1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

بعد خمس سنوات من المطاردة: الأمريكان لا يملكون أي أثر لـ بن لادن

دويتشه فيله + وكالات (ن.ش.)١٠ سبتمبر ٢٠٠٦

بعد مرور خمس سنوات على أحداث 11/9 الإرهابية ما زالت الاستخبارات الأمريكية تفتقد إلى خيط يدلها على مكان اختباء بن لادن.قضية سجون الـ CIA السرية تتفاعل على الساحة الألمانية وانتقادات واضحة من المستشارة لممارسات واشنطن.

https://p.dw.com/p/96MA
بن لادن والظواهري رأسا الارهاب على القائمة الامريكيةصورة من: PA/dpa

خمس سنوات مرت حتى الآن على أحداث الحادي عشر من سبتمبر/أيلول الإرهابية. خمس سنوات مرت أيضا على اختفاء زعيم تنظيم القاعدة بن لادن عن الأنظار دون أن تتمكن إمبراطورية الاستخبارات الأمريكية من العثور ولو على خيط واحد يمكن أن يدلها على مكان اختباءه. صحيفة "واشنطن بوست" أشارت في أحد أعدادها إلى أن المحققين الأمريكيين لم يحصلوا في السنتين الأخيرتين على أية معلومة يمكن أن تفيدهم في تقفي أثر العدو الأول للبلاد. وأضافت الصحيفة أن أجهزة الاستخبارات لا تملك أية معلومات لا من أشخاص أو أجهزة استخبارات أجنبية ولا عبر عمليات التنصت أو صور الأقمار الاصطناعية الموجهة بدقة على منطقة الحدود بين أفغانستان وباكستان، وهي المنطقة التي يعتقد أن بن لادن يختبئ فيها. ولكن هذا يبقى محل اعتقاد، دون أن تكون هناك معلومات أكيدة حول وجوده في هذه المنطقة، حسب مسؤول أمني أمريكي رفيع المستوى. ورغم أن الرئيس الأمريكي بوش طلب من قواته تمشيط المنطقة الحدودية بالكامل، اعترف المتحدث باسم المركز الوطني لمكافحة الإرهاب في حديثه إلى الصحيفة المذكورة بصعوبة تحديد المنطقة جغرافيا. فالحديث هنا يتعلق بأحد أكثر المناطق وعورة في العالم وأشدها انكفاءًً، حسب المسؤول الأمريكي الذي أضاف أن "أسامة بن لادن يبدو انه لا يثق كثيرا بسكان المنطقة ولذلك لا يخرج من مخبأه على الإطلاق."

وسائل قاسية للحصول عن المعلومات

CIA-Flüge in Europa
طائرة نقل عسكرية أمريكية عملاقة تقلع من مطار فرانكفورت الالمانيصورة من: dpa

الأمل الوحيد في الحصول على معلومات عن بن لادن هو استجواب بعض المقربين منه الذين تم اعتقالهم أمثال رمزي بن الشيبة وأبو زبيدة. لكن يبدو أن أساليب الاستجواب العادية لم تفلح في الحصول على المعلومات المطلوبة، وهذا ما أوردته اليوم الأحد صحيفة "نيويورك تايمز" عندما أشارت إلى أن عناصر وكالة الاستخبارات الأمريكية (سي آي ايه) قاموا بتعذيب ابو زبيدة، أول قيادي في تنظيم القاعدة يعتقل بعد اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر 2001, من أجل الحصول على معلومات منه. يذكر أن الرئيس الأمريكي جورج بوش كان قد اعلن في خطاب الأربعاء 06 سبتمبر/أيلول الحالي ان 14 قياديا في القاعدة بينهم ابو زبيدة كانوا معتقلين في سجون سرية، نقلوا الى قاعدة غوانتانامو الامريكية في كوبا حيث تعتقل الولايات المتحدة أسرى الحرب على الإرهاب. واوضح بوش ان ابو زبيدة اعطى خلال جلسات الاستجواب هذه معلومات اساسية. لكن هذه المعلومات يبدو أنها لم تكن مفيدة بالدرجة الكافية للقبض على بن لادن. واعترف بوش أيضا في الوقت نفسه باستخدام الاستخبارات الامريكية لوسائل استجواب "بديلة" يعتبرها خصومه وعدد كبير من الدول شكلا من أشكال التعذيب.

