1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

بلير في خطابه الوداعي

٢٧ سبتمبر ٢٠٠٦

بلير يودع حزب العمال بخطاب دعا فيه إلى رص الصفوف لكسب الانتخابات وحمل بريطانيا نحو مزيد من التقدم، كما تعهد بالعمل على إحلال السلام في الشرق الأوسط كمقدمة لكسب الحرب ضد الإرهاب.

https://p.dw.com/p/9AtP
بلير يعتبر إحلال السلام في الشرق الأوسط هزيمة للإرهابصورة من: AP

حث رئيس الوزراء البريطاني وزعيم حزب العمال توني بلير أعضاء حزبه على الإيمان بالمستقبل في آخر خطاب له أمام المؤتمر السنوي للحزب. وأعلن بلير في المؤتمر الذي سيكون الأخير له بصفته رئيسا للوزراء وزعيما للحزب عن "خطة طريق" ستسمح للعماليين البقاء في السلطة لولاية رابعة حسب رأيه. لكنه ربط ذلك بمقدرة حزبه على استكمال الإصلاحات. وحذر من ان "التحديات التي تواجه الحزب لا تقاس بتلك التي يواجهها سنة 2007، وهي السنة التي سيترك فيها بلير منصبه قبل عامين من الانتخابات العامة.

تجنب دعم صريح لوزير المالية براون

Porträtfoto Gordon Brown Britischer Finanzminister
بلير لم يعبر عن دعمه الصريح لبراون في زعامة حزب العمالصورة من: AP

وشدد بلير في خطابه على ان الخطر يكمن في عدم مقدرة الحزب على تجديد نفسه لافتا الى تحديي العولمة و"الحرب العالمية على الإرهاب". وبعد أن شكر حزبه وعائلته والشعب البريطاني ونائبه جون بريسكوت ومدينة مانشستر، حيا أيضا ولو في وقت متأخر نسبيا وزير ماليته غوردن براون (55 عاما) واصفا إياه بالرجل المميز. وكان براون قدم نفسه خليفة لبلير في كلمة ألقاها في المؤتمر أمس الاثنين متجاهلا الشكوك التي يثيرها بعض البريطانيين في مقدراته. وقال بلير "اعلم ان حزب العمال الجديد لم يكن ليرى النور لولا براون، ولولاه أيضا لما كنا فزنا في الانتخابات". الا ان بلير لم يمنح الوزير دعمه الصريح لخلافته خصوصا وان الرجلين في تنافس شديد منذ سنوات. وفي هذا الإطار اتَُهم براون بتنظيم حملة المعارضة التي دفعت بلير الى الإعلان عن تنحيه خلال عام.

"الإرهاب هجوم على طريقة عيشنا"

ولم يحدد بلير بشكل دقيق متى ينوي التنحي من منصبه في الحزب ورئاسة الوزراء. وسعى في كلمته التي جمع فيها بين المزاح والعاطفة وقاطعه خلالها الجمهور مصفقا أكثر من 50 مرة الى تجييش العماليين في مواجهة التحديات الجديدة التي يستفيد منها المحافظون وخصوصا مرشحهم ديفيد كاميرون (39 عاما). ويأتي في مقدمة هذه التحديات استمرار سياسة الإصلاح ومواجهة خطر الإرهاب. وعن سياسته الخارجية قال بلير إن الإرهاب "ليس ذنبنا"، مضيفا "انه ليس نتيجة سياستنا الخارجية، انه هجوم على طريقة عيشنا" مشيرا الى ان "الحرب على الإرهاب قد تستمر لجيل أو أكثر".

USA Terror Jahrestag
بلير يعتبر الحرب على الإرهاب ليست حربا على الإسلامصورة من: AP

وأضاف "لن نكسب الحرب (على الإرهاب) اذا استسلمنا أمام دعاية العدو الذي يريد ان نكون المسئولين باي شكل كان". وتابع: "انها ليست حرب من جانبنا على الإسلام" مضيفا "انها حرب يشنها متطرفون قاموا بتحريف الدين الإسلامي الحقيقي. وعلينا جميعا كغربيين وكعرب مسلمين ومسيحيين أن نسمو بقيم التسامح والاحترام والتعايش السلمي على هذا الحقد الطائفي علينا ان نتجمع ونتحد لهزيمتهم". وبرر بلير مشاركة القوات البريطانية في الحرب على العراق وأفغانستان قائلا انها لا "تقاتل سدى ولكن من اجل مستقبل امتنا". وأضاف "لا شك ان الأمر صعب. فإذا انسحبنا من العراق الآن نكون قد سلمناه الى القاعدة، وإذا انسحبنا من أفغانستان لن نكون أكثر أمنا. بل نكون قمنا بعمل جبان قد يعرض أمننا ومستقبلنا لمخاطر اكبر".

"سأبذل قصارى جهدي من أجل السلام في الشرق الأوسط"

ووعد بلير انه من الآن وحتى مغادرته منصبه سيكرس نفسه "لإحلال السلام بين إسرائيل والفلسطينيين". وقال "قد لا انجح في ذلك لكنني سأبذل قصارى جهدي، لأن السلام في الشرق الأوسط يعني هزيمة الإرهاب، كما ان النجاح في أفريقيا يعني أيضا هزيمة للإرهاب". وأضاف: "كونوا فخورين بما انحزتم وتجاهلوا استطلاعات الرأي (السيئة). فأكثر ما يهمني فوز انتخابي رابع يتيح لنا حمل بريطانيا الى مزيد من التقدم"، مؤكدا انه سيعمل في الأشهر المقبلة على "المساعدة في بناء حزب موحد".

ولقي خطاب بلير ترحيبا رغم الهفوة التي صدرت عن زوجته شيري بلير حين وصفت غوردن براون بالرجل"الكاذب" وهي تتابع خطابه الذي مدح فيه زوجها على شاشة التلفزيون. وتلقفت صحافية الملاحظة فاحتلت عناوين الصحف البريطانية اليوم الثلاثاء مع أن السيدة بلير المعروفة بكرهها لبراون كذبت ما نقل عنها.

وقد اعترف بلير وبصوت مرتجف بصعوبة الرحيل بعد 11 عاما على رأس حزب العمال الذي شهد إصلاحات جذرية في عهده. وقد ساعدت هذه الإصلاحات إلى حمله لتحقيق ثلاثة انتصارات انتخابية تاريخية بعد نحو 18 عاما قضاها في المعارضة. لكن بلير اعتبر الرحيل بأنه الأفضل للبلاد وللحزب. وختم بالقول "انتم المستقبل الآن فقوموا بدوركم على أكمل وجه". ووقف الحاضرون وراحوا يصفقون اكثر من ست دقائق لخطاب رئيس حكومة باتت أيامه في الحكم معدودة.

دويتشة فيله (هـ. ع)

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد