بدء "محاكمة العصر" للمتهمين بتفجير قطارات مدريد
١٥ فبراير ٢٠٠٧يمثل اليوم أمام المحكمة الوطنية الأسبانية في مدريد 29 متهما في إطار تفجيرات 11 مارس/آذار 2004 التي أوقعت 191 قتيلا و1824 جريحا في محاكمة خارجة عن المألوف من حيث حجمها ومدتها. وستكون هذه المحاكمة، التي توصف بـ"بمحاكمة العصر" ابرز محاكمة شهدها العالم حتى الآن ضد ما يطلق عليه "لإرهاب الإسلامي" وتنظيم القاعدة بزعامة إسامة بن لادن. وفي إطار الاستعداد للمحاكمة ربط قاضي التحقيق الذي أعد القضية بين هذه التفجيرات ودعوة إسامة بن لادن لمهاجمة دول ساندت الحرب التي قادتها الولايات المتحدة في العراق ومقال على الانترنت حث المهاجمين على ضرب أسبانيا قبل الانتخابات. وجاء في تقرير يقع في نحو 100 ألف صفحة أعده المدعي العام الأسباني ان أربعة رجال أذعنوا لنداء تنظيم القاعدة وبدأوا التخطيط للهجوم في عام 2003. وقاموا بتجنيد آخرين في أحد مساجد مدريد ومن دوائر إجرامية عادية.
ويواجه المتهمون الرئيسيون السبعة عقوبة بالسجن لفترة إجمالية تصل إلى 270 ألفا و600 سنة بتهمة جرائم قتل ومحاولات قتل إرهابية، وقد يمضون عمليا أربعين عاما في السجن كحد أقصى. وسيصل الحجم الإجمالي للتعويضات المتوجبة للضحايا والتي تم تسديد القسم الأكبر منها الى 5.95 مليون يورو بحسب مصادر النيابة العامة. ومن المتوقع صدور الحكم في تشرين الاول/اكتوبر القادم.
"محاكمة رقمية" وسط حالة تأهب امني
وسيمثل المتهمون الـ 29 شخصا ( وهم 15 مغربيا وتسعة اسبان وسوريان ومصري وجزائري ولبناني) في قفص الاتهام على مدى خمسة الى ستة اشهر، كما سيتم استجواب 107 خبراء بينهم حوالي 12 خبيرا في المتفجرات وما لا يقل عن 610 شهود. ويتضمن برنامج المحاكمة 110 جلسة موزعة على 53 يوما بوتيرة ثلاثة أيام في الأسبوع الاثنين والثلاثاء والأربعاء. كما سيتمكن 140 صحافيا أسبانيا وأجنبيا حصلوا على ترخيص من متابعة الجلسات في قاعة مجهزة بالشاشات. وسمح لجميع الشبكات التلفزيونية في العالم التي قدمت طلبا بنقل الجلسات كاملة في بث مباشر. كما خصص أربعون مقعدا داخل القاعة للضحايا و29 مقعدا لأقرباء المتهمين.
وفقاً لتوقعات الخبراء ستشكل المحاكمة منعطفا في الإجراءات المتبعة عادة حيث ستكون أول "محاكمة رقمية" في أسبانيا. وسيتمكن رئيس المحكمة من نشر ملف التحقيق بصفحاته التي تزيد عن 93 الفا فضلا عن صور ورسوم ووثائق أخرى لحظة إبرازها. وستبث كل المناقشات والمداولات بين المحامين والقضاة لحظة وقوعها على أجهزة الكمبيوتر النقالة الخاصة بهم.
من ناحيتها رفعت السلطات الأمنية الأسبانية حالة التأهب إلى الدرجة المتوسطة من الدرجة المنخفضة مع بدء المحاكمة التي تأتي قبل أسابيع من الذكرى السنوية الثالثة لتفجيرات 11 مارس/ آذار التي كانت أكثر الهجمات دموية التي يشنها تنظيم القاعدة في أوروبا.