1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

بعد قمة بغداد: أزمات عربية متشابكة

٦ أبريل ٢٠١٢

مستوى المشاركة الخليجية المتدني في قمة بغداد خيب آمال العراقيين من موقف الخليج،الذي يطالب بعودة العراق إلى محيطه العربي، لكن دول الخليج تتعامل بفوقية مع هذا البلد، كل ذلك فجّر الوضع عراقيا وخليجيا بعد القمة مباشرة.

https://p.dw.com/p/14YwY
صورة من: picture-alliance/dpa

بدأت الأزمة بموقف العراق من قضية إسقاط الأسد إبان جلسات القمة وقبلها. التصريحات التي أطلقها المالكي بهذا الخصوص أثارت استياء العرب فصاروا مقتنعين بأن العراق جزء من الدول الداعمة لحكومة الأسد على أساس طائفي، باعتبار أن حكومته شيعية وتدعم حكومة الأسد العلوية. ساسة العراق من جانبهم يرون أن انهيار النظام الحالي في سوريا سيفتح الباب أمام القوى السلفية المعادية للعراق والتي تصف شعبه بالرافضي الصفوي لتخريب تجربته الديمقراطية.

زادت الأزمة وتفاقمت بسفر نائب الرئيس العراقي المتهم بعمليات إرهابية طارق الهاشمي إلى قطر من إقليم كردستان العراق، ثم تبعها بزيارة السعودية، وهو ما فجر أزمة مزدوجة في العراق ومع دول الخليج.

سوريا قد تكون سبب الخلاف العراقي الخليجي

معظم المعنيين بالشأن الخليجي يرون أن العراق غيّر من لهجته بعد انعقاد القمة متحولا عن لهجة الخطاب الذي تقرب به إلى العرب لترغيبهم بعقد القمة، والى ذلك تحدث الصحفي الكويتي محمد الدوسري إلى DWعربية مشيرا إلى" أن الحكومة العراقية برئاسة المالكي تخضع لتأثير القرار الإيراني، علاوة على أن حدة الخطاب العراقي كانت منخفضة قبل القمة العربية سعيا من حكومة المالكي لإنجاح القمة في بغداد. لكن نبرة الطرح تغيرت بعد انتهاء القمة، وصرنا نسمع موقف المالكي الداعم للنظام السوري وحكومة الأسد التي تقتل الشعب السوري".

Gipfeltreffen des Golf-Kooperationsrats
قادة الكويت وقطر والسعوديةصورة من: picture-alliance/dpa

ولا يخفى على أحد أن مطالب تسليح المعارضة السورية التي تتصاعد في قطر والسعودية لا تروق للنخبة السياسية في العراق التي تعتبرها تدخلا عربيا في شأن عربي آخر. وهم يرون فيها مثالا يضاهي ما قاسى منه العراق كثيرا في عهد النظام السابق، بسبب تدخله في الكويت وما أعقبه، وبسبب تدخلاته في القضية الفلسطينية وما تبعها، وهو ما اتفق معه المحلل السياسي د. مؤيد عبد الستار الذي شارك في حوار منبر "العراق اليوم" من DWعربية مشيرا إلى " أن التدخل القطري والسعودي في الشأن السوري ليس بريئا، لأنه ينحو منحى طائفيا يهدد العراق أيضا بحرب طائفية ". ونفى د. عبد الستار أن يكون العراق قد قدم وعودا معينة للعرب قبل القمة ثم عاد لينكث بوعودها بعدها، مبينا "أن موقف العراق بشأن سوريا كان واضحا منذ البداية رغم تشنج علاقة هذا البلد بالعراق قبل وقائع الربيع العربي، لكن انطلاق الربيع العربي غيّر كثيرا من المعادلات خاصة بعدما لمسنا نتائجه في تونس ومصر".

"قطر قوية لأنها عرّاب العلاقات العربية الإسرائيلية "

الكاتب والمحلل السياسي عباس النوري شارك في حوار "العراق اليوم" من DWعربية وتهكم في وصفه للدور القطري في هذه المرحلة بالقول" لقطر دور مهم وكبير في المنطقة ولها قدرة على الضغط على دول الخليج، وهذا يعود إلى زيارات شمعون بيريز المتكررة لهذه الدولة وعقده اتفاقيات شراء الغاز القطري بأسعار رمزية من هذه الدولة، وما تلا ذلك من افتتاح بورصة قطرية في تل أبيب، وترشيح قطر لعضوية دائمة في مجلس الأمن، وغير ذلك. ويضيف قائلا: "قطر هي عرّاب العلاقات العربية الإسرائيلية، وهي لذلك قوية وتستطيع أن تضغط على دول الخليج لتقود مواقفها تجاه سوريا والعراق وغيرها".

Syrien Bürgerkrieg Zerstörungen in Damaskus
المشهد الدموي في سوريا سبب لخلاف عربي عميقصورة من: dapd

تدني مستوى التمثيل الخليجي في القمة كان ملفتا للنظر، وقد برر الصحفي الكويتي محمد الدوسري ذلك بالقول "يجب أن لا نستبعد الجانب الأمني الذي كان عنصرا هاما في تدني مستوى التمثيل الخليجي، علاوة على ذلك فالخليج يعتبر أن العراق ما زال تحت الاحتلال الأمريكي، كما أن هناك وجهة نظر عربية وخليجية ترى أن هناك دولة إقليمية كبرى هي إيران تؤثر على مجمل الأوضاع في العراق".

"هل يحتاج سنة العراق إلى من يدافع عنهم؟"

التطور الملحوظ في خطاب الخليج أن قطر والسعودية صارتا تتصديان علنا للدفاع عمن تسميهم بسنة العراق، وهذا قد لا يرضي كثير من سنة العراق والى ذلك ذهب د. مؤيد عبد الستار مشيرا إلى أن السنة كمكون فعال في نسيج العراق "هم أكبر من أن يحتاجوا في وطنهم إلى دعم دولة صغيرة مثل قطر، وهم جزء من المشهد السياسي في هذا البلد فهل يحتاجون إلى من يدافع عنهم؟".

وفي معرض إشارته إلى أن قطر صارت تدافع عن سنة العراق، أشار عباس النوري إلى أن هناك مغالطة كبرى في تفسير هذا الموضوع. وتساءل عن سبب تصنيف شيعة العراق باعتبارهم مدافعين عن الحكومة العراقية فيما تضم الحكومة باعتراف الجميع كل مكونات الشعب العراقي، من شيعة وسنة وكرد وأقليات. ثم تساءل عن الاتهامات الموجهة للحكومة العراقية باعتبارها تدعم بشار الأسد بالقول" من قال أن العلويين هم جزء من الشيعة؟ وإذا كان ثمة موقف رسمي للحكومة العراقية من القضية السورية ، فانا الفت نظرهم من هذا المنبر إلى ضرورة الأخذ بنظر الاعتبار مصالح البيت العراقي وإصلاح حاله أولا قبل الدخول في الشأن السوري".

"ازدوجية مواقف حكومة العراق تجاه سوريا"

König Abdullah bin Abdul Aziz al-Saud und Jalal Talabani Präsident Irak
الرئيس العراقي جلال طالباني والعاهل السعودي عبد العزيز آل سعود في قمة الرياض عام 2007صورة من: AP

مهند في اتصال هاتفي من البصرة ذهب إلى القول أن أي خلاف داخلي في العراق يجب أن لا يمتد إلى خارج العراق. عدي في اتصال من الموصل علل موقف دول الخليج بازدواجية موقف الحكومة العراقية من سوريا والبحرين، ففي نهاية عام 2010 أدان العراق حكومة سوريا وذهب يشكوها إلى مجلس الأمن محملا حكومة الأسد تبعة التفجيرات والهجمات الإرهابية التي كان يتعرض لها، واليوم تسند حكومة العراق حكومة سوريا التي لا يريدها الشعب السوري ويرفضها كما رفض شعب العراق أن يدافع عن صدام وتركه يوجه التحالف الدولي وحده ليسقط".

د. محمود في اتصال من بغداد أشار إلى أن من حقه كعراقي أن ينتقد الحكومة مشيرا بالقول "في اعتقادي أن هناك فشلا في السياسة الخارجية للحكومة العراقية، فهي تنتقد حكومة البحرين لمقتل بضع أشخاص، ولا تنتقد الحكومة السورية التي قتلت آلاف السوريين! فهذا تعبير عن ازدواجية المواقف، وتصريحات متباينة".

خليل خباز في اتصال من الموصل أشار إلى "أن الإستراتيجية الأمريكية الجديدة تعتمد أسلوب الواجهات، واجهة إسلامية هي تركية وواجهة عربية تمثلها قطر، ومن خلال هاتين الدولتين تنفذ جميع المخططات إلى الدول الأخرى". ولفت الصحفي خليل خباز الأنظار إلى أن "جميع ما يسمى بثورات الربيع العربي تستهدف الأنظمة العربية الثورية، أما النظم الرجعية والديكتاتورية المبطنة كالسعودية وقطر والكويت، فيبدو أنها معفية من التغيير إلى أجل مسمى".

ملهم الملائكة

مراجعة: طارق أنكاي