيلد: "لم أقل ذلك، قلت أعرف الأماكن المحتملة لذلك." الا أن السائل لم يترك الامر يمر مر الكرام فاعاد الكرة قائلا: "لقد قلت بالحرف الواحد أن أسلحة الدمار الشامل موجودة بالقرب من بغداد وتكريت وبالضبط في المناطق الشمالية والجنوبية والغربية منها."

محطات الأخبار الامريكية سارعت الى معرفة من هو على حق، وقد وجدت فعلا أن رامسفيلد قال في مقابلة تلفزيونية مع ABC في فبراير/شباط 2003 نفس الكلمات التي رددها السائل. وأشار الحاضرون في الندوة إلى أن المناظرة بين السائل والمسؤول استمرت لساعات خرج منها رامسفيلد مكللا بالهزيمة. مثل هذه الأحداث التي تابعها الأمريكيون على مختلف القنوات التلفزيونية تهز من مصداقية الإدارة وتجعل من محاولات بوش اللجوء إلى حلفاء الأمس أكثر من ضرورية.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

المزيد من الموضوعات