Illustration zum Thema New York Times berichtet über BND-Zusammenarbeit vom 02.03.2006 Computer, Geheimdienste, Medien, Regierung, USA
الصحافة الامريكية كانت دائما سباقة في كشف ممارسات اجهزة المخابرات الامريكيةصورة من: picture-alliance/ dpa/dpaweb

وكتبت "نيويورك تايمز" على موقعها على شبكة الانترنت استنادا الى مقابلات أجريت مع حوالى عشرة مسؤولين سابقين وحاليين في الاستخبارات ان ابو زبيدة استجوب في مكان سري في تايلاند نقل اليه لفترة قصيرة بعد توقيفه ربيع 2002. واضافت ان ابو زبيدة الذي اصيب بجروح خطيرة عند اعتقاله، خضع للاستجواب من قبل عناصر في مكتب التحقيقات الفدرالي (اف بي آي) اولا، استخدموا وسائل استجواب تقليدية. وأوضحت ان فريق الـ اف بي آي قدم لابو زبيدة العلاج الطبي اللازم وتحدث اليه باللغتين العربية والإنكليزية التي يتقنها. الا ان فريقا من السي آي ايه حل محل فريق التحقيقات الفدرالي ووصل مزودا بتوجيهات وقعها الرئيس جورج بوش في 17 ايلول/سبتمبر 2001 تسمح لوكالة الاستخبارات الأمريكية بأسر واحتجاز واستجواب المتهمين بالإرهاب، شرط إقامة نظام سري للسجون في الخارج. ورأى فريق السي آي ايه ان ابو زبيدة لم يقدم سوى جزء يسير مما كان يعرفه، وعليه قررالفريق استخدام وسائل استجواب أقسى. وفي تلك الفترة كان ابو زبيدة ما زال ضعيفا بسبب جروحه، لكن فريق الاستخبارات قام بتقييده ووضعه في زنزانة بدون مقعد او غطاء. وقد ابقي على الأرض بينما تم تشغيل جهاز التكييف الى درجة من التبريد كان يبدو ازرقا بسببه. وفي مرات اخرى، استخدم فريق السي آي ايه اسلوب الموسيقى الصاخبة واسماعه اغان لفريق لموسيقى الروك باعلى درجات الصوت. وقالت الصحيفة ان مكتب التحقيقات الفدرالي احتج على استخدام وسائل الاستجواب هذه، لكن عناصر السي آي ايه قالوا ان مستشارين قانونيين للبيت الأبيض سمحوا باللجوء إلى هذه الطرق.

انتقادات ألمانية للممارسات الأمريكية

Condoleezza Rice in Berlin Angela Merkel
وزيرة الخارجية الامريكية رايس دافعت أثناء زيارتها في ديسمبر 2005 لالمانيا عن السجون السريةصورة من: AP

بعد اعتراف الرئيس الأمريكي بتصديقه شخصيا على إقامة السجون السرية ودفاعه عنها، تعالت أصوات السياسيين الألمان من مختلف الأحزاب والتوجهات السياسية التي تطالب الحكومة باتخاذ موقف واضح من الممارسات الأمريكية. ويبدو أن هذا الطلب وجد آذانا صاغية لدى الحكومة، حيث انتقدت المستشارة أنجيلا ميركل أمس السبت 09 سبتمبر/أيلول واشنطن بسبب الموافقة على السجون السرية واستخدامها لاستجواب المشتبه في أنهم إرهابيون. وقالت ميركل التي تسعى لتعزيز العلاقات مع الولايات المتحدة منذ توليها منصبها ان "استخدام مثل هذه السجون /امر/ غير مقبول من منطلق فهمي لحكم القانون." وأضافت المستشارة ان مثل هذه الوسائل لا تبرر الغايات حتى في الحرب على الإرهاب ويتعين إيجاد حلول أخرى: "بدلا من ذلك يتعين علينا إيجاد إجابات بشأن كيفية محاربة الإرهابيين بفعالية دون أن نضع المباديء والمعتقدات الأساسية موضع شك."

مندوب الحكومة الألمانية لشؤون حقوق الإنسان طالب هو الآخر الحكومة الألمانية بمعلومات عن أماكن السجون السرية وعن المسؤولين الذين علموا بوجودها. الا أن وزير الداخلية فولفغانغ شويبلة استبق هذا الطلب بالإعلان عن عدم معرفته بوجود سجون سرية على الأراضي الألمانية وان المعلومات المتوفرة لديه تفيد بعدم بوجودها أصلا. أما المسؤول في حزب الخضر المعارض فولكر بيك فقد ذهب إلى حد مطالبة الحكومة الألمانية بضرورة حصولها على قائمة بأسماء المسافرين على متن الطائرات الأمريكية التي تمر عبر الأراضي الألمانية.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